عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    13-Oct-2019

العنصرية ليست خاصة باليمين بل بدولة إسرائيل - إسحق ليئور
 
بعد قتل رابين، سارع الإجماع إلى اعتبار يغئال عمير وحاخامات غير معروفين «أعشاباً غريبة». ومع ذلك، يجدر مرة أخرى التذكير بأقوال عمير للمراسلين في بث مباشر عند تمديد اعتقاله الأول: «لماذا لا تخبرون الناس بأن نصف من كانوا في الميدان من العرب». ليس حكم المطاردة وهمس الحاخامات المتدينين القوميين، أحاطت بالقتل، بل تحدي شرعية الأغلبية البرلمانية لرابين. منذ ذلك الحين صمت الجميع على ذلك، ولهذا التمييز لا يوجد لسان عبري.
من هم الذين يتحدون الآن «أغلبية بمساعدة العرب»؟ من الواضح أن بنيامين نتنياهو يقود أوركسترا إسرائيل الخالدة ومستوطني الأبارتهايد الذين يعرفون عن قرب التسجيل في الطابو الموجود لدى الله. ولكن يجدر الانتباه بالتحديد لـ «رجال نعم».
زعيمهم الجديد، أفيغدور ليبرمان، المستوطن الذي أدار حملة انتخابية بتحريضه ضد الأقلية العربية (ليس هناك مواطنة دون ولاء)، استيقظ ذات يوم ووجد نفسه ليبراليا (الذي يعين مرشحيه للكنيست في كل انتخابات) ويحذر بني غانتس من الاستعانة بالقائمة المشتركة. وغانتس؟ وقف أمامه بعد الانتخابات زعيم «الناس الطيبين» وعدد له من اتصل معهم هاتفياً، واسم أيمن عودة فقط لم يلفظه. رئيس أركان لكنه جبان.
«الناس الطيبون» لن يتحدثوا علناً ضد «أغلبية بمساعدة العرب» لأنهم غير «كهانيين»، لكن هذا هو واقعهم. هم صوتوا لـ «أزرق أبيض»، ولا تنتظروا منهم مد اليد فجأة للأقلية العربية الكبيرة.
هم لم يعينوا عرباً في القوائم التي أعدوها بصورة ليبرالية في الطريق إلى الكنيست. ولأن «الناس الطيبين» يشغلون أيضاً الوظائف العليا في التلفاز فلن تجدوا هناك مقدمة عربية للأخبار، ولا نريد الحديث عن محرر. الفجوة الكبيرة بين نسبة الطلاب العرب في الجامعات، حيث يسيطر هناك «الناس الطيبون» ونسبة العرب في وسط الطاقم الأكاديمي الأعلى، تستحق مقالاً منفصلاً. ولكن حتى نسبة العرب العاملين في الطاقم الإداري (موظفات، مدراء حسابات) ضئيلة. واللافتات؟ في جامعة حيفا، التي فيها التمييز ضد العرب يقتضي إحضار الـ «بي.دي.أس» إليها سنّت في السنوات الأخيرة قانون القومية ومسحت اللغة العربية من لافتاتها. هل سمعتم «الناس الطيبين» يحتجون؟ نعم، قليلاً، بسرية.
«الناس الطيبون» هم الدفيئة التي نمت فيها وكبر إقصاء العرب: في البنوك والوزارات الحكومية والسلك الأكاديمي والشركات العامة. في كل هذه الأماكن التمييز ليس شعاراً عنصرياً، بل هو دفاع واضح عن امتيازات، وعن هذه الامتيازات لا يتنازل «الناس الطيبون»، حتى لو لم يتحدثوا عنها. من أجل ذلك هم بحاجة إلى اليمين العنصري من لكي يعارضوا باشمئزاز تصريحاته. أيضاً من أجل ذلك توجد انتخابات، حمام للتطهر، فيه يتطهر «الناس الطيبون» من عنصرية نتنياهو ويأملون في أن يصوت العرب بجموعهم. وبعد ذلك تنتهي الانتخابات.
انظروا إلى «ميرتس»، من أجل شرعنة أيهود باراك فعل ميلودراما. في «هآرتس» وفي الإذاعة، للحظة تحول عيساوي فريج إلى ممثل الأمة العربية التي غفرت للجنرال. وبعد ذلك خبؤوه في الحملة. لم يدخل الكنيست. من سيستقيل من أجله؟ تمار زيندبرغ؟ أضحكتمونا. هي من «الناس الطيبين».
المواطنون العرب، 20 في المئة من السكان، يعيشون على 2 في المئة من الأراضي السكنية و1 في المئة من الأراضي الزراعية. الامتياز اليهودي يحيطهم بالمستوطنات، حصص مياه، وميزانيات. لا يوجد لهم سوى النضال كمعارضة بقيادة القائمة المشتركة مع كل عيوبها، سوية مع بقايا اليسار الإسرائيلي. العنصرية ليست لليمين، بل هي للدولة.
«هآرتس»