عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    29-Mar-2020

كلمات في عيد «الدستور» - أحمد جميل شاكر

 

الدستور- في غمرة الاحتفال بالعيد الرابع والخمسين للعزيزة على قلوبنا وعقولنا «الدستور» تعود بنا الذاكرة نحن الجيل الذي واكب نهضة وتطور هذه المؤسسة منذ ولادتها إلى العدد الأول الذي صدر في الثامن والعشرين من شهر آذار عام 1967م/ حيث كانت الثلوج البيضاء تكسو جبال عمان لتعلن للجميع عن ولادة صحيفة تحمل بين جنباتها النقاء والصفاء والكلمة الصادقة وتأخذ على عاتقها الدفاع عن الوطن والمواطن، وترفع راية مناصرة المظلوم أينما كان، وتشير إلى مواطن الخلل، وتكون العين اليقظة، والأداة الرقابية الفاعلة على كل المؤسسات وأن تكشف عن الفساد بشتى أنواعه وصوره.
 
عانت الدستور الشيء الكثير خلال مسيرتها، واصطدمت مع حكومات، وتعرضت عدة مرات للإغلاق والتوقف عن الصدور، وبقيت على مر العقود الماضية شامخة، عالية القامة والمقام، وهي الآن أكثر ما تكون زخماً وتطوراً وبهاءً حتى غدت «الدستور» مدرسة ومؤسسة إعلامية كاملة لها شأن كبير في الساحة المحلية والعربية والدولية.
 
لقد قدمت «الدستور» على سنوات عمرها الكثير لقارئها الذي ارتبط معها وجدانياً وروحياً وعاطفياً ومهنياً فكانت النموذج في الخدمة الثقافية والاجتماعية والسياسية.
 
كما حملت على عاتقها ولا تزال كل قضايا الأمة، وفي طليعتها القضية الفلسطينية، حيث تمتد جذور الدستور إلى القدس مطلع القرن الماضي عندما صدرت صحيفة فلسطين في يافا والقدس.
 
وهي التي اندمجت في عام 1967 مع صحيفة المنار لتشكلان معاً صحيفة الدستور، والتي كانت تصدر في ظل أجواء صعبة ليس من السهل على الصحفي التحرك، حيث الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأردن في شماله وجنوبه، إلى أن جاءت معركة الكرامة الخالدة، والتي كان لـ «الدستور» ولي شخصياً شرف تغطيتها، فكانت حروفها في ذلك اليوم زكيةً تشع بدماء الشهداء، وتخرج منها رائحة البارود والدبابات الإسرائيلية التي ما زال الدخان يتصاعد منها عندما زار المغفور له الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه، وبعثة الدستور، والإعلاميين من كل مكان أرض الكرامة في صبيحة اليوم التالي.
 
كانت «الدستور» وما زالت محجاً للسياسيين من العرب، والأردنيين، وأذكر كيف كان رؤساء الوزراء وكبار المسؤولين وفي مقدمتهم المغفور له بإذن الله تعالى الشهيد وصفي التل، يقضون أوقاتهم فيها، لتصبح جلساتهم صالوناً سياسياً مفتوحاً يعطي نكهة مميزة وطعماً خاصاً لأن مصلحة الوطن العليا كانت تستأثر على الجميع بعيداً عن معظم الصالونات السياسية التي نشهدها هذه الأيام، والتي وضعت المصلحة الخاصة، والفردية والشللية فوق أي اعتبار.
 
لقد ساهمت الدستور عبر مسيرتها بتخريج معظم الكفاءات التي تولت مناصب وزارية وقيادية وفكرية اجتماعية في بلدنا، كما أن من خريجيها من يتبوأ مناصب إعلامية رفيعة في عالمنا العربي، وأنها كانت المؤسسة الأم في تغذية الصحف الأخرى والمؤسسات الإعلامية بالخبرات والأقلام.
 
إننا بهذه المناسبة نترحم على الجيل الذي قامت «الدستور» على عاتقه، وفي مقدمتهم أساتذتنا الكبار محمود الشريف، وكامل الشريف، وجمعة حماد، وحسن التل، وإبراهيم سكجها، ومحمد الجيلاني، ومحمود الخيمي، وموسى الكيلاني وغيرهم وغيرهم، ونرجو لمؤسستنا دوام النجاح والتقدم بالازدهار.