عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    16-Oct-2019

سوراقيا قلب الكون ومركزه - محمد داودية

 

الدستور - بلادنا المترعة بالبذار والثمار والمحاريث والمناجل، أحبها الله ورضي عنها، فملأ تلالها بالتين والزيتون، واقسم بهما، وعبأ كوايرها بالقمح والدقيق والغلال والبركة.
بلادنا تفيق على الندى يغطي رموشها، ويوقظها عزف الحساسين.
ووقع اقدام العمال والرعاة والحراثين، تتدفق المزاريب بين يديها ولا تتوقف النواعير عن الترحاب بجرارها.
هي بلاد حمامات ماعين وعفرا والبربيطة وام قيس، السحرية التي تشفي العليل.
بلادنا تشرفها وتكرمها، مقامات جعفر بن ابي طالب وأمين الأمة ابو عبيدة عامر بن الجراح ومؤذن الرسول بلال بن رباح.
بلادنا، سوراقيا (الشام والعراق) قلب الكون ومركزه ومجرى الحياة، اول الأبجدية والعدل والقمح والخيل والجمال، محور الخصب، ومجمع الغزاة ومصارعهم المتكررة الحتمية.
سوراقيا، التي ترصعها مدن الثلوج والمروج، ضاربة في العراقة والعتاقة، ممتدة من البتراء إلى الاسكندرون والمحمرة.
بلادنا، الأقوى شكيمة، والأشد رسوخا، والاعرق حضورا، والأعلى كعبا، والأكثر ولهًا بالحرية واجتثاثا للغزاة.
سوراقيا الأزهى والأبهى. الأحلى والأعلى. الأرحب والأصلب. التي انتقتها الصهيونية الغبية، من بين كل بقاع الارض، لجمالها وكمالها وشموخها، سوراقيا هذه ستشهد مجددا، هزيمة العبرانيين الجدد، كما هزمهم ملك مؤاب الفارس الأردني، ميشع بن كموشيت، عام 840 قبل ميلاد ابننا وحبيبنا عيسى المسيح بن مريم العذراء عليه الصلاة والسلام، في عهد قائدهم، الذي لحقه الخزي، أخزيا بن أحاب، حين شخب دم الغزاة من ذرى بصيرا وشيحان وذيبان حتى فاض به وادي الموجب والنهر المقدس، فارتوت الأرض لتظل تصدح: إن مصير الغزاة هاهنا يتقرر. ومثل هذا المصير لا غير، يكون مصير العبرانيين، الغزاة الجدد.
من رحم هذه الأرض طلع الحارث الرابع ابن عبادة، الأردني العربي ملك الأنباط، الذي انتصر على اليهود والرومان واسترد دمشق وانتصر على قاطع رأس يوحنا المعمدان في معركة جلعاد عام 7 للميلاد.
ومن كبرياء هذه الارض تشربت زنوبيا (الزباء) أيقونة سوراقيا، العزة والعزم، فثارت على روما، امبراطورية العصر المرعبة، من اجل الحرية والكرامة، فدفعت كل الأثمان التي يستحقها صداق الحرية والكرامة.
من هذه الأرض طلع والد الذبيحين ابراهيم الضمور الكناني الغساني، حامي الدخيل المناضل الفلسطيني الشيخ قاسم الاحمد الزرعيني.
سراج سوراقيا سيظل منيرا بزيت جنين والخليل والطفيلة والسلط والكفارات وحلب واللاذقية وصور.
تليق الكرامة والحرية بشعب سوراقيا، الحسام القاطع، سبيكة الفولاذ المسقي الصافية.