عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    22-Aug-2019

حروب اليهود حول الصلاة في الحرم - شموئيل روزنر
 
ينبغي الأمل في أن يكون بتسلئيل سموتريتش تعلّم، هذا الاسبوع، درسا مهما حقا. اذا كنتم جائعين فلا تغرّدوا. ففي ذروة يوم الصيام، حين كانت الأعصاب تعبة، وجه إهانات لرئيس الوزراء مرتين. المرة الاولى بسبب اغلاق بوابات الحرم في وجه اليهود. «هذا عار، من النوع الذي يذكرنا بما نصوم عليه اليوم»، كتب الوزير، واستفز قائلا: «سيدي رئيس الوزراء، اذا لم تكن لديك الشجاعة... فسنأخذ نحن المسؤولية».
 
نهاية القصة معروفة. اعتذر الوزير عن الأسلوب، لا عن المضمون. تخلى رئيس الوزراء عن خطوة لازمة بالاقالة. ينبغي الأمل في أن يكون السياسيان فكرا في يوم الخراب حين خاضا هذه المعركة الاعلامية، ولكن من المسموح لنا أن نشتبه في أنهما فكرا بقدر لا يقل عن ذلك ايضا في يوم الانتخابات. سموتريتش غمز ناخبيه، من أهل اليمين الديني، محبي الحرم. اما نتنياهو فغمز ناخبيه هو الآخر، من اهل اليمين والوسط – اليمين، المتدينين، ولكن اكثر من ذلك للتقليديين والعلمانيين، ممن الحرم عزيز على قلبهم أقل بقليل، ولكن الهدوء الأمني اكثر بقليل.
 
كتب آريه الداد، هذا الاسبوع، في «معاريف» ان «عدم اكتراث الكثير من اليهود» يغذي مساعي العرب للادعاء بالملكية الكاملة على الحرم. استطلاعات معهد سياسة الشعب اليهودي تفيد بانه محق اكثر مما يخيل له. ليس «الكثير من اليهود»، بل أغلبية اليهود في إسرائيل تشعر بصلة ضعيفة (19 في المئة) او ضعيفة جدا (39 في المئة) بالحرم. معظمهم يشعرون بعلاقة قوية اكثر بكثير بالحائط الغربي (المبكى)، ربما لأنه بوسعهم ان يزوروه بسهولة اكبر، ربما لأنه لا يرتبط برؤوسهم بخلاف سياسي لاذع او بجدول اعمال ايديولوجي صرف.
 
فقط خليط من اليمينية القومية والدينية المتطرفة يضمن علاقة «قوية» او «قوية جدا» بالحرم. فالاصوليون يشعرون بالعلاقة، ولكن بقدر اقل. اغلبيتهم الساحقة (96 في المئة) لا يزال يعتقدون بانه يجب التصرف «وفقا لفتوى معظم الحاخامين في أنه لا ينبغي لليهود حاليا ان يصلوا في الحرم». اليمينيون العلمانيون – بمن فيهم من يشعرون بالعلاقة ايضا، ولكن غير قليل ممن لا يشعرون بهذا ايضا.
 
في أوساط ناخبي سموتريتش، رجل التيار الديني – التوراتي (بلسان الشعب، الحردلي)، توجد العلاقة الاشد بالحرم. قرابة ثلثهم يأخذون بفتوى الاقلية بين الحاخامين ممن يسمحون بالصلاة على الحرم. ثلاثة من كل أربعة منهم (71 في المئة) يعبرون عن علاقة قوية جدا بالحرم.
 
ان الرسم البياني المركزي الذي وضعناه، هذا الاسبوع، يجسد جيدا الفجوة بين مصوتي سموتريتش وبين مصوتي نتنياهو بالنسبة للحرم. وكانت معطياته اخذت من ثلاثة استطلاعات للمعهد للديمقراطية، اجريت في غضون سبعة اشهر. واحد في ايلول 2015، الثاني في تشرين الاول 2015 والثالث في اذار 2016. والسؤال في الاستطلاعات الثلاثة كان مماثلا: هل برأيك، في وضع الامور اليوم، ينبغي أم لا ينبغي السماح لليهود بالصلاة على الحرم؟ الاجوبة، كما سترون فورا، ليست متماثلة على الاطلاق. لماذا؟ لأنه بالضبط في تلك الفترة وقعت اضطرابات في الحرم، انتشرت ايضا الى مناطق اخرى في إسرائيل وفي «المناطق». هكذا بحيث إنه في ايلول كان هناك الكثير من المؤيدين لصلاة اليهود في الحرم، وفي تشرين الاول قل عددهم جدا، ولا سيما في اوساط من يشعرون بعلاقة وثيقة اقل بالحرم.
 
ولكن الامر المشوق حقا حصل بعد ان مرت بضعة اشهر. اغلبية سكان إسرائيل، بل أغلبية ناخبي «الليكود» ايضا، تعلموا الدرس في فترة الاضطرابات، وقرروا انه غير مجدٍ دفع الثمن، وبقوا في موقفهم المتجدد – الاقل حماسة لصلاة اليهود في الحرم. ولكن ناخبي حزب واحد كرروا مواقفهم الاصلية، أي، عادوا لتأييد الصلاة في الحرم بحماسة، الا وهم ناخبو «البيت اليهودي».
 
«معاريف»