عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    10-Jan-2021

كل جاسوس أمـــــيـــــر*إسماعيل الشريف

 الدستور

«نحتاج إلى جيش صغير فعّال وغير مكلف ومحترِف للأمن والاشتباكات المحدودة، أما السلاح النووي فهو للمواجهات الكبرى»، موشيه دايان. 
 
استمتع هذه الايام بقراءة كتاب: «كل جاسوس أمير، التاريخ الكامل لمجتمع المخابرات الإسرائيلية»، لمؤلفه دان رافيف، Every Spy a Prince, the Complete History of Israel›s Intelligence Community, Dan Raviv.، وجمال هذا الكتاب بأنه يفسر بعضًا مما يجري في منطقتنا.
 
- من الثوابت الأساسية في منطقتنا أن الكيان الصهيوني يحتكر السلاح النووي، وهذا سبب العداء لإيران التي تسعى لامتلاك النووي. والفضل لامتلاك الصهاينة للقنبلة النووية هو لفرنسا.
 
منذ اللحظة الأولى لاحتلال فلسطين سعى بن غوريون لامتلاك السلاح النووي، لإيمانه بأن النووي هو ضمان بقاء دولة الاحتلال، وجاءت الفرصة حين طلبت فرنسا من الصهاينة المشاركة في العدوان الثلاثي بعد أن أمم عبد الناصر قناة السويس، وأيضًا لدعمه الثورة الجزائرية، ففي 1/9/1956 زار بيريز فرنسا والتقى الرئيس، واتفقا على حصول دولة الاحتلال على السلاح النووي مقابل مشاركتها في العدوان الثلاثي، وحصلوا بالفعل على المفاعل القابل لإنتاج السلاح النووي، وكانت المرة الأولى في التاريخ أن تمنح دولة مفاعلًا مع جميع المخططات والمعلومات والمعرفة المتعلقة به! 
 
وفورًا أسست دولة الاحتلال استخبارات خاصة لمنع الآخرين من الحصول على السلاح النووي ثم مخابرات أخرى متخصصة بالسلاح النووي.
 
 قرأت مرة عن أحد أهم المبادئ الصهيونية، «عقيدة شمشون»، وتقتضي استخدام القنبلة النووية إذا أوشكت إسرائيل على الفناء.
 
- لا حلفاء ولا أمان للصهاينة، والتطبيع مع الصهاينة لا يعني مطلقًا البقاء في السلطة: 
 
عندما وصل ديغول للحكم عام 1960 بلّغ الصهاينة بأنه لن يزودهم باليورانيوم لإنتاج القنبلة النووية، وفورًا طار بن غوريون إلى الإليزيه ووعد ديغول بأن المفاعل النووي سيكون لأغراض سلمية فقط. وليستميل ديغول كشف له عن أهم مصادره الاستخباراتية، ففي 16/3/1961 خطط الكولونيل السابق كلود أرناد، الذي حارب النازيين، لاغتيال ديغول بأيدٍ عربية اعتراضًا على سياساته في الجزائر، بينما ظلت تتردد شائعات بأن الصهاينة كانوا وراء محاولة الاغتيال.
 
- لا يحرك الروس سوى مصالحهم؛ فلولا صوت السفير السوفييتي في الأمم المتحدة أندري جروجيكو لما خرج قرار الأمم المتحدة رقم 181 الذي قسم فلسطين إلى دولتين، ولولا السوفييت؛ بولندا ويوغوسلافيا ورومانيا وهنجاريا لما امتلكت إسرائيل السلاح والتدريب.
 
وفي مكان آخر قرأت أن الاتحاد السوفييتي كان يعرف بأن علاقتهم مع العرب لن تكون علاقة استراتيجية، فهم يكفرونهم ولكنهم يشترون سلاحهم!
 
- علاقة العرب بالصهاينة: يذكر الكتاب أن عددًا من القيادات العربية كانت تتقاضى رواتب ثابتة من الصهاينة، ومن مبادئ الصهيونية أنها لا تأمن العربي، فمهما بلغت خيانة العرب فإنهم يكرهونها، ويعلم الإسرائيليون أن العرب لم يكونوا جادين أبدًا في أي من حروبهم معهم، وأنهم من أفشل الجواسيس.
 
- سد النهضة: منذ الخمسينيات تغلغلت إسرائيل في أثيوبيا لقربها من البحر الأحمر ومنابع مياه النيل، فبنت أول جامعة في أثيوبيا ولديها أهم قواعد الموساد هناك.
 
لذلك لا عجب أن نرى الموقف الأثيوبي المتزمت في سد النهضة، ولا حل مع أثيوبيا إلا عملية عسكرية تقوي الموقف التفاوضي المصري بغض النظر عن نتائجه، فالمسألة مسالة وجودية.
 
- مَن يحكم مَن؟ هناك من يقول إن الصهيونية إحدى أدوات كيان أكبر كالنورانيين أو الماسونيين، يَذكر الكتاب أن من أوائل جواسيس الموساد روكفلر العظيم، قد تجيب هذه المعلومة على العديد من الأسئلة.