عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    15-Oct-2019

«الحرس» يزعم «استدراج» صحافي كشف فساد النظام الإيراني... ويتهمه بالتخابر مع فرنسا

 

باريس: «الشرق الأوسط» - لم يصدر تعليق رسمي عن الدوائر الفرنسية على الخبر الذي جاء من إيران، وفيه اتهام مباشر لباريس بـ«تشغيل» المخابرات الفرنسية لصحافي إيراني كان يعيش في فرنسا، وتم استدراجه إلى مكان ما، وإلقاء القبض عليه، في «عملية معقدة»، وفق ما زعم بيان لـ«الحرس الثوري» أمس.
 
الرجل اسمه روح الله زم، وهو صحافي وناشط إصلاحي قريب من الحركة الخضراء. وكان زم يقيم في فرنسا منذ خروجه من إيران عقب إطلاق سراحه بعد أشهر من الاعتقال، بسبب مشاركته في انتفاضة عام 2009. وبعد خروجه من إيران، قام بإنشاء موقع «آمد نيوز» الذي كان يُسرب الأخبار من داخل أجهزة النظام، ولعب دوراً كبيراً في كشف ملفات الفساد، وكذلك تغطية الاحتجاجات الشعبية.
 
ويفيد بيان «الحرس الثوري» بأن روح الله زم كان يدير قناة «آمد نيوز» عبر تطبيق «تليغرام»، وقد كانت «مناهضة للثورة». وبحسب البيان، فإن زم اعتُقل في إطار «عملية معقدة واحترافية» نفذها جهاز استخبارات «الحرس الثوري». لكن البيان المشار إليه يخلو من تحديد المكان أو الزمان، أو الطريقة التي لجأت إليها مخابرات النظام من أجل وضع اليد على زم الذي كان يعيش في المنفى في مدينة باريس.
 
ويضيف بيان «الحرس» أن الشخص المذكور «تلقى توجيهات من جهاز الاستخبارات الفرنسي، وحصل على دعم من أجهزة الاستخبارات الأميركية والنظام الصهيوني».
 
ويلجأ البيان إلى أساليب سينمائية في توصيف عملية الاعتقال، ومن عناصرها الاستدراج والخداع، حتى للأجهزة الاستخبارية الأجنبية، والقبض على المشبوه من خلال «استخدام أساليب استخباراتية حديثة وإبداعية». وبحسب طهران، فإن أعداءها «متخلفون عن اللحاق» بأجهزة الاستخبارات الإيرانية.
 
ويبدو من الواضح أن روح الله زم، وهو نجل محمد علي زم أحد كبار مسؤولي النظام الإيراني الذي ترأس عدة مؤسسات ثقافية تابعة للنظام، كان مصدر إزعاج للسلطات، لأنه استخدم «آمد نيوز» من أجل فضح فساد النظام، وحملات القمع والملاحقة بحق المعارضين، إضافة إلى ملفات الاختلاس والسرقات داخل النظام.
 
وكشف في رسالة نصية سابقة وجود تهديدات باستهدافه، في حال استمر في التهجم على النظام.
 
وأشارت قناة العربية إلى أنه أشار في إحدى مقالاته إلى أن «هناك شخصيات موثوقة اتصلت بي، وأقسمت بأن هناك عملية مشتركة بين (فيلق القدس) ووزارة الاستخبارات وجهاز استخبارات (الحرس الثوري) لاختطافي، لأنهم يريدون سد الثغرات الأمنية، وهذا يعني أنهم يريدون سد الثغرات من خلال خطف أو اغتيال المعارضين».
 
ويبدو أن ما كان ينشره روح الله زم كان يتسبب بصداع للسلطة وأجهزتها، الأمر الذي دفع بوزير الاتصالات والمعلومات الإيراني جواد آذري جهرومي إلى المطالبة بإغلاق قناة «آمد نیوز»، مشيراً إلى أنها كانت تحض على تنظيم «انتفاضة مسلحة».
 
ونجح الوزير في مسعاه، إذ إنه تم لاحقاً حجب القناة التي كانت تحظى بنحو 1.4 مليون متابع.
 
وتجدر الإشارة إلى أن تطبيق «تليغرام» كان من بين شبكات التواصل الاجتماعي الأكثر شعبية في إيران، مع نحو 40 مليون مستخدم، قبل أن يحجبه القضاء العام الماضي.
 
ورغم صمت السلطات الفرنسية، وامتناعها عن التعليق على الرواية الإيرانية، فإن اللافت توقيت الكشف عن هذه العملية، واحتمال أن تكون ذات صلة بالملف النووي المقبل على تطورات جديدة بداية الشهر المقبل، مع عزم طهران على التخلي عن مزيد من التزاماتها، وتهديد فرنسا وبريطانيا وألمانيا بالتخلي عن الاتفاق، وبالتالي عن توفير الدعم لإيران، في حال أقدمت على ذلك. وللقصة تتمة.