أحمد اللوزي في ذكرى رحيله*د. ضرار غالب العدوان
الراي
صادفت قبل ايام الذكرى السنوية العاشرة لرحيل فقيد الوطن دولة أحمد اللوزي رئيس دولة الوزراء الأسبق، والذي لاقى ربه الكريم بوجه مشرق باسم وأيادٍ بيضاء، وذلك بعد سيرة ومسيرة حافلة بالبر والبذل والعطاء والتفاني في خدمة الوطن والمواطن والإخلاص للعرش الهاشمي المفدى، فقد حمل دولته الأمانة بمنتهى الصدق والأخلاص، وتمتع بخصال فريدة ومزايا حميدة، كحسن الخلق وطيب المعشر ونقاء السريرة، والنهوض بأمانة الواجب والمسؤولية بشرف وتفانٍ واتقان، وبروح الإيثار ونكران الذات، فكان مثالاً يحتذى به في القدرة على تحمل المسؤوليات، والتصدي للتحديات والتغلب عليها وتذليلها بحكمة واقتدار، وكان دولته صاحب فكر مستنير ورؤية ثاقبة، ومشهوداً لدولته بالكفاءة والنزاهة، والقدرة على الإنجاز.
ومن خلال سيرته العطرة ومسيرته المظفرة، فقد أصبح دولة أحمد اللوزي قدوة صالحة للجميع، وذلك في خلقه الكريم وتواضعه وتفانيه في العمل، والتزامه بالقيم الأصيلة والمبادئ النبيلة التي يتصف ويتفرد بها المجتمع الأردني، فرحل عن هذه الدنيا بنفس مطمئنة، تاركاً خلفه رصيداً متميزاً من الأعمال الصالحة، وإرثاً مجيداً من الإنجازات على مختلف الأصعدة، والتي جعلت من الشعب الأردني يذكره بخالص الدعاء، فطبت حياً وميتاً يا أبا ناصر.
وحينما نستحضر سيرة الراحل الكبير ونستذكر مسيرته، تعود بنا الذاكرة إلى سنين خلت، والتي عاش بها دولته قريباً من القلب وذلك عبر سني عمره، فقد كان معروفاً حينما تلقاه في خضم الأزمات باسم المحيا هادئ الطبع، لا يثور ولا يغضب، ويشع أملاً وثقة بنفسه ومن حوله، وقد كان جريئاً في قول كلمة الحق ولا يخشى لومة لائم، ولم يتوانَ يوماً من الأيام عن تلبية نداء الواجب الوطني، وقد كان رائداً من رواد الحركة السياسية والفكرية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية في الأردن، وقد كان حضوره بهياً ومتميزاً، فكسب ثقة ومودة ومحبة الجميع، وذلك بفضل المزايا العديدة التي كان يتصف بها دولته، وسيبقى ذكره خالداً خلود الوطن.
لقد كان دولة أحمد اللوزي رجل دولة من الطراز الرفيع الفريد، وصاحب رؤية وبصمة واضحة في مختلف مواقع المسؤولية التي شغلها، ومشهوداً لدولته بالقدرة على تحقيق الإنجازات، وقد كان يعمل دائماً على توحيد كافة الأطراف تحت مظلة واحدة، وكان يقف من الجميع على مسافة واحدة، ويؤمن بالاختلاف واحترام الرأي الآخر، والدفاع عن موقفه ورأيه، وقد كان من أبرز ما يميز دولته بأنه كان دوماً جزءاً من الحل وليس جزءاً من المشكلة، وهذا الأمر هو ما جعله رجلاً سياسياً فريداً من نوعه.
وقد كان دولة أحمد اللوزي يعمل بثقة وشفافية مطلقة وبروح الفريق الواحد، وذلك لخدمة الصالح العام، وكان يمتلك شجاعة فائقة على اتخاذ القرار والدفاع عنه وتنفيذه من دون تردد أو إبطاء، تحت وطأة الخوف من اتخاذه أو الخضوع للحسابات الشعبية الآنية، أو سياسة الاسترضاء أو ترحيل الأزمات، فقد كان المبادر الأمين في تنفيذ التوجيهات الملكية السامية، وتثميرها على أرض الواقع، وذلك في مختلف مواقع المسؤولية التي تبوأها عبر رحلته الطويلة في خدمة العرش والوطن والمواطن، ويشهد القاصي والداني بأن دولة أحمد اللوزي هو من صنع التاريخ وليس من صنعه التاريخ، لذلك فعلينا جميعاً أن نحذو حذوه وأن نتبع مساره ونرسخ نهجه، وأن نبقيه حياً ونجعل نهجه وأفكاره ورؤاه نصب أعيننا.