عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    22-Jul-2020

خيار اللا خيارات ، إقامة دولة ثنائية القومية شريطة تقويض الصهيونية كعقيدة* م. سليم البطاينة

عفرا نيوز -

خطرت الكتابة على بالي اليوم بعد انقطاع دام اربعة شهور تقريباً !! فما شدني اليها هو تصريح دولة رئيس الوزراء الاخير حول حل وقيام الدولة الواحدة في ظل انسداد الافق السياسي وفشل مشروع وخيار حل الدولتين ، فالموضوع ليس بجديد فخلال الفترة الانتدابية دعمت محموعة من المثقفين اليهود فكرة دولة ثنائية القومية للفلسطينيين واليهود على ارض فلسطين وكان من ابرز من احتضن تلك الافكار هما ( يهودا ماغنس ومارتن بوبر ) وكان ذلك في مطلع عام ١٩٢٥ !! وتلاها في عام ١٩٢٧؟العالم المشهور ( البرت اينشتاين ) الذي اعرب عن قناعته بانه بالامكان بناء مستقبل مشترك لليهود والعرب معاً ، وصرح عام ١٩٤٩ انه كان خطئاً كبيراً تقسيم فلسطين وانه من الضرورة السعي الى فلسطين غير مجزاءة حيث يعيش العرب واليهود فيها بسلام ومساواة !!!!!!! ولا ننسى ما قاله أحمد قريع رءيس مجلس الوزراء الفلسطيني قبل سنوات بأن الفلسطينيين قد يتحولون للمطالبة بدولة ثنائية القومية على كامل اراضي فلسطين بدلاً من مطالبتهم بدولة فلسطينية مستقلة في حدود اراضي ١٩٦٧ حيث لم يتم التعامل مع تلك التصريحات بشكل جدي ولم يعرها أي طرف محلي عربي أو دولي اي قيمة او تحليل بل تم المرور عليها مرور الكرام
وهناك الكثير من المسؤولين الاسراءيليون ليس لديهم اي تحفظ حول قيام دولة واخدة ثنائية القومية ( يهودية وعربية ) أمثال ( موشيه ارنس وروبي ريفلين ) واخرون كثر يعرفون قواعد اللعبة الديموقراطية وحقوق العرب في اسراءيل !!! فالدولة ثنائية القومية تعني وجود مجتمعين منفصلين اثنياً وثقافياً ولكن في اطار دولة واحدة
فالدولة ثنائية القومية على ارض فلسطين نالت حيزاً كبيراً من نقاشات المفكرين اليهود والعرب منذُ عام ١٩٢٥ والتي لم يقيض لها ان تحفر أثلاثاً عميقة في الوعيين الفلسطيني واليهودي على حد سواء وبقيت مجرد افكار متوارية أو هاربة !!! فتاريخ الفكرة بدأ في الوسط الفكري اليهودي في بدايات عام ١٩٢٥ عن طريق منظمة حلف السلام اليهودية ( بريت شالوم ) وقد ظهرت على ايدي ( ارثر روبين ) ( ويوسف غورفيتش ) وهي اولى الحركات السياسية اليهودية التي اعترفت بحقوق متساوية للعرب واليهود في فلسطين.
فرغم معرفتي التامة ان فكرة الدولة الديموقراطية الواحدة العلمانية يرفضها الاسراءيليون لانها ستقضي بالتدريج على الطابع اليهودي لدولة اسراءيل !! ففي الدولة ثناءية القومية تبقى الحقوق القومية للطرفين ثابتة حتى ولو تغير الميزان الديموغرافي.
فعلى حد قول سفير اسراءيل في واشنطن ( رون ديرمر ) ان هذا هو زمن الصفر العربي فلم تعد الدول العربية ترقص على لحن الفلسطينين ، وقد اضاع الفلسطينين الكثير من الوقت في محاربة وجود اسرائيل
فاسرائيل ستلجأ الى ضم الاراضي الفلسطينية بسكانها الامر الذي سيؤدي بالضرورة لا الى تأسيس دولة ثناءية القومية بل الى تأسيس دولة عنصرية على غرار دولة جنوب افريقيا ؟ ففي هذه الخالة الافتراضية ستتغير اهداف الشعب الفلسطيني لتصبح مجرد نضال في سبيل اكتساب حقوق متساوية مع اليهود في اطار دولة عنصرية !!!!!!!!!!!!! فاسراءيل رفضت سابقاً فكرة قيام دولة ثناءية القومية فهل ستسقبلها في قادم الايام ؟؟
فعلى ما يبدو حالياً فقد اختفى حل الدولتين فمجريات الاحوال برهنت ان من المحال التوصل الى دولة فلسطينية مستقلة !! ولم تعد القضية الفلسطينية محور اهتمام معظم العرب بل اصبح مصطلح القضية الفلسطينية مفروغزمن ذاته ومن معانيه !! فما نراه امامنا ان هناك غياباً كاملاً للقضية الفلسطينية لدى الدول العربية بأستناء الاردن قيادة وشعباً ، فمعظم الدول العربية تخلوا ومنذُ زمن بعيد عن فلسطين وقضيتها واهلها ولم تعد ضمن اولياتهم فقد قلبوا الصفحة وتركوا فلسطين واهلها يواجهون مصيرهم بمفردهم