الغد
هآرتس
بقلم: شكيد روغل 9/9/2025
في كل نقاش عسكري أعود إلى السؤال الذي سألني إياه دان، نائب قائد الفصيل، عندما كنت جنديا شابا في الخليل: "ما الذي ستفعله عندما تمسك بهم؟". كنا نستعد للخروج لملاحقة من يرشقون الحجارة. هم كانوا أولادا صغارا أبناء 9 – 10 سنوات. دان أوقفنا. ما الذي سنفعله حقا عندما سنعتقلهم؟ نحن، رجال كبار ومسلحون، هل سنضرب هؤلاء الأولاد الصغار ضربا مبرحا؟ هل سنقوم باعتقال أولاد ونبقيهم يبكون ويعانون طوال الليل في القاعدة؟ لذلك، بقينا في السيارة العسكرية.
أنا لا أعرف ما الذي حدث لهؤلاء الأولاد بعد ذلك. أنا أعرف أن أصدقائي الذين كانوا معي بقوا جيدين.
لقد علموني أن أكون طيب القلب.
الشفقة وطيبة القلب توجد قيمة لهما. هي تبني الإنسان وتمكنه من بناء الأشخاص الذين حوله. الصفات الجيدة تجلب السعادة، والعمل النابع من الشفقة وحدها يعطي الهدوء والرضى. لهذه الأسباب فقط يجدر أن نتصرف بشفقة في كل المناسبات. لقد تعلمت أن احب الشفقة من والدي، من المدرسة التي تعلمت فيها ومن روح الجيش الإسرائيلي ووثيقة الاستقلال، وهي الوثائق الأساسية للمجتمع الإسرائيلي. هذه هي القيمة التي أقسمت بها عندما تجندت. الدفاع والحفاظ وليس التصفية والانتقام. إن استخدم بشجاعة وحكمة القوة الكبيرة الموجودة لدي كجندي فقط عندما لا يكون هناك أي خيار، بالحد الأدنى المطلوب. هذا هو شعار جندي الهندسة الحربية: "الحد الأقصى من التاثير بالحد الأدنى من القوة".
أنا أؤمن بأن الشفقة هي سبب كاف لمعارضة احتلال غزة. معارضة المعاناة والقتل اللذين ستتسبب بهما عملية "عربات جدعون 2" وعمليات مشابهة. أنا لا أملك الحصانة أمام مشاعر الغضب والانتقام التي أثارتها مذبحة 7 تشرين الأول (أكتوبر)، ولكنني لا أريد مواصلة العيش هناك. لا أريد أن يبقى يتملكني الغضب والكراهية. أنا لا أحب الأفكار والألم اللذان يثيرهما غضبي في. وبالتاكيد عندما لا أريد أن تصبح كل إسرائيل خاضعة لتصرف تمليه هذه المشاعر لأشهر وسنوات. معنى هذا الأمر هو اجتياز خط لن يكون بالإمكان التراجع عنه.
أنا لا أريد العيش في دولة نكون جميعنا فيها، ندمن مشاعر الغضب والانتقام، ونعتبرها مقدسة.
لأن هذا في الواقع نوع الدولة التي نؤسسها على أنقاض غزة، دولة فيها أطفال جيراننا رهائن للألم الذي نستطيع التسبب لهم فيه يوم تصفية الحساب. لا يوجد في هذه الدولة شفقة، يوجد فيها فقط انتقام. الانتقام والشفقة هما قوتان متناقضتان. الانسان لا يمكنه أن يكون رحيما ومحسنا في اليوم الأول ويتسبب بالمعاناة والألم في اليوم التالي. أيضا الدولة لا يمكنها تحمل انفصام الشخصية. ليس صدفة أن الجمهور والوزراء الذين يظهرون اللامبالاة الكبرى تجاه حياة الغزيين، هم الذين يظهرون اللامبالاة الكبرى تجاه حياة المخطوفين والجنود. من أجل المطالبة براحة بموت الآلاف يجب أن تكون إنسانا قاسيا، وهؤلاء قاسيين يوجدون في الحكومة وعلى التلال في الضفة الغربية. أشخاص لا تقلقهم الدماء، الأيتام والأرامل.
في نهاية المطاف هذه هي طريق اليهود للخروج ضد أشخاص قساة. "يجب عليكم حب الغير لأنكم كنتم غرباء في أرض مصر". مصر كانت أرضا قاسية مع أشخاص قساة. أنا لست شخصا مؤمنا، ولكنني جزء من سلسلة تمتد لألفي سنة.
يوجد أبرياء في غزة، أطفال، معلمون، أطباء، أشخاص عادييون لم يحملوا السلاح في أي يوم. يوجد أيضا أبرياء لدينا، جنود ومخطوفون. 50 من الأبرياء؟ 40؟ مقابل 10 من الصديقين وافق الله على انقاذ سدوم. هل بدلا من الإصغاء للتراث نحن نختار الذهاب في طرق محاكم التفتيش: "اقتلوهم جميعا! الله سيختار الجيدين".
نحن نستطيع تسوية غزة، وربما حتى قتل كل أعضاء حماس. في الطريق سنقتل ونلحق البؤس بعشرات ومئات آلاف الأطفال، الجنود والناس العاديين. يوجد لذلك ثمن يتمثل في القيم الأساسية لإسرائيل، والتضحية بها تنهيها. إن الفظاعة التي ستنشأ من أنهار الدماء والفرح بالموت في قطاع غزة، ستكون فظيعة ومروعة، وسنكون جميعنا ضحايا لها.
الخدمة النظامية وخدمة الاحتياط قمت بهما في الجيش المقاتل الأكثر أخلاقية في العالم. الجيش، الذي بشكل متعمد لا يلاحق الأطفال ولا يقوم بتصفية عائلات كاملة من أجل الوصول إلى مخرب واحد ولا يقوم بقصف فرن لأنه عثر فيه على المتحدث باسم حماس. أنا خدمت في جيش الدفاع الإسرائيلي، الذي حارب على ضوء قيم الدولة. أنا أواصل كوني مخلصا لهذا الجيش وهذه الدولة، وأرفض الخدمة في جيش الثأر الذي يحاول أن يحل محل جيش الدفاع الإسرائيلي. أنا لا أعرف هل التنبؤات حول نهوض حماس أذا توقفت الحرب ستتحقق – أنا اعرف أن تآكل قيم إسرائيل اليهودية، من خلال القتل غير المميز، بدأ. يجب وقف الدمار، يجب معارضة الحرب.