عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    13-Feb-2020

انقلب للضد معها.. "قوة يهودية" هل تؤَمن لنتنياهو حسم الانتخابات؟

 

 
القدس المحتلة - محمد محسن وتد/ - يراهن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين، نتنياهو، على حزب اليمين المتطرف  "عوتسما يهوديت" (قوة يهودية) لحسم انتخابات الكنيست المقبلة لصالح معسكر اليمين بتخطي حاجز الـ61 مقعدا، وتشكيل حكومة يمين متطرف برئاسته.
 
وخلافا للانتخابات السابقة التي جرت في سبتمبر/أيلول الماضي، حيث دعا نتنياهو لعدم التصويت لحزب "قوة يهودية"، الذي يترأسه المحامي المستوطن إيتمار بن غفير، وشجع للتصويت لتحالف أحزب اليمين والصهيونية الدينية، فإن رئيس الوزراء دعا لدعم الحزب في إطار صفقة على ما يبدو من أجل أن يتمكن تجاوز نسبة الحسم.
 
ويأتي هذا التغيير في إستراتجية نتنياهو بعد فشله في إقناع بن غفير بمنصب وزاري بالحكومة المقبلة، وعدم نجاحه بدمج "قوة يهودية" ضمن قائمة تحالف "اليمين الجديد" بانتخابات الكنيست المقبلة.
 
وعشية تقديم القوائم لانتخابات الكنيست الـ23 التي ستجري في مارس/آذار المقبل، مارَس نتنياهو ضغوطا شديدة لتشكيل قائمة واحدة لليمين المتطرف تشمل حزب "قوة يهودية"، بيد أنه لم ينجح بذلك.
 
وبقي حزب "قوة يهودية" وحيدا، بعد فض رئيس "البيت اليهودي" وزير التعليم، الحاخام رافي بيرتس، الشراكة معه والانضمام إلى قائمة "اليمين الجديد" برئاسة وزير الدفاع، نفتالي بينيت، ورئيس "الاتحاد القومي" وزير المواصلات بتسلئيل سموتريتش.
 
وسوغ تحالف "أحزاب اليمين" موقفه الرافض لطلب نتنياهو بانضمام "قوة يهودية" لتحالف اليمين، خسارة الأصوات وهروب قطاعات واسعة من تيار اليمين الليبرالي وحتى جماعات المستوطنين إلى حزب الليكود وتحالف "أزرق-أبيض".
 
وبعد استثناء حزب "قوة يهودية" من قائمة تحالف اليمين، قدم بن غفير قائمة الحزب إلى لجنة الانتخابات المركزية مصرا على خوض الانتخابات المقبلة، علما أن الحزب حصل بانتخابات سبتمبر/أيلول الماضي على 84 ألف صوت وكان ينقصه 50 ألفا لتجاوز نسبة الحسم والتمثيل في الكنيست بأربعة مقاعد، وهو الهدف الذي يتطلع إليه نتنياهو.
 
صراع وصفقة
وحيال هذه المواقف والصراع داخل معسكر اليمين على أصوات المستوطنين وجمهور الصهيونية الدينية، وبإيعاز من نتنياهو، تجري قيادات في الليكود اتصالات مع قيادات "قوة يهودية" من أجل التوصل إلى صفقة، يتم من خلالها التشجيع في أوساط اليمين على التصويت للحزب ومساعدته تجاوز نسبة الحسم.
 
ومن بين الخيارات التي تمت مناقشتها طلب بن غفير من نتنياهو أن يوضح لكبار الحاخامات في الصهيونية الدينية أن لديه مصلحة واضحة في اجتياز "قوة يهودية" نسبة الحسم، وكذلك الطلب من جمهور اليمين وحزب "يهدوت هتوراة" الحريدي بدعم بن غفير وحزبه.
 
ويسعى نتنياهو من خلال مغازلة "قوة يهودية" والدفع نحو فوزه بالانتخابات، الوصول مع كتلة اليمين 61 بعد أن توقفت عند 55 نائبا في انتخابات سبتمبر/أيلول، الأمر الذي حال دون نجاحه تشكيل حكومة للمرة الثانية بغضون عام، بعد رفض تحالف "أزرق-أبيض" برئاسة، بيني غانتس، التناوب مع نتنياهو على رئاسة الحكومة بسبب ملفات الفساد.
 
وبموجب مقترح الصفقة الذي كشفت عنه صحيفة "يديعوت أحرونوت"، فإن بن غفير عليه أن يتعهد عدم خوض حزبه بشكل منفصل انتخابات الكنيست المقبلة، في حال تعذر على نتنياهو واليمين تشكيل الحكومة، بيد أن الصحيفة تشكك في احتمالات نجاح الصفقة، وترجح أن حزب الليكود يستعد ولا يستبعد إمكانية إجراء انتخابات رابعة.
 
عداء وتهجير
يعتبر حزب "قوة يهودية" حزبا سياسيا يمينيا متطرفا ويشمل الكهانيين في إسرائيل، وهو بفكره وأجندته يكن العداء للشعب الفلسطيني ويؤمن بدولة يهودية بين البحر والنهر خالية من العرب.
 
ويعتبر "قوة يهودية" امتدادا لحزب "قوة لإسرائيل" أو "عوتسما لإسرائيل"، الذي تأسس في 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2012، من قبل عضوي الكنيست أرييه الداد وميخائيل بن آري، بعد أن انشقا عن حزب الاتحاد القومي "المفدال" لتشكيل حزب جديد قبل انتخابات 2013.
 
ويشارك المحامي بن غفير في قيادة الحزب تلامذة الحاخام المتطرف من أصول أميركية، مئير كهانا، كل من باروخ مارزل، وبنزي غوبشطاين، حيث عرف الحزب حتى عام 2015 باسم "الجبهة اليهودية الوطنية".
 
وكان مارزل الذي يحظر عليه الترشح للكنيست، وهو يهودي من أصل أميركي ويستوطن في قلب المدينة القديمة في الخليل، عضوا في أمانة حركة "كاخ" التي أسسها كهانا وترأسها حتى بعد اغتياله، إلى أن تم إعلانها من قبل إسرائيل منظمة إرهابية في عام 1994، وذلك بضغط من الولايات المتحدة الأميركية.
 
ويؤمن حزب "قوة يهودية" بتفوق الديانة اليهودية على مختلف الديانات وبأن "إسرائيل الكبرى" دولة الشعب اليهودي في كل أماكن وجوده، مع أفضلية للدولة اليهودية ورفع مكانتها بين دول العالم.
 
ومن مبادئ الحزب أن "قيم الدولة اليهودية ستكون وفقا للأخلاق اليهودية، والنظام سيكون الديمقراطية اليهودية، التي تحمي مصالح الدولة القومية اليهودية، كقيمة عليا ترفض أي قيمة عالمية أخرى".
 
التوراة واليهودية
ويدعو الحزب إلى فكرة "أرض إسرائيل" التي، بحسب معتقداته، وهبها الله للشعب الإسرائيلي، وجميع مساحاتها الواسعة بحسب معتقدات التوراة، تعود إلى "شعب إسرائيل" على مر جميع الأجيال اليهودية، بحيث ليس بإمكان أي قائد إسرائيلي أو جيل يهودي تقديم تنازلات أو التخلي عن أي أجزاء من الوطن القومي للشعب اليهودي.
 
إلى جانب هذه المعتقدات، يضع الحزب مجموعة من الأهداف التي يسعى لتحقيقها وهي تذويب القضاء العبري والتوراتي في جهاز القضاء لدولة إسرائيل، وتكثيف الاستيطان وفرض الملكية على كل الأراضي في فلسطين التاريخية، والسيادة على المسجد الأقصى وساحات الحرم القدسي الشريف الذي يسميه اليهود "جبل الهيكل".
 
كما يدفع الحزب نحو فرض السيادة الإسرائيلية على جميع الأراضي التي تم احتلالها خلال حرب يونيو/حزيران عام 1967، وهي الأراضي العربية في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة وسيناء والجولان التي احتلتها إسرائيل خلال تلك الحرب.
 
ويروج الحزب إلى طرد الفلسطينيين إلى الدول العربية، زاعما أنه من أجل السعي لتحقيق السلام الحقيقي، سيعمل الحزب على إنشاء "سلطة هجرة وطنية" خاصة تعمل على تشجيع هجرة الفلسطينيين.
 
المصدر : الجزيرة