عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    29-Mar-2020

“كورونا”.. هل يشعر المتطفلون والمتهكمون بأوجاع المصاب وعائلته؟

 

أمل الكردي*
 
عمان- الغد-  تتوالى الأخبار فيما يخص فيروس كورونا، وتنتشر بشكل هائل، وعلى جميع الأصعدة عبر وسائل التلفزة ومواقع التواصل الاجتماعي والصحف اليومية والإذاعة.
لم يقتصر هذا الانتشار على إعطاء معلومات تخص الفيروس فقط، بل تعدى الأمر للتطفل عليهم، ونشر معلومات تخص بعض المرضى “المصابين” وعائلاتهم، وأماكن سكنهم والكثير من معلوماتهم الشخصية، وللأسف أصبحوا عرضة للانتقاد الجارح وتوجيه الكلام المؤذي لهم من قبل بعض الأشخاص المتطفلين لدرجة أنهم وصفوا المصابين بأنهم عديمو المسؤولية، بلومهم تارة على عدم انتباههم وحرصهم وبالتالي أخذ العدوى، وإعطائهم نصائح لا تنفعهم بالوقت الحالي تارة أخرى، فيما ذهب البعض الآخر لإعطاء أنفسهم الحق بانتهاك حياتهم الشخصية، ونشر صورهم وصور ذويهم.
نحن لا ننكر وجود أشخاص على مستوى عال من الوعي والمسؤولية في مجتمعنا الذين عندهم توقفت الإشاعات، وتصدوا لكل إساءة، ولكن وجودهم لا يعطل ولا ينفي وجود الأشخاص المسيئين للأسف، عند ذكر المصابين أو ذكر عائلاتهم أو الإشارة لهم بأي طريقة بقصد التشهير والملامة يتم إعطاؤهم وصمة العار؛ “عار” المرض الذي لا ذنب لهم فيه، خصوصاً في بدايات تفشي الفيروس، وقبل بدء إجراءات السلامة التي تحد وتمنع انتشاره.
توالت الإساءة أيضا لتطال الإجراءات المتبعة، ما رأيناه من تلك الإساءات يدمي القلب فعلاً، سواء بأسلوب رفض الإجراءات التي من شأنها الحد من تفشي الفيروس، أو التحدث عنها بطريقة تخلو من معايير الواقعية والمنطق، فالانتقاد لا يجب أن يكون إلا بناء، مهما كان موضعه أو سببه.
نود طرح بعض الأسئلة لكل شخص أساء بشكل أو بآخر للأشخاص المصابين بفيروس كورونا أو لذويهم:
 
لو لا قدر الله أصبتم أنتم أو أحد ذويكم بالفيروس، ما شعوركم وقتها؟
عند تعرضكم لسيل من الانتقادات الجارحة والمؤذية، ماذا ستفعلون؟
ما ردكم على كل من نشر معلومات تخص عشيرتكم أو مكان سكنكم وصوركم وكل ما هو شخصي؟
كيف يمكن أن تستطيعوا الحفاظ على كل من صحتكم النفسية والمعنوية لمواجهة ما حل بكم من مرض في ظل ما ترونه متداولا من أخباركم الخاصة؟
ما العقوبات التي تتمنون أن تحل بكل من أذاكم وأزعجكم؟ لابد من أن تتحروا الصدق والأمانة عند الإجابة عن تلك الأسئلة، واعتبار الأمر فرصة لتراجعوا بها أنفسكم، وتتوقفوا تماما عن توجيه الاتهامات والملامة للمصابين، أو حتى إلقاء النكات التي هي الآن ليست في مقامها ولا مكانها المناسبين، بل هي ربما مؤذية حاليا أكثر من الانتقادات المسيئة لما تحتويه من سخرية وعدم اكتراث لمشاعر المصابين وألمهم.
نحن نمر حاليا بأزمة عالمية لفترة ما، لكن من الجميل لو شددنا أزر بعضنا بعضا وكنا عونا وسندا للمصابين وذويهم، وتراجع كل مسيء عن إساءته، تكاتفا ضد هذا الفيروس لأجل هزيمته وجعله من الماضي.
نصائح موجهة للمصابين:
التحلي بالروح المعنوية العالية والإيمان والصبر وضبط النفس وعدم الهلع.
اتباع أوامر وإرشادات الطبيب المعالج واستقاء المعلومة منه، لأن هذا الفيروس ما يزال مجهولا الى حد ما، لذلك أفضل من يمكنك أخذ المعلومات منه هو طبيبك المعالج.
التواصل مع الأهل والأحبة عبر الهاتف أو مواقع التواصل الاجتماعي، لأن في ذلك دعما معنويا للمصاب، وتخيفا من ألم البعد على ذويه.
ففي ظل هذه الأزمة، لا يكفي أن تقوم الجهات المسؤولة في البلاد سواء في القطاع الصحي أو الأمني وغيرهما من القطاعات، بالواجبات المنوطة إليها، بل يبزغ دورنا كمواطنين صالحين نساند بلدنا الحبيب، ونكون عوناً له، فننشر ثقافة الوعي حول الوقاية من هذا الفيروس، وكيفية إدارتنا الناجحة للأزمات، والتحلي بالأخلاق والقيم الحميدة التي نشأنا عليها، فمن شأنها المساعدة على تخطي الأزمة، بالإضافة لفهمنا وتقبلنا لحجم المشكلة، ومحاولة بحثنا عن حلول والتصدي لها حتى تنتهي تماما وتعود المياه لمجاريها.
أخصائية الاحتياجات الخاصة
والعلاج السلوكي