عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    07-Nov-2019

حديثات الأمومة.. لوم شديد واستخفاف بطرقهن بالتربية

 

ديمة محبوبة
 
عمان–الغد-  “لا تحكِ مع ابنك، لا تحمليه بهذا الشكل، كوني أكثر عطفا عليه، والله ما أنا عارفة كيف صرت أم، والله ربيت كل أولادي وما عملت معهم هيك”، هذا فيض من غيض الكلام الذي تسمعه هالة على تربية أبنائها.
تقول هالة، “أكثر التعليقات التي حصلت عليها هي طريقتي في التعامل مع أطفالي، رغم أن السنة الأولى في الزواج كانت في كيفية إدارة الوقت بين عملي، وأشغال البيت وكيفية التعامل مع الزوج وأهل الزوج، لكن بمجرد دخول الأطفال على الحياة اختلف كل شيء، وباتوا هم محور الحياة وأي انتقاد أو تنمر يلقى صوبي، وعلى حياتي يكون بسبب أطفالي وتعاملي معهم بحسب وجهات نظر عديدة من أشخاص كثر”.
وتصف هالة نفسها بأنها “أم تواجه التنمر”، ما يجعلها أحيانا كثيرة تقف عاجزة لا حول لها ولا قوة، وتشعر بالحزن وأن مكانها ليس بأن تكون صاحبة مسؤولية فهي فاشلة، ومهما فعلت لا ترضي الآخرين، والأهم من ذلك ومن كثرة خوفها وحبها وحرصها على أطفالها تشعر بأنها أم غير صالحة.
حتى أنها ترى نفسها هي والكثير من الأمهات بأنهن دوما محل للتعليق والتقييم والانتقاد، وتبدأ المرحلة من بداية معرفة الجميع بأنها حامل، فتبدأ النصائح وهذا أمر مهم ولا ضير به على حد تعبيرها، لكن عندما يزداد الأمر، ومهما فعلت لا ترضي الآخرين، وحتى الطبيب المختص بها لا يعرف حسب المنتقدات.
تلقي اللوم الشديد، والكم الهائل من النصائح والتجاري تعرضت له الكثير من الأمهات خصوصا الحديثات في عالم الأمومة، ويمكن أن يكون هذا اللوم من أقرب الناس إليها كأمها أو حماتها، ومن هؤلاء الأمهات الثلاثينية حنان وهي أم لثلاثة أطفال تؤكد أنها عانت الكثير من الانتقادات.
وبدأت هذه الانتقادات في أشهر حملها الأولى حتى أنجبت طفلتها، في قرار الرضاعة الطبيعية أم لا، بطريقة الاستحمام وأوقاته، وكم وجبة طعام يجب أن تأخذ ابنتها، وغيرها من التوجيهات والتعليقات المستمرة حتى هذا اليوم، إذ وصل عمر ابنتها 9 أعوام.
التربوي د. محمد أبو السعود يبين أن الأم الحديثة قد تكون بحاجة لنصائح في كيفية تخطي الصعوبات التي تواجهها، وخصوصا في التجربة الأولى للأمومة، لكن أحيانا من حولها يجعلوها تذوق الأمرين حتى أن تصل أحيانا لكره ذاتها، وشعورها بالذنب الدائم في تربية أبنائها وكثرة الضغوطات التي تواجهها في تلك الفترة.
ويؤكد اختصاصي علم النفس د. موسى مطارنة بأن الكثير من الناس لا يتركون المرأة الحامل بشأنها أو من هي جديدة في عالم الأمومة، ويبدأون بتسليط أنفسهم عليهن، بعدم السماح لها عيش تلك التجربة بشكل جميل، واستكشاف الذات، والأهم من ذلك جميع هذه الإنتقادات تقدم دون طلب النصيحة أو المشورة.
ويعزي الأمر أحيانا لوجود نساء يشعرن بالغيرة دائما حتى وإن كانت عاشت تلك التجربة، إلا أنها عاشتها بطريقة غير جميلة، وتريد من الشخص المقابل أن يعيش تجربتها، وأحيانا يمكن أن يتعرض الشخص للوم والانتقاد وحتى السخرية أو الهجوم فقط، لأن هناك من هم على مواقع التواصل الاجتماعي ويشعرون بالملل وحب الحديث والتواصل أو لأنه يكون لديهم رأي يريدون مشاركته.
بدوره ينصح التربوي السعود تلك الأم بألا تستمع إلى أي شخص في الوقت الذي تشعر أنها لا تريد النصيحة فيه، وعليها البوح بما تشعره وما تريده مع ذوي الحكمة، ومن تشعر أنه قريب منها في كيفية التربية، وما تريده من أبنائها في الوقت الحالي وفي المستقبل، وغير ذلك عليها الابتعاد بشكل لبق أو السماع إليهم ان اضطرت، لكن من دون إعطاء قيمة لما لا تريده أو ما لا يتوافق معها.
ويلفت مطارنة بأن على الأم الحديثة أو المتنمر عليها، أن تعمل على تحفيز ذاتها بالطاقة الايجابية والابتعاد عن كل ما يضايقها حتى لو ابتعدت عن الجميع، فعليها دائما بطمئنة ذاتها، وشحنها بما هو رائع.
ويؤكد مطارنة بأنه لا ضير إن حزنت الأم مما سمعته أو حتى مما تعرضت له من تنمر، لكن عليها أن تكون قوية، وأن تعلم ما تريده حتى عليها أن تتجاهل الكثير.