الغد-بيتر شرودر* – (إندبندنت) 9/7/2024
بعد مرور أكثر من عامين على الغزو الروسي لأوكرانيا، يظل بوتين ملتزماً بمشروعه ولا يتوقع أن يوقف الحرب تحت الضغوط الغربية. ويتمثل النهج العملي لإنهاء الصراع في انتظار رحيله مع مواصلة دعم أوكرانيا وتحجيم روسيا، من دون توقع حلول سريعة.
بعد مرور عامين ونصف العام على غزو روسيا لأوكرانيا ما تزال استراتيجية الولايات المتحدة لإنهاء الحرب كما هي، تكبيد روسيا كلف باهظة تدفع برئيسها فلاديمير بوتين لإدراك أن لا خيار أمامه سوى وقف الصراع. وفي محاولة لتغيير حسابات الكلفة والفائدة الخاصة به من الحرب حاولت واشنطن إيجاد الحل الوسط بين دعم أوكرانيا ومعاقبة روسيا من جهة، والحد من أخطار التصعيد من جهة أخرى. وبقدر ما قد يبدو هذا النهج عقلانياً، إلا أنه يرتكز على افتراض خاطئ مفاده أنه بالإمكان تغيير رأي بوتين.
تشير الدلائل إلى أنه في ما يتعلق بأوكرانيا فإن بوتين ببساطة غير قابل للإقناع، فهو مندفع تماماً بمشروعه. وبالنسبة إليه فإن منع أوكرانيا من أن تصبح معقلاً يمكن للغرب استخدامه لتهديد روسيا يعد ضرورة استراتيجية. لقد تحمل المسؤولية الشخصية عن تحقيق هذه النتيجة ومن المحتمل أنه يجدها تستحق أي ثمن تقريباً. لذا فإن محاولة إجباره على الاستسلام لن تجدي نفعاً، بل ستهدر الأرواح والموارد.
الخيار الوحيد القابل للتطبيق لإنهاء الحرب في أوكرانيا بشروط مقبولة للغرب وكييف هو انتظار رحيل بوتين. وبموجب هذا النهج، ستتمسك الولايات المتحدة بالحفاظ على الوضع القائم وستواصل العقوبات ضد روسيا مع تقليل مستوى القتال ومقدار الموارد التي تنفق حتى وفاة بوتين أو تركه لمنصبه. عندها فقط ستكون هناك فرصة لتحقيق سلام دائم في أوكرانيا.
بوتين الانتهازي؟
عندما أمر بوتين بالغزو كان الأمر حرباً اختيارية. ولم يكن هناك تهديد أمني عاجل لروسيا يستلزم غزواً واسع النطاق لجارتها. وكان ذلك قرار بوتين الشخصي بوضوح. وقد أشار كل من مدير وكالة الاستخبارات المركزية ويليام بيرنز وكبير مديري مجلس الأمن القومي لشؤون روسيا آنذاك إريك غرين إلى مدى عدم علم المسؤولين الروس الآخرين بقرار بوتين. حتى في الاجتماع الذي أداره بوتين مع كبار مسؤوليه الأمنيين عشية الغزو والذي بث تلفزيونياً، يبدو أن بعض المشاركين لم يعرفوا بالضبط ما وجب أن يقولوه. واصطفت النخب الروسية خلفه في النهاية، ولكن قبل شباط (فبراير) 2022، كانت قلة فقط تضغط من أجل مواجهة من شأنها أن تكلف روسيا كثيراً وتحطم العلاقات مع الغرب.
ولأنها حرب اختيارية، فإن بوتين لديه القدرة على إيقافها. وإدراكاً منه بأن المناورة أثبتت أنها أصعب مما كان يتوقع، فقد قرر التقليل من خسائره. فالحرب ليست وجودية بالنسبة إلى روسيا، حتى لو صاغها على هذا النحو خطابياً. إن انسحاب القوات الروسية من أوكرانيا لن يهدد وجود الدولة الروسية كما أنه لن يهدد على الأرجح حتى حكم بوتين نفسه. لقد حرص بوتين على عدم ظهور أي خلفاء محتملين في الأفق. أما الاثنان اللذان كانا أهم من تحداه - زعيم المعارضة أليكسي نافالني والمتمرد يفغيني بريغوجين –فهما الآن ميتان. لدى الكرملين عقود من الخبرة في إطلاق قصص دعائية لدعم بوتين، ويمكنه بسهولة إعلان النصر في أوكرانيا وإطلاق حملة إعلامية مصاحبة لتبرير تراجعه عن موقفه.
ولئن كان بوتين قادرًا على إيقاف الحرب، فهل هو مستعد لفعل ذلك؟ أجاب صانعو السياسة الأميركية إلى حد كبير عن هذا السؤال بالإيجاب، مؤكدين أنه مع ممارسة ما يكفي من الضغط يمكن إجبار بوتين على سحب قواته من أوكرانيا أو على الأقل التفاوض على وقف لإطلاق النار. ولإجباره على تغيير حساباته فرضت واشنطن وحلفاؤها عقوبات اقتصادية شاملة على روسيا، ومنحت أوكرانيا معدات عسكرية ودعماً استخبارياً وعزلت موسكو عن الساحة العالمية.
ويكمن وراء هذه السياسة اعتقاد أن بوتين انتهازي في الأساس. فهو يدرس الموقف بحذر وعندما يلمس ضعفاً فإنه يتقدم، ولكن عندما يقابل بقوة ينسحب. ووفقاً لهذا الرأي فإن هجوم بوتين على أوكرانيا كان مدفوعاً بطموحاته الإمبريالية وإدراكه لضعف الغرب وأوكرانيا. وعلى حد تعبير الرئيس جو بايدن، فإن بوتين لديه "رغبة طامحة بالاستيلاء على الأراضي والسلطة"، وتوقع أنه بعد غزو القوات الروسية لأوكرانيا "سوف يتصدع حلف الناتو وينقسم". إذا كان هذا هو التشخيص فإن الوصفة الصحيحة هي إظهار القوة والصمود. وإذا ارتفعت كلف الحرب بما فيه الكفاية فسوف يستنتج بوتين في النهاية أن انتهازيته لا تؤتي ثمارها.
الشعور بانعدام الأمن
لكن بوتين ليس انتهازياً، على الأقل ليس في أوكرانيا. ولم تكن تحركاته الدولية الأبرز عبارة عن حيل انتهازية لتحقيق مكاسب بقدر ما كانت جهوداً وقائية لتفادي الخسائر أو للرد على الاستفزازات المفترضة. وكان العمل العسكري الروسي في جورجيا في العام 2008 رداً على هجوم ذلك البلد على منطقة أوسيتيا الجنوبية الانفصالية ومحاولة لتجنب فقدان السيطرة على إقليم عدّته موسكو نقطة نفوذ يمكن أن تمنع اندماج جورجيا في منظومات غربية. وعندما استولى بوتين على شبه جزيرة القرم في العام 2014، فإنه كان قلقاً من فقدان القاعدة البحرية الروسية هناك. وعندما تدخل في سورية في العام 2015 كان قلقاً من الإطاحة ببشار الأسد، وهو صديق لروسيا. وعندما تدخل في الانتخابات الرئاسية الأميركية في العام 2016 كان يرد على ما اعتبره جهوداً أميركية لتقويض موقفه في روسيا، وتحديداً الانتقادات الأميركية العلنية للانتخابات الروسية في العامين 2011-2012 ووثائق بنما التي كشفت سر التعاملات المالية لأصدقائه خلال ربيع العام 2016.
إذا كانت الانتهازية هي ما يحفز بوتين في أوكرانيا فإن نهجه غير الانتهازي في أوكرانيا من 2014 إلى 2021 يحتاج إلى تفسير. بعد استيلاء روسيا على شبه جزيرة القرم خلال آذار (مارس) ونيسان (أبريل) 2014، كانت الحكومة الأوكرانية في حالة من الفوضى. ولكن بدلاً من التحرك بقوة للاستيلاء على أراض إضافية اختار بوتين إطلاق تمرد منخفض المستوى في شرق أوكرانيا يمكن استخدامه كورقة مساومة للحد من خيارات السياسة الخارجية لكييف. وخلال أيلول (سبتمبر) 2014 بعد أن ألحقت القوات الروسية هزيمة ساحقة بنظيرتها الأوكرانية في مدينة إيلوفايسك، ربما كان بإمكان موسكو التقدم إلى مسافة أبعد على طول ساحل بحر آزوف، مما يؤدي إلى إنشاء ممر بري من شبه جزيرة القرم إلى روسيا. ومع ذلك، اختار بوتين بدلاً من ذلك التسوية السياسية ووافق على بروتوكول مينسك.
حتى بعد تولي الرئيس الأميركي دونالد ترامب منصبه، عندما أصبح من الواضح أن واشنطن لا تميل إلى مساعدة كييف، ظل بوتين متردداً في شن هجوم عسكري أوسع نطاقاً أو القيام بأي محاولة أخرى لتوسيع النفوذ الروسي في أوكرانيا. وهناك تناقض واضح أو صعوبة في الجمع بين فشل الاستفادة من الفرص واعتبار بوتين شخصاً بارعاً في اقتناص الفرص.
بدلاً من أن تكون حرباً عدوانية انتهازية، يُفهم الهجوم على أوكرانيا بصورة أفضل على أنه حرب وقائية لاأخلاقية شنت لوقف ما اعتبره بوتين تهديداً أمنياً مستقبلياً لروسيا. ومن وجهة نظر بوتين كانت أوكرانيا تتحول إلى دولة معادية لروسيا، وإذا لم يجر إيقافها يمكن أن يستخدمها الغرب لتقويض التماسك الداخلي الروسي واستضافة قوات حلف شمال الأطلسي التي من شأنها أن تهدد روسيا نفسها. وعلى مستوى ما يبدو أن المسؤولين الأميركيين يفهمون هذا الأمر. وكما قال مدير الاستخبارات الوطنية، أفريل هينز: "لقد رأى أوكرانيا تتحرك بلا هوادة نحو الغرب ونحو الناتو وبعيداً من روسيا".
وعلى الرغم من أن الغزو لم يفتقر إلى التخطيط المسبق، فإنه كان خطوة محفوفة بالأخطار بالنسبة لبوتين. فقد كان يميل إلى تجنب المخاطرة على الصعيد الدولي، ويقوم بتحركات محسوبة ويقلل من الالتزام بالموارد الروسية. وظل الانتشار الروسي في سورية، الذي لا يتجاوز عدة آلاف من القوات، صغيراً نسبياً ويعتمد في الغالب على القوات الجوية. وعندما بدا أن نظام نظيره الاستبدادي، الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، كان على وشك السقوط في العام 2019، نشر بوتين بضع مئات من الجنود لمساعدته في إبقائه في منصبه. أما الحرب في أوكرانيا، على النقيض من ذلك، فقد كلفت روسيا أكثر من 100 ألف جندي وألحقت أضراراً لا توصف باقتصادها ومكانتها الدولية.
إن كون الحرب بعيدة كل البعد عن حسابات بوتين العادية للمخاطر يشير إلى أنه اتخذ قراراً استراتيجياً بشأن أوكرانيا لا يرغب في التراجع عنه. ويدل قراره إرسال الجزء الأكبر من الجيش الروسي إلى أوكرانيا في العام 2022 ثم حشد مزيد من القوات عندما فشل هجومه الأولي، على أنه يعتبر الحرب أهم من أن تفشل. وعلى الرغم من كل كلف قراره بالغزو يعتقد بوتين على الأرجح أن كلف التقاعس عن العمل كانت ستبقى أعلى، أي أن روسيا كانت ستعجز عن منع ظهور أوكرانيا منحازة للغرب، وهو ما يمكن أن يكون بمثابة نقطة انطلاق "لثورة ملونة ضد روسيا نفسها". ويعتقد بوتين أنه إذا لم ينجح الآن فإن روسيا مقدر لها أن تتكبد هذه الكلف نفسها. وبالنظر إلى أن هذه هي على الأرجح الطريقة التي يقيم بها بوتين السيناريوهات المطروحة أمامه، فمن غير المرجح أن تقترب الضغوط الغربية من إجباره على تغيير رأيه وإنهاء الحرب بشروط مقبولة لدى كييف وواشنطن.
هكذا ينتهي الأمر
إذا كان بوتين غير راغب في وقف هجومه على أوكرانيا، فإن الحرب يمكن أن تنتهي بإحدى طريقتين فقط: إما بسبب فقدان روسيا القدرة على مواصلة حملتها، أو لأن بوتين لم يعد في السلطة.
إن تحقيق النتيجة الأولى من خلال إضعاف قدرات روسيا هو أمر غير واقعي. وفي ظل التزام بوتين بالحرب وقدرته على مواصلة الزج بالجنود والموارد في القتال، من غير المرجح أن ينهار الجيش الروسي. وسوف تتطلب هزيمة بوتين ميدانياً في أوكرانيا زيادة كبيرة في الذخائر. لكنّ الولايات المتحدة لن تبدأ في زيادة إنتاج قذائف المدفعية اللازمة سوى خلال العام 2025 المقبل، وحتى هذه الزيادة لن تكون كافية لتلبية متطلبات أوكرانيا في ساحة المعركة، ناهيك عن الدفاعات الجوية التي يمكن أن تستخدمها أوكرانيا. سوف تحتاج أوكرانيا أيضاً إلى مواصلة إرسال جنودها إلى المعركة. وبينما يمكن للغرب المساعدة في تدريبهم فإن الدول الغربية ليست على استعداد لإرسال قواتها الخاصة للقتال. ومما يزيد من الصعوبة، كما أظهرت الحرب التي استمرت لأكثر من عامين، أن الهجمات الكبيرة صعبة للغاية في مواجهة الدفاعات الجاهزة، وبخاصة بعد أن قللت الطائرات المسيرة وتقنيات المراقبة الأخرى من عنصر المفاجأة لكلا الجانبين.
وهذا يتركنا أمام المسار الثاني لإنهاء الحرب، وهو مغادرة بوتين منصبه. قد تبدو محاولة تسريع هذه العملية جذابة، ولكنها فكرة غير عملية. وعلى مدى عقود أظهرت واشنطن قدرة تأثير ضئيلة على السياسة الروسية بنجاح، ومحاولة فعل ذلك الآن ستكون عبارة عن آمال زائفة وليس خطوة تنم عن التجربة. وعلاوة على ذلك، وعلى الرغم من أن بوتين يعتقد غالباً أن الولايات المتحدة عازمة بالفعل على الإطاحة به، فإنه إذا بدأت بالفعل في اتخاذ خطوات نحو ذلك، فمن المحتمل جداً أن يلاحظ بوتين هذا التغيير ويرى فيه تصعيداً. ورداً على ذلك قد يكثف الجهود الروسية لبث الفوضى في المجتمع الأميركي.
وبالنظر إلى هذه الأخطار، فإن أفضل نهج لواشنطن هو التخطيط والصبر وانتظار رحيل بوتين. ومن الممكن أن يتنحى طواعية أو أن يجبر على التنحي، وما هو مؤكد أنه سيموت في مرحلة ما. ولا يمكن أن يبدأ العمل الحقيقي لحل الحرب في أوكرانيا بصورة دائمة قبل رحيل بوتين عن الحكم.
اللعب على الوقت
حتى ذلك الحين، ينبغي على واشنطن التركيز في مساعدة أوكرانيا على الصمود ومنع المزيد من التقدم العسكري الروسي. وينبغي أن تستمر في فرض كلف اقتصادية ودبلوماسية على موسكو، ولكن أن لا تتوقع أن يكون لها تأثير كبير. فالغرض الرئيس من هذا الضغط هو إرسال الرسالة الصحيحة إلى حلفاء الولايات المتحدة والاحتفاظ بنقطة نفوذ احتياطية لحقبة روسيا ما بعد بوتين، مع تجنب الانتقادات الداخلية. وفي الوقت نفسه ينبغي على واشنطن أن تدبر مواردها وتنفقها بأكبر قدر ممكن من الكفاءة، وأن تقنع كييف بتجنب الهجمات الكبيرة والمهدرة. وحتى الهجمات الناجحة التي شنتها كييف حتى الآن -بما في ذلك الهجوم المفاجئ على منطقة كورسك الروسية الشهر الماضي- لم يكن لها تأثير يذكر في المسار العام للصراع. وما تزال حرب استنزاف مع عدم وجود دليل على حدوث انفراج قادم لأوكرانيا.
عندما يتبدد هجوم كورسك وتنجح كييف في وقف تقدم روسيا في دونيتسك ينبغي على واشنطن أيضاً دعم هدنة توقف القتال. وعلى الرغم من أن بوتين قد يخرق بالطبع أي اتفاق، فإن فوائد وقف إطلاق النار تفوق الأخطار. ومن شأن وقف إطلاق النار أن يسمح لأوكرانيا بتعزيز دفاعاتها وتدريب مزيد من الجنود، ويمكن للغرب الاستمرار في تزويد البلاد بالأسلحة. والأهم من ذلك، فإن وقف إطلاق النار من شأنه أن يحول دون مقتل مزيد من الجنود والمدنيين في حرب لا نهاية واقعية لها حتى رحيل بوتين.
ولكن عندما يرحل بوتين يجب أن تكون واشنطن جاهزة لتقديم خطة -خطة لا تنهي الحرب بين أوكرانيا وروسيا فحسب، بل تخلق أيضاً إطاراً إيجاباً للأمن الأوروبي يخفف من التوترات العسكرية ويقلل من خطر الصراع، ويقدم رؤية يمكن للقادة الروس الجدد في موسكو أن يقتنعوا بها. وسيتطلب ذلك قيادة جريئة ودبلوماسية حازمة واستعداداً لتقديم تنازلات في موسكو وكييف وبروكسل وواشنطن.
منذ الغزو، اتسمت استراتيجية الولايات المتحدة تجاه الحرب في أوكرانيا بالأمل والتمني بعيداً عن التقييم العملي والواقعي للأوضاع. وإذا تمكنت واشنطن من فرض كلف كافية على بوتين، يمكنها عندئذ فقط أن تقنعه بوقف الحرب في أوكرانيا. ولو كان بإمكانها فحسب إرسال ما يكفي من الأسلحة إلى أوكرانيا، فيمكن لكييف طرد القوات الروسية. بعد عامين ونصف العام يجب أن يكون من الواضح أن أياً من النتيجتين ليست في متناول اليد. إن أفضل نهج هو اللعب على عامل الوقت في أوكرانيا، وتقليل الكلف بالنسبة للولايات المتحدة، والاستعداد لليوم الذي يرحل فيه بوتين في نهاية المطاف. هذا نهج غير مرض وغير مستساغ سياسياً. لكنه الخيار الواقعي الوحيد.
*بيتر شرودر: زميل بارز مساعد في "مركز الأمن الأميركي الجديد". كان محللاً وعضواً في دائرة التحليل العليا في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، وشغل بين العامين 2018 و2022 منصب النائب الأول لمسؤول الاستخبارات الوطنية في قسم روسيا وأوراسيا في مجلس الاستخبارات الوطني. مترجم عن "فورين أفيرز"، حيث نشر في 3 من أيلول (سبتمبر) 2024.