الراي
حملت الأيام القليلة الماضية عددا من المناسبات، التي رسخت صورة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين كزعيم متميز، في هذه المرحلة الصعبة من تاريخ العرب وتاريخ المسلمين، وكذلك تاريخ الانسانية.
متميز من حيث الوضوح والصرحة.
زعيم يذهب الى جوهر القضايا والمشاكل مباشرة، للعمل على مواجهتها وحلها.
متميز من حيث التأثير والأثر الذي يتركه..
وسأتناول في هذا المقال مناسبتين من هذه المناسبات.
المناسبة الاولى هي انعقاد القمة العربية الإسلامية غير العادية في العاصمة السعودية الرياض، حيث كان جلالته امام المؤتمر كما هو معتاد، وجيز القول، لكنه الايجاز الذي يغني عن كل قول، ايجاز عبر فيه جلالته عن ما يدور في خلد الغالبية الساحقة من ابناء الامة الاسلامية، وعن القناعة الراسخة في وجدان كل واحد منهم، عندما خاطب جلالته الملوك والرؤساء قائلا: (لا نريد كلاما بل نريد مواقف جادة وجهوداً ملموسة لانهاء المأساة).
وحتى لا تكثر الاجتهادات، وتختلف المسارات حول العمل المطلوب انجازه، فقد وضع جلالته أمام القمة خارطة طريق لأولويات ملحة، لابد من العمل الفوري لتحقيقها، لخصها جلالته بقوله للمؤتمرين: (علينا أن نكثف جهودنا بشكل فوري للتركيز على ما يلي:
· كسر الحصار على أهلنا في غزة لإنهاء الكارثة الإنسانية.
· وقف التصعيد في الضفة الغربية والاعتداءات على الأماكن المقدسة، التي تضعف فرص السلام وتهدد أمن المنطقة كلها.
· دعم سيادة لبنان وأمنه، ووقف الحرب عليه، وتوفير كل ما يحتاجه الشعب اللبناني الشقيق من مساعدات.
· إيجاد أفق سياسي حقيقي لحل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، فهو السبيل الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار والأمن في المنطقة).
لم يتوقف جلالته عند حدود وضع خارطة الطريق للأولويات الملحة، بل اقترح جلالته خطوات عملية لتحقيق هذه الاولويات، واولى هذه الخطوات إطلاق جسر انساني لايصال المساعدات الطارئة الى غزة. والتحرك الفوري لانهاء العدوان.
ومثلما وضع جلالته قادة الأمة أمام مسؤوليتهم، كذلك فعل جلالته مع المجتمع الدولي عندما قال (على المجتمع الدولي ان يتخذ موقفا حازما لمنع تفاقم الكارثة الانسانية في غزة، والتوصل لوقف فوري لإطلاق النار)، محملاً جلالته المجتمع الدولي مسؤولية عدم وقفه لحرب إسرائيل على غزة مما ادى الى تماديها، حيث قال جلالته: (لم يوقف المجتمع الدولي إسرائيل، فتمادت في تصعيدها على الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، وعلى المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وأشعلت حربا على لبنان الشقيق).
لقد لخص جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين في دقائق قليلة معدودة، وبعبارات وجيزة مباشرة، المشهد الإقليمي والدولي، مشخصا الداء ومبينا الدواء، وهذه سمة القيادة الشجاعة.
المناسبة الثانية من المناسبات التي كرست جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين كزعيم متميز خاصة من حيث التأثير، هي ان جلالته صُنّف كأكثر المسلمين تأثيراً في العالم، وفقاً لقائمة الـ 500 مسلم الأكثر تأثيراً، والمعروفة باسم «المسلم 500».
جاء ذلك في إلاصدار الأخير لعام 2025 للقائمة، حيث وضعت القائمة أكثر 500 شخصية بارزة مدافعة عن قضية فلسطين كـ"رجل وامرأة العام». حيث احتل جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المركز الاول كأكثر قائد عربي وإسلامي فعالية في العالم، نظراً للخطوات الحاسمة التي اتخذها لمنع اندلاع حرب إقليمية أكبر، وتقديم المساعدات المنقذة للحياة لشعب غزة والضفة الغربية».
وفي هذه القائمة تقدم الملك على المرشد الإيراني الخامنئي، وعلى قادة دول تمتلك اموالا واجهزة إعلام، اضعاف مئات المرات مما يملكه الاردن لكن صورة ملك الاردن ظلت هي الأكثر اشراقا في ضمير الأمة ودفاعا عن اقدس قضاياها. بشهادات دولية اخرها شهادة منسقة الأمم المتحدة شيري اندرسون يوم الثلاثاء الماضي، والتي قالت فيها:(ان دور الاردن في المنطقة لا يضاهى).