عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    28-Mar-2024

أ.د. سعد ابودية: نحن وهم .. مقاربة ومقارنة(1)
 
سوشيال  ميديا 
أ.د. سعد ابو دية 
 
أقدّم ملاحظاتي للقراءالأعزاء بناءعلى طلبات كثيرة من طلاب وأصدقاء أن أدون ما رأيت من تجارب في دول العالم. وأضع تجربة ً مميزة ً جدا ً فيها فائدة لنا.
تجربة اليوم  من اليابان. فيها  أستعرض التجربة كأمثال ومؤشرات أن النهضة عند الشعوب لها أسبابها، وأن الأسباب لها نتائج، وأن تفوّق الشعب لا يأتي من فراغ، وأن الوطنية ليست حديثا ً من أحاديث الكرى وليست أغاني. إنها عمل وأسلوب حياة.
أحدّث أنني لم أجد في اليابان شخصاً يقول لي أنه يحب اليابان. ولكن وجدت كثيرين يعكسون هذا الحب في عملهم وعلاقتهم مع المال العام. ووجدت من يترجم هذا الحب إلى عمل. ووجدت أن مقولة (الاستعمار خرب بيتنا) غير موجودة عندهم. وأننا نستخدم هذه المقولة لنبرّر تقصيرنا. فاليابان ضُربت بالقنابل الذرية ونهضت من كبوتها وانطلقت في طريق الإبداع والتفوق.
أعود للتأكيد بأنّ كل شيء يعتمد على العمل وليس الكلام. وهذا موجود في اليابان. ذكّرني هذا بقصة تحدّث عنها المرحوم هزاع المجالي وكان طالبا ً في دمشق. إذ قال أن المظاهرات بدأت ضد الاحتلال وخرج طلاب الجامعة. هنا ناداهم رئيس الجامعة وقال لهم اذهبوا لمديرية التطوع وهذا هو السلاح ولا نريد مظاهرات. هنا تذّرع كثيرون من قادة المظاهرة بأن لديه مشاكل صحية. المهم كان هزاع مع المتطوعين. ولما انتهت الثوره  عاد قادة الحراك للتصدر للعمل السياسي ولهم خبره  كبيره  في  ذلك لقد  ساعد الملك المؤسس عبد الله  بن الحسين   سوريا  اثناء الحرب  وارسل  كلوب  قوات  وتقرب  من شيوخ العشائر  هناك ولقد ذهبت  شخصيا هناك الى تدمر بدعوة   كريمه  من  وزير الدفاع  وحللت  ضيفا  عليه واستقبلني  في  منزله من السادسه  مساء  وحتى الثانيه  صباحا  ولقد تكرمت زوجته  وجلست معنا  ساعتين  شربنا  فيها الشاي  وفي الزياره  تابعت  تحركات  الجبيش  العربي الاردني والمهم بعد الحرب  فك الجميع من سوريين ولبنانيين  ارتباطه مع الاردن وكان الملك  يتوقع  انه انتقم الفرنسيين  لميسلون  ورد الاعتبار  وان الامورعادت  للعهد الفيصلي  ولقد قرات  بحزن ماكتبه  الملك عن تلك  التجربه التي  عاشها الملك مرتين  في  ميسلون  1920 المره الاولى  عندما قلب اللبنانيون ظهر المجن  ايضاوفتحوا  ذراعيهم للفرنسيين  والمهم  عوده  للسيرة الطيبه  سيرة علاقة النجاح بالعمل  والوفاء للوطن  مهما  تكون الظروف  
إن عدد سكان اليابان هو حوالي 125 مليون وهي سابع بلد في العالم من حيث عدد السكان. يتوزعون على قطعة أرض صغيرة بمعدل 321 فرد لكل كيلو متر مربع. ويتوزّع اليابانيون في مدن رئيسية هي طوكيو وناغويا وأوساكا. وناغويا وأوساكا  عشت في  ناغويا   استاذا   زائرا  في  اخر جامعه امبراطوريه جامعة ناغويا   وهي من أهم أربع موانيء في العالم. وإذا تحدثنا عن دخل الفرد فإن الياباني يتفوّق على الأمريكي في دخل الفرد.
لقد توقع البعض بسبب تفوق الياباني الاقتصادي أن اليابان سوف تواجه حرب باردة اقتصادية مع أمريكا والأهم في التوقع أنهم توقعوا أن اليابان سوف تبتلع أمريكا اقتصاديا ً. يمكن الآن أن نلاحظ أن الصين أخذت هذا الدور.
تختلف اليابان عن الصين أنها تملك قوة اقتصادية وتقنية لكنها لا تملك قوة ً عسكرية ً. وأنها الدولة الوحيدة في العالم المتفوقة اقتصاديا ً وتقنيا ً دون أن تتفوق عسكريا ً. ولها دور كبير سياسي فهي أكبر ممول لميزانية الأمم المتحدة.
وديانة اليابان هي البوذية التي دخلت في القرن السادس مع ظهور الإسلام. والديانة الثانية الشـنتو. وتأثر اليابانيون بالديانتين. وقيل أن تنسيق الزهور وهي من المظاهر الاجتماعية التي ترتبط بالديانة. وعليها إقبال كبير جدا ً. ومن المظاهر الاجتماعية التي لفتت انتباهي هي شرب الشاي بطقوس معينة. وللشاي محلات تقدّم فيها حلوى وتشرب الشاي بطقوس: تضع الفنجان في راحة يدك وتشربه في أربع رشفات فقط. أما الحلوى تأخذها من الصحن إلى ورقة
ثم تأكلها. لا يجوز أكلها رأسا ً. عندهم عادات اجتماعية بعيدة عن الدين. رأيت مليونير ياباني يضع حجابا. وعندما  زرت اليابان مرة ثانية قدم لي ياباني (حجاب) هدية.
ويستخدم الياباني الملح لطرد الشر. وفي حفلات المصارعة يرش المصارع الياباني الملح قبل النزال.
وفي ليلة رأس السنة يستخدمون الطبول ويقرعونها بشدة لطرد الشياطين. لقد اشتركت معهم مرة ومزحت معهم وقلت أين تطردوها. هل تطردوها لبلادنا؟!
أثرت ديانة الشنتو على المرأة من حيث العطاء. تلاحظ أنها متفانية في خدمة البيت والزوج. والبعض يعتقد أنها ضعيفة أمام جبروت الرجل والصحيح أنها صانعة القرارات في كل شيء. تستلم راتب الرجل وتصرف على البيت وتتولى كل شيء. والرجل منصرف لجمع المال ومواجهة متاعب الحياة. ولذلك فإن المرأة توفر له جوا ً ممتازا ً من الراحة وتستقبله على الباب عندما يعود استقبالا ً حارا ً. وتودّعه بأحسن عبارات الوداع. وتذكّره بأن يدير باله وينتبه لنفسه. وقيل أن ديانة الشـنتو علّمت المرأة أن تنكر ذاتها وتنسى نفسها بالرغم أن دستور ما بعد الحرب العالمية الثانية أعطاها حريات لم تحلم بها. ولكن المرأة ما زالت تنسى نفسها. قالوا لي أن المرأة الكورية احتلت مكان المرأة اليابانية الآن في نسيان النفس. وفي اليابان معظم العاملين في المطاعم بنات. ويتركون الوظائف الأخرى للرجال.         
  في االصوره  اعلاه  ا حتفال  في  مكتب العميد  لاني  رجعت نصف المبلغ الذي  لم اصرفه  لما  ذهبت  لجمع وثائق  من طوكيو و في هذا الاحتفال  ردوا لي  نصف المبلغ الذي  اعدته لهم  مع  دعوة  عشاء  في منزل العميد