الاستيطان يبتلع الضفة المحتلة.. ومستوطنون ينكلون بفلسطينيي قرية المنيا
مخطط لإقامة ألفي وحدة استيطانية جديدة أغلبها بالقدس المحتلة
الغد- نادية سعد الدين
تنشط حركة استيطانية غير مسبوقة في الضفة الغربية لقضم المزيد من الأراضي الفلسطينية المحتلة وطرد سكانها، على غرار المخطط الأخير لإقامة زهاء ألفي وحدة استيطانية جديدة، في ظل تصاعد انتهاكات المستوطنين واعتداءاتهم بحق الفلسطينيين.
وتتركز الأنشطة الاستيطانية في الفترة الأخيرة بالقدس المحتلة، في إطار مساعي تهويد المدينة وتغيير معالمها، أسوة بمخطط إقامة 2006 وحدات استعمارية جديدة ضمن 8 مستوطنات من مستعمرات الضفة الغربية، وفق هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية.
وقال رئيس الهيئة، الوزير مؤيد شعبان، إن المخطط الاستيطاني الجديد يمتد على مساحة تُقدر بـ 1072 دونماً من أراضي الفلسطينيين، مضيفا أن مستعمرات مثل "كفار تفوح" على أراضي محافظة سلفيت، و"عناف" و"أفني حيفتس" في محافظة طولكرم، و"متسبي يريحو" في محافظة أريحا والأغوار، حازت على مخططات كبيرة تنوي سلطات الاحتلال إحداث توسعة كبيرة بخصوصها.
وأوضح شعبان، في تصريح له أمس، إن سلطات الاحتلال تدرس تنفيذ 4 مخططات لصالح مستعمرة "جفعات زئيف" الصهيونية المقامة على أراضي الفلسطينيين في قرية الجيب بمحافظة القدس، بالإضافة إلى مخططات كبيرة تخص مستعمرات "جفعات زئيف" في القدس، و"أفني حيفتس" و"عناف" في محافظة طولكرم، و"كفار تفوح" و"عيتس افرايم" في محافظة سلفيت، و"روش تسوريم" في محافظة بيت لحم، و"متسبي يريحو" في محافظة أريحا والأغوار، و"جيني موديعين" في محافظة رام الله والبيرة.
وأضاف أن المخططات التي ينوي الاحتلال مناقشتها تتضمن بناء ثلاثة أحياء استعمارية كبيرة تخص مستعمرات "أفني حيفتس"، و"عناف" في محافظة طولكرم، ومستعمرة "روس تسوريم" ضمن تكتل "غوش عتصيون" المقام على أراضي محافظة بيت لحم.
وأكد شعبان أن تحركات الاحتلال الاستيطانية تشكل "تحدياً للمجتمع الدولي ولقرارات الأمم المتحدة التي جرمت الاستيطان، وطالبت الاحتلال بإنهاء الوجود غير القانوني للاحتلال، وكذلك نفى أي شرعية للمستعمرات والاستيطان، التي تضاف إلى سلسلة كبيرة من مواقف المنظمات الحقوقية والدولية الرافضة للاستعمار.
وأفاد أن الاحتلال، منذ عدوانه على الشعب الفلسطيني في 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023، ناقش بناء ما مجموعه 37415 وحدة استعمارية على مساحة 38551 دونماً، حيث جرت عملية المصادقة على 18801 وحدة منها، في حين تم إيداع 18614 وحدة استعمارية جديدة.
وبين أن هذه المخططات تركزت في محافظة القدس، بواقع 44 مخططاً خارج حدود ما يسمى بلدية الاحتلال و104 في مستعمرات داخل حدود البلدية، تليها محافظة بيت لحم وسلفيت ورام الله والبيرة، وقلقيلية ونابلس، وغيرها.
وفي هذا السياق، استولت سلطات الاحتلال على نحو 6 دونمات من أراضي الفلسطينيين في بلدة عناتا شمال شرق القدس المحتلة، لإقامة شارع استيطاني جديد، بحسب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية.
وأفادت الهيئة، في تصريح لها أمس، أن ذلك تم من خلال أمر عسكري تحت اسم "أوامر وضع يد"، بهدف إنشاء شارع استيطاني يربط مستوطنة "نفي برات" بشارع التفافي من أجل خدمة المستوطنين.
ولفتت الهيئة إلى أن سلطات الاحتلال أصدرت منذ مطلع العام الجاري ما مجموعه 54 أمراً عسكرياً في مناطق الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة، في إطار مساعي تكثيف إصدار أوامر عسكرية مُشابهة، بهدف فرض وقائع جديدة على الأراضي الفلسطينية عبر إقامة الأبراج العسكرية والشوارع المخصصة لجيش الاحتلال والمستوطنين".
ووفقًا للمعطيات الفلسطينية، فقد بلغ عدد المستوطنين الذين يستولون على الأراضي الفلسطينية المحتلة في الضفة الغربية حتى نهاية عام 2024، أكثر من 770 ألف مستوطن.
وقالت إن الضفة الغربية المحتلة تشهد تصاعدًا ملحوظًا في أعمال عنف المستوطنين، الذين يتخذون من المستوطنات والبؤر الاستيطانية والمزارع الرعوية ملاذات آمنة ومراكز انطلاق لاعتداءاتهم، تحت حماية أمنية مشددة من قوات الاحتلال.
وأوضحت، أن معطيات رسمية حديثة كشفتها شرطة الاحتلال أظهرت حجم التراجع الواضح في تعاملها مع جرائم المستوطنين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، الذين قدموا بدورهم 427 شكوى في النصف الأول من العام الجاري تتعلق باعتداءات المستوطنين، تشمل اعتداءات وإحراق ممتلكات وتخريب أراضٍ زراعية، مقارنة بنحو 680 شكوى سُجلت خلال عام 2024 بأكمله.
ورغم هذا الارتفاع في عدد الشكاوى، لم تفتح شرطة الاحتلال سوى 156 تحقيقًا جنائيًا فقط، أي ما نسبته 37 % من إجمالي الشكاوى المقدمة، بينما كانت قد فتحت 308 تحقيقات عام 2024، بنسبة بلغت 45 % من مجمل القضايا المرفوعة من قبل الفلسطينيين بعد اعتداءات المستوطنين الإرهابية.
وفي هذا السياق أصيب 3 فلسطينيين، أمس برصاص مستوطنين في قرية المنيا جنوب مدينة بيت لحم جنوبي الضفة الغربية المحتلة.
وذكرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطينية، في بيان، أن طواقمها "تعاملت مع المصابين بالرصاص الحي بالأطراف السفلية وتم نقلهم للمستشفى".
بدوره قال رئيس مجلس قرية المنيا زايد كوازبة، أن القرية "تتعرض بشكل متكرر لهجمات مستوطنين يقيمون في بؤر محيطة بها، تتخللها اعتداءات وتخريب وحرق خيام ومركبات، وسرقة أغنام".-(وكالات)