استهداف المنظومة الصحية بشمال قطاع غزة وشل قدراتها وإخراجها عن الخدمة
الغد-نادية سعد الدين
في إطار خطة الضم؛ يواصل جيش الاحتلال منذ أكثر من 40 يوما حصار مستشفى "كمال عدوان"، الواقع بين "بيت لاهيا" وجباليا في شمال قطاع غزة، ويستهدف طواقمه الطبية، بكثافة الغارات الجوية والقصف بالقذائف وإطلاق النار المباشر على غرف المستشفى واستهداف المرضى الذين يتلقون العلاج فيه.
أسفرت غارات الاحتلال على المستشفى بالاضافة الى مناطق متفرقة في قطاع غزة عن شهداء وجرحى، فيما أصيب مدير مستشفى كمال عدوان، وعدد من الطواقم الطبية بجراح إثر قصف استهدف المستشفى، وتزامن ذلك مع حركة نزوح من حي الشجاعية وعمليات جديدة للمقاومة في محاور مختلفة بالقطاع.
وذكرت مصادر طبية أن نحو 40 شخصا استشهدوا في غارات الاحتلال على مناطق عدة في القطاع منذ فجر أول من أمس. واستهدفت الغارات مناطق سكنية في مدينة غزة ومخيمي النصيرات وخان يونس جنوبي القطاع.
وقد شكلت المستشفيات هدفا معلنا له، منذ بدء عمليته العسكرية العدوانية على شمال القطاع، عبر قصفها ومحاصرتها واقتحامها، واستهداف الأطباء والممرضين، بالقتل وإيقاع الإصابات والاعتقالات بين صفوفهم، مما يؤكد على خطة الاحتلال باستهداف المنظومة الصحية من أجل إسقاطها بشكل كامل، وفق المكتب الإعلامي الحكومي بغزة.
وقال، في تصريح له أمس، إن جيش الاحتلال استهدف منذ بدء حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، المنظومة الصحية بشكل مخطط ومدروس، من خلال تدمير وإحراق المستشفيات والمراكز الطبية وإخراجها عن الخدمة.
وقتل الاحتلال أكثر من ألف طبيب وممرض وكادر صحي، واعتقل زهاء 310 منهم، وتعريضهم للتعذيب والإعدام داخل السجون، كما منع إدخال المستلزمات الطبية والوفود الصحية ومئات الجراحين إلى قطاع غزة.
وأدان "المكتب الإعلامي الحكومي" استهداف جيش الاحتلال للمنظومة الصحية وللطواقم الطبية ومنع إدخال العلاجات والأدوية والمستلزمات الطبية، داعيا المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والأممية والإنسانية إلى إدانة جرائم الاحتلال.
كما طالب بالضغط على الاحتلال من أجل وقف جرائمه المتسلسلة والمنظمة التي يرتكبها ضد الشعب الفلسطيني منذ بدء حرب الإبادة الجماعية ضد قطاع غزة، والتي راح ضحيتها حتى الآن أكثر من 55 ألف شهيد ومفقود وأكثر من 104 آلاف جريح ومصاب.
وقال إن "استمرار حرب الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني، واستمرار عمليات القتل المُمنهج للاحتلال بحق مئات الأسر والعائلات الفلسطينية، واستمرار صمت المجتمع الدولي أمام جرائم الاحتلال ينذر بسقوط القانون الدولي والمنظومة الدولية القانونية، في إطار الكارثة التاريخية التي يُنفذها الاحتلال في قطاع غزة".
وفي الأثناء؛ ارتكب الاحتلال أربع مجازر ضد العائلات الفلسطينية في قطاع غزة، أمس، وصل منها للمستشفيات 35 شهيدا، و 94 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.
وقالت، في تصريح أمس، إنه "ما يزال عددا من الضحايا تحت الركام، وفي الطرقات، لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم".
من جانبها، اعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن استمرار حصار الاحتلال لمستشفى "كمال عدوان"، شمالي قطاع غزة، منذ أكثر من 40 يوما هو جزء من جريمة الإبادة الجماعية وحرب التطهير العرقي التي تستهدف الشعب الفلسطيني هناك.
وأوضحت الجبهة، في تصريح أمس، أن هذا الحصار يضاف إلى سجل الاحتلال الأسود الذي يواصل استهداف كل مقومات الحياة في القطاع، ومن أخطرها المشافي.
وأشارت إلى أن الاحتلال يستمر بمحاصرة الطواقم الطبية داخل المستشفى، وتُمنع من الخروج لإنقاذ المصابين في محيطه، بينما يتزايد عدد المرضى داخل المستشفى يوميا نتيجة القصف المستمر للمنازل والمدنيين.
وأضافت الجبهة أن منع الاحتلال إدخال الغذاء والماء والمستلزمات الطبية والوقود إلى المستشفى منذ 15 يوما يُعد جريمة حرب يندى لها جبين البشرية، وهدفها القتل العمد للمرضى وتعذيبهم جسديا ونفسيا في انتهاكٍ صارخ لكل القوانين الإنسانية والدولية.
وأكدت أن استمرار هذا الحصار الإجرامي على مستشفى "كمال عدوان"، كما هو الحال في محافظة شمال القطاع، يستدعي تحركا فوريا من كل المنظمات الدولية والصحية والإنسانية.
وأوضحت أن صمت المجتمع الدولي يُعد شراكة في هذه الجرائم البشعة، ولن يُعفى أحد من المسؤولية التاريخية والأخلاقية عن هذه المجازر التي يرتكبها الاحتلال، داعية "كل القوى الحرة في العالم إلى تصعيد الضغط على الاحتلال وفضح جرائمه ضد الإنسانية".
ووجهت الجبهة رسالة إلى المنظمات الدولية بأن تخرج عن صمتها المخزي وتتحرك لإنهاء هذا الحصار الإجرامي فورا، مع الإسراع في تقديم قادة الاحتلال إلى المحاكم الدولية استنادا إلى قرار محكمة الجنايات الدولية الأخير.