عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    05-Jan-2020

واشنطن وتصفية الحشد الشعبي - محمد سلامة

 

الدستور- قيام القوات الأمريكية بقصف كتائب الأمام علي احد اذرع الحشد الشعبي بعد اغتيال الجنرال قاسم سليماني واربعة ضباط كبار في الحرس الثوري الايراني وقبل ذلك تدمير مقرات الحشد الشعبي على حدود سورية وقتل وجرح نحو (80) شخصا يؤكد أن واشنطن اتخذت قرارا نهائيا بتصفيته بالقوة المسلحة واخراجه من المعادلة العراقية نهائيا ..وإليكم الأسباب:-
-- رسالة واشنطن الى طهران عبر الممثلية السويسرية وصفها وزير الخارجية جواد ظريف بانها وقحة وانه تم الرد عليها بلغة حاسمة، ولم يفصح الوزير عن فحواها، لكن تسريبات من مصادر استخباراتية نقلت أنها تضمنت طلبا من النظام الإيراني بانهاء الحشد الشعبي ووقف تمويله ، وترك امره للحكومة العراقية كي تتصرف بشكل قانوني مع الباقين .
-- واشنطن التي ارتأت أنها تريد الاستفراد بالهيمنة على العراق، وانها حررته كما تزعم من نظام صدام حسين ومن الدواعش وبدعم من الحشد الشعبي بمباركة طهران، ترى أن دور هذه التشكيلات المسلحة خارج اطار الجيش العراقي يجب أن ينتهي. 
-- حدود الرد الإيراني لن يتجاوز حدود العراق، وكل التحليلات السياسية عن جبهات سورية وغزة ولبنان واليمن والبحر و....الخ، هي مجرد تكهنات لا اكثر ولا اقل، فواشنطن قررت قطع يد ايران في العراق ولديها حلفاء في داخل العراق وخارجه، واذا نجحت في ذلك فإنها ستباشر بتصقية النفوذ الإيراني بصورة دراماتيكية بمناطق أخرى مثل سورية واليمن وغيرهما، فيما طهران ستقاوم من خلال حلفائها ،حيث أعلن مقتدى الصدر  عودة جيش المهدي بما يعني أن الطرفين يتخصران لمعركة مفتوحة في العراق. 
-- طهران تدرك أن اللعبة السياسية والامنية جرى فتحها في العراق وانه ليس من مصلحتها الآن توسيع دائرة المواجهات في مناطق أخرى، أو نقلها إلى مناطق اقتتال في سوريا او غيره،  ولهذا فقد جرى تهديد قيادات سياسية وامنية عراقية لجهة عدم الانحرار وراء حلفاء إيران،وعدم تمربر قرار إخراج القوات الأمريكية من العراق.
-- ايران اليوم تدفع ثمن تحالفاتها مع واشنطن في العراق، فقبل أيام اعترف احد ساستها بأن بلاده سهلت دخول القوات الأمريكية واحتلال العراق في 2003م،وما اغضب ادارة الرئيس ترمب ليس الهجوم على سفارة بلاده في بغداد، فالجنرال سليماني كان ذاهبا بالاصل الى بغداد لتهدئة الامور لصالحها، بل أن الغضب الأمريكي مرده المناورات العسكرية البحرية التي رتبت لها ايران مع روسيا والصين في بحر عمان والخليج العربي والمحيط الهادي، واعتبرت ذلك تهديدا لقواعدها ولوجودها الأمني في دول الخليج العربي.
-- واشنطن قررت تصفية الحشد الشعبي في العراق بالتنسيق مع حلفائها في العراق،  وباشرت بالعمليات الميدانية، ووضعت قبل أيام عصاءب اهل الحق وزعيمها قيس الخزعلي على قائمة الارهاب،  ولهذا قصفت كتائب الأمام علي وقتلت وجرحت العشرات وقبلها قصفت كتائب حزب الله العراقي وستباشر مع حلفائها تصفية الحشد الشعبي، لأن ذلك يحقق لها ما تريده في العراق وفي المنطقة ككل، وربما يحقق للرئيس الامريكي مبتغاه في الانتخابات الرئاسية المقررة في تشرين القادم.
إدارة ترمب ابلغت حلفاءها الاوروبيين بسياساتها كما اعلمت الروس ،وجرى الترتيب مع دول مثل تركيا ولهذا فإن المواجهات الامنية والسياسية مع طهران ستكون في الساحة العراقية وليس في أي مكان اخر، ويبقى السؤال الأهم..لمن ستكون الغلبة في الساحة العراقية..لايران وقدرتها على اخراج القوات الأمريكية أم لأمريكا في تصفية الحشد الشعبي واخراج ايران من العراق؟!...الايام وحدها كفيلة بالإجابة على هكذا تساؤلات.