«غرزة غرزة تروى الحكاية» للكاتبة لينا أبو سمحة.. رحلة في التراث الفلسطيني
الدستور
«من مرج ابن عامر للنخيل الشامخة، وجنين ونابلس، والبلدة الوادعة، أسوار تتدلى، وتاريخ ينبض، بتعريشة خليلية، وظلال برتقالية، سمعنا الأهازيج، والألحان السحرية، وتعلمنا عن الغرزة، الحكاية القديمة، نمسك الخيط بحب ونسمع حكايا الأجداد». هكذا تقدم مجموعة كلمات للنشر والتوزيع إصدارها الجديد للأطفال «غرزة غرزة تروى الحكاية» للكاتبة لينا أبو سمحة، والذي أطلقته في معرض الشارقة الدولي للكتاب 2024.
يحمل الكتاب بين طياته رحلةً شيّقةً إلى عالم التراث الفلسطيني العريق من خلال قصة الخياطة سعدة الماهرة واستعادة الذاكرة المفقدوة . تُزيّن رسومات الفنان عمر لافي صفحات الكتاب، لتُضفي عليها لمسةً فنيةً ساحرةً تُجسّد جمال التطريز الفلسطيني وألوانه الزاهية. وتحكي القصةَ أيضا عن مجموعةٌ من الأغاني والأهازيج الشعبية التي تميزت بها منطقة بلاد الشام و تعكس التجذر في هذه المنطقة ، حيث كان السكان يعملون في المهن المختلفة كالصيد و الزراعة و الرعي و صناعة النسيج، تُساعد الأطفال على تعلّم التراث الفلسطيني وتعزيز هويتهم الوطنية بطريقةٍ مُمتعةٍ وشيّقة.
وقد شهد جناح مجموعة كلمات إقبالاً كبيراً من الأطفال الذين تفاعلوا بحماسٍ مع قصة الخياطة سعدة، واستمعوا بإنصاتٍ للكاتبة لينا أبو سمحة وهي تُشاركهم بعض الأغاني والأهازيج الشعبية. وفي ختام الفعالية، أجابت الكاتبة لينا أبو سمحة عن أسئلة الأطفال الصغار حول كتابها الجديد، وأوضحت لهم أهمية الحفاظ على التراث الفلسطيني ونقله إلى الأجيال القادمة. كما وقّعت نسخاً من كتابها «غرزة غرزة تروى الحكاية» للأطفال الذين توافدوا على الجناح.
وفي حديثها عن كتابها، قالت الكاتبة لينا أبو سمحة، خلال ندوة في المعرض: «(غرزة غرزة تروى الحكاية) هو دعوةٌ للأطفال للتعرف على تراثهم الغني بطريقةٍ مُسلّيةٍ ومُفيدة. أردتُ من خلال هذه القصة أن أُزرع في قلوبهم حبّ الوطن والاعتزاز بهويتهم الفلسطينية. كما أتمنى أن يتم تبني هذه القصة وتحويلها إلى عمل مسرحي غنائي، ليستمتع الأطفال بمشاهدتها على خشبة المسرح ويتفاعلوا معها بشكل مباشر.»
من جهته، قال الفنان عمر لافي: « سعدتُ بالمشاركة في إخراج هذا الكتاب الذي يُسلّط الضوء على جمال التراث الفلسطيني. أتمنى أن تُساهم رسوماتي في نقل هذه الصورة الجميلة إلى عيون الأطفال.»