«القيصر واستانا».. ماذا بعد؟! - محمد سلامة
الدستور- القيصر ليس قيصر روسيا بل قيصر أمريكا الجديد في الهيمنة على العالم بمنع اعمار سورية، واستانا هو قيصر روسيا الذي فرض أجندته في سوريا ونزع توافقات جواره على تربعه على عرش المنطقة لعقود قادمة وإخراج أمريكا وحليفتها اسرائيل من اللعبة السورية مرة أخرى.
البيان الثلاثي لروسيا وإيران وتركيا في اختتام اجتماع استانا بنسخته الجديدة، يؤكد مسارات السياسة والحرب في سورية وفق المنظور الروسي، ولصالح النظام في دمشق وبما يؤشر على توافق لإخراج القوات الأمريكية ووقف الهجمات الإسرائيلية على الأراضي السورية وتصفية الجماعات المسلحة في إدلب وإخراج الاكراد من اللعبة بالقوة وما بعد التفرغ لكتابة دستور جديد للبلاد.
واشنطن أدركت انها خارج اللعبة في سورية وأن سرقتها للنفط السوري وتمويل الأكراد به، سوف ينتهي بالعمل السياسي وإذا فشل سيواجه بالقوة المسلحة ولهذا تعجلت استصدار مشروع قانون باسم «قيصر» لتمنع تمويل اعمار سورية ومحاولة افشال اتفاق استانا الأخير.
واشنطن مدفوعة باللوبي الصهيوني وراء إبعاد تركيا عنها بسبب الأكراد؛ ما دفع بالرئيس اردوغان إلى تبتي الاجندة الروسية والإيرانية في سورية، وواضح ان اللعبة باتت روسية وأن اللاعبين الكبار تحت رغباتها، والرهانات على عدم تلاقي طهران وانقرة قد فشلت والرهان على خروج القيصر الروسي ايضا فشل في سورية.
واشنطن التي تنظر بريبة لاتفاق أعدائها الثلاثة في استانا أدركت انها ستضطر إلى مغادرة سورية وترك الأكراد لمصيرهم ولهذا قامت بالعمل على محاولة حصار «قيصر» روسيا من خلال قانون قيصر، وتركيا عضو في الناتو، والناتو يتآمر عليها لجهة دعم الأكراد واضعافها مستقبلا وهذه هي القشة التي قسمت ظهر البعير الأمريكي والاسرائيلي معا لصالح قيصر روسيا وإيران والنظام السوري معا.
«استانا» تضمن عناوين مهمة لتوافقات الدول الثلاث «روسيا وإيران وتركيا « أولها قد يبدأ بتطهير ادلب من الجماعات الارهابية المسلحة بموافقة تركية مقابل رفض الادارات المدنية للاكراد وتهيئة الظروف لنزع أسلحتهم وبالقوة (بما يعني السماح لتركيا بتصفية حزب العمال الكردستاني «قسد» ووحدات حماية الشعب)، ويبدو أن قيصر روسيا قرر منع الغارات الإسرائيلية على الأراضي السورية بعدما اعترضت مقاتلات سوخوي طائرات إسرائيلية كانت تريد الإغارة على مواقع سورية - ايرانية مشتركة بما يعني ان التفاهمات الروسية الإسرائيلية حول سوريا قد انتهت.
قيصر روسيا بات صاحب اليد الطولى في سوريا، وقيصر أمريكا يتراجع طالما أنه اسير لسياسات إسرائيلية وتركيا التي تنازلت في استانا مقابل تصفية مشروع الاكراد وربما ايضا مقابل أن تاخذ حصتها من نفط وغاز البحر المتوسط ودعم حليفتها حكومة الوفاق في طرابلس، ومن يقول غير ذلك.. نقول له انتظر، إن غدًا لناظره قريب.