عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    06-Oct-2020

عن تصريف الأعمال وأشياء أخرى*بلال حسن التل

 الراي

لم تكد تمر دقائق معدودة، على إذاعة خبر قبول جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين لاستقالة حكومة عمر الرزاز، استجابة للاستحقاق الدستوري، وتكليف جلالته للحكومة المستقيلة بتصريف الأعمال، حتى غصت المواقع الإخبارية ووسائل التواصل الاجتماعي بالتعليقات المثيرة للأسئلة التي تحمل في ثناياها الكثير من التشكيك، وهي حالة صارت شبه دائمة في مرافقتها لكل قرار أو إجراء يصدر عن الدولة الأردنية.
 
ومع تسليمنا بأن تكاثر وسائل الإعلام التي تبحث عن الإثارة هو سبب من أسباب هذه الحالة، لتستثمرها في جذب القراء من جهة، و للتغطية على غياب المهنية والموضوعية عن الكثير من هذه الوسائل من جهة أخرى،لكن علينا ان لانهمل الأسباب الأخرى التي تعزز هذه الحالة، ومنها المناكفات المستمرة بين الشلل السياسية، وهي المناكفات التي صارت أداة رئيسية من أدوات عمل هذه الشلل في ظل غياب الفكر السياسي، ومن ثم غياب برامج العمل السياسي والاقتصادي والاجتماعي المتنافسة، حيث لم يعد امام هذه الشلل إلا المناكفات لإثبات حضورها ولفت النظر إلى وجودها، ومن هذه المناكفات أسلوب التسريبات الاعلامية التي تثير الشبهات والتساؤلات، والذي يستند الكثير منها إلى ذاكرة السمكة لدى شرائح واسعة من مكونات مجتمعنا، التي تنسى الممارسات السابقة في حياتنا، من ذلك تكرار حالة حكومات تصريف الأعمال في تاريخ الحكومات الأردنية، ومع ذلك فقد تعاملت شرائح واسعة في بلدنا مع تكليف حكومة الرزاز بتصريف الأعمال بدهشة واستغراب وكأنها ممارسة تحدث لأول مرة.
 
غير ذاكرة السمكة التي نعاني منها، فان الكثير من التسريبات الإعلامية تستند إلى الجهل، سواء لدى من يقوم بعملية التسريبات أو لدى المتلقين، كما أنها ممارسة تدل على عدم الاحترام للاختصاص وأهله وهو الاحترام الذي يفرض على من لايعرف أن يستمع إلى من يعرف ليكون على بينة قبل أن يدلي برأيه.
 
عامل آخر يساهم بزيادة التشكيك والأثر السلبي له، هو رغبة البعض بالشهرة من خلال نشر الآراء المخالفة، والتي لا تستند إلى الحقيقة والمعرفة، بالإضافة إلى عدم تحري بعض الشخصيات العامة لسوية وسيلة الإعلام التي تستضيفه أو تستفتيه، ومدى أمانتها في النقل.
 
مهما كانت الأسباب التي تدفع إلى إثارة الشكوك في كل قرار أو إجراء للدولة الأردنية، فإن لهذه الشكوك آثارا خطيرة منها جعل المجتمع تحت الضغط والتوتر المستمرين، من جهة وهز الثقة بكل شيء في بلدنا، وهذا خطر كبير يجب أن ننتبه له خاصة وإنه مدخل من مداخل الاعداء من الداخل والخارج.