ھآرتس

 

الغد- یعتقد شموئیل الیاھو، حاخام مدینة صفد وأحد الحاخامین البارزین في الصھیونیة الدینیة بانھ

احیق ظلم بالفتیان الخمسة المشبوھین بقتل الفلسطینیة عائشة رابي. ففي درس الفقھ الذي تحدث

فیھ مع فتیان ”فري ھآرتس“ (ثمار البلاد)، المدرسة التي یتعلمون فیھا، قال إن جھاز القضاء فاسد وأنھم یتعاملون مع الفتیان المشبوھین بتمییز.

وادعى الحاخام الیاھو امام الفتیان أن مؤسسات الدولة تمیز في صالح العرب. والدلیل ھو أنھ حسب الاشتباه رشق الفتیان حجارة نحو سیارة رابي، الام لثمانیة اطفال، وتسببوا بموتھا، لا تؤثر فیھ على نحو خاص. وقال انھ ”عندما یرشق العرب في الضفة الغربیة الحجارة، فھذا على ما یرام. أما اذا كان ھذا یھودیا، فأطلق كل المخابرات؟ أي نوع من القانون ھذا؟ این كتب ھذا القانون؟“.

ان مضمون اللقاء مع تلامیذ مدرسة ”بري ھآرتس“ ھو بصراحة دعم للمشبوھین بالارھاب.

فالاستخفاف برشق الحجر الذي أدى إلى المأساة – ”ماذا حصل؟ بماذا یتھمونكم؟ رشقتم حجرا“،

ھو استخفاف مجرم بحیاة الانسان، وبشكل غیر مباشر تحریض على القتل، ولكن بالنسبة للحاخام الیاھو فإن الغایة تبرر الوسیلة، والغایة ھي ”الذھاب لاحتلال الحكم“. ومن أجل عمل ذلك یشرح فیقول انھ ”من السجون یخرج لیحكم“. بمعنى ان الطریق إلى قیادة الدولة تمر عبر السجن.

ھكذا تنمو النباتات الوحشیة العنصریة للمجتمع الإسرائیلي: زعیم روحي یعطي شرعیة للمس بالعرب. یصب فیھا ایدیولوجیا فقھیة، وبالتوازي یواصل تلقي المال من الدولة.

فضلا عن كون الیاھو حاخام مدینة صفد فإنھ یشغل أیضا منصب عضو في مجلس الحاخامیة الرئیسة وعضو لجان الحلال القطریة ومطاھر الحاخامیة الرئیسیة. ھكذا بحیث أنھ حین یدعي امام تلامیذ المدرسة بان جھاز القضاء وباقي مؤسسات الدولة ھي ”منظومة فاسدة“، فإنھ لا یخطئ تماما. ففقط في المنظومة الفاسدة یمكن لشخص عارض علنا تعلیم العرب في كلیة صفد، تحدث في صالح ترحیل عرب إسرائیل ونشر فتوى تقرر الحظر على الیھود بیع أو تأجیر الشقق للأغیار، ان یواصل البقاء في مناصبھ الرسمیة. فقط منظومة لا تعرف كیف تضع حدودا للتحریض، للعنصریة وللتطرف القومي، وتقدم ”الیھودیة“ على ”الدیمقراطیة“، تتعاطى مع شخص مثل الیاھو بمثل ھذا التسامح الاجرامي.

قبل نحو سنتین رفع المركز الاصلاحي وعدد من المنظمات الاخرى التماسا إلى المحكمة العلیا مطالبین بتقدیم الیاھو إلى المحاكمة الانضباطیة على تصریحات سابقة. تملصت وزیرة القضاء أییلیت شكید من اتخاذ اي عمل ضده، ولكن بضغط الالتماس صرحت بانھا عقدت معھ ”حدیث ایضاح“. ینبغي الامل في أن یتخذ المستشار القانوني ھذه المرة القرار اللازم ویعفي الیاھو من مناصبھ الرسمیة.