عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    10-Jan-2021

دولة الرئيس: محطات في البيان الوزاري.. الصحف الورقية والإعلام (3)*د. كميل موسى فرام

 الراي

دولة الرئيس: تضمن بيانكم الوزاري فقرة وطنية ومهمة تتعلق بالإعلام حيث ذكرت باتخاذ الحكومة قرارات لدعم استمرارية الصحف الورقية واتخاذ اجراءات لتمكين وسائل الاعلام ممثلة بالقائمين عليها من أداء واجباتهم في ظروف معيشية كريمة، إضافة لالتزام الحكومة بالشفافية والتواصل مع وسائل الاعلام مرحبا بحريتها بالاشارة لمواقع الخطأ، ويقيني أن ذلك يجب أن يكون مرتبطا بصورة وثيقة بحرص أخلاقي ومهني وبعيدا عن ممارسة البعض لاغتيال الشخصيات الوطنية، خصوصا التي تركت بصمات نقدرها بأثرها ومعانيها، كما حذرتم برفض مطلق لممارسة البعض بذ?ته قاضيا لمحاكمات شعبية لأشخاص عملوا واجتهدوا، فاغتيال الشخصية بكافة أشكاله هو جريمة متعددة الصور والأهداف والنتائج، تسيء لسمعة الوطن، تستوجب المحاربة والعقاب.
 
تعاني الصحف الوطنية منذ فترة زمنية من أزمات متعددة، وربما المشكلة المادية هي العائق الأكبر الذي يحتاج لعلاج جذري مستعجل للمحافظة على دورها الوطني ببناء وتوثيق الإنجازات الوطنية ونقش تاريخ الوطن بأيقونات وبُردى حيث يسير العظماء، وما جادت به الذاكرة الصحفية بدخولنا للمئوية الثانية من عمر الدولة الأردنية، هو البرهان والواقع على دورها الأساسي، لأنها تحتل قمة الهرم للسلطة الرابعة، فالصحافة الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي ليست بديلا عن الصحافة الورقية الملتزمة بخط سيرها الوطني، ومراجعة أمينة لتاريخ الدول ال?تقدمة وحاضرها اليوم، نجد أن صحافتها الورقية تحتل المقدمة في الدفاع عن أوطانها، وهي تعكس وتجسد سياسة الدولة وإنجازاتها، ويقيني أن حرصكم الوطني يبادلني هذا الهم، ولكنكم الأقدر على اتخاذ قرار فوري بدعم مطلق لصحفنا الورقية، والمحافظة على الفئة الفنية الصحفية المتميزة التي تجاهد على مدار الساعة لتحري الخبر وتحريره ونشره، خصوصا بصحيفة ($) وهي صحيفة الوطن، التي أسسها رمز وطني وهو الشهيد وصفي التل، الذي يمثل القاسم المشترك بالحب والاحترام بين فئات الشعب الأردني؛ الذي عاصره في الربع الثالث من القرن الماضي، ومن سمع عن إنجازاته بالجيل الحاضر، فـ$ الحاضرة بقلوبنا، تستحق وقفة مساندة فورية، ويجب عدم العبث بهيكلها الوظيفي تحت مسميات إعادة الهيكلة أو تقليص النفقات، فظروفها الصعبة كزميلاتها ليست وليدة الظرف الوبائي الحالي فقط، بل متراكمة عبر سنوات عمرها الأخيرة، ولكن الظروف الوطنية قد ضاعفت المعاناة لوضع حرج يحتاج لإنعاش، وأنت يا دولة الرئيس القادر على هذه الخطوة في ظرفنا الحالي، فالدول تفخر بصحفها التي تنقل وتنشر إنجازاتها، والتي تشارك بكشف مواطن الخلل والضعف، خصوصا أن هناك انفلاتا إعلاميا نتيجة التقدم والانتشار بوسائل التواصل الاجتماعي التي منحت حرية ?لتعبير بشكل يدعو للشك ويفتقر لأبجديات الحرية المسؤولة.
 
دولة الرئيس: نريد أن نسجل لك بذاكرتنا الوطنية بأنك المنقذ والمعالج لملف الإعلام والصحف الورقية، وصحيفة $ بالتحديد، التي تعكس بمرآتها والتزامها، بخط وطني مسؤول، قدرتها على نقل الرسالة نتيجة الثقة المتراكمة بينها وبين المواطن عبر سنوات عمرها الممتدة في جميع ربوع الوطن، فهي الصحيفة الأولى والأوسع انتشارا، ساهمت بالبناء، وتمر بظرف صعب عابر، تحتاج صحيفة الدولة للمساندة للمحافظة عليها لحاجتنا الماسة، فأجمل ما في الأزمات هو أنها تعيد ترتيب الآخرين ومعادنهم، وتبين من يستحق القرب والمناشدة، وننتظر وللحديث بقية.