عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    19-Jul-2020

مـــوت الديمقراطيــــة الإسرائيليـــة في نهاية صيف 2020 - حيمي شليف

 

ماتت الديمقراطية في إسرائيل في نهاية صيف 2020. عندما أعلنت المستشفيات بأن أقسام «كورونا» مليئة، ولم يبق الكثير من أجهزة التنفس الاصطناعي. وعندما أصبحت أعمال شغب العاطلين عن العمل والمفلسين عنيفة، فقد استخدم رئيس الحكومة نتنياهو الصلاحيات الجديدة التي أعطيت له من اجل سن قانون خاطف للإعلان عن فرض الإغلاق الكامل، وتجميد حق التظاهر، وتأجيل المحاكمات الجنائية الى إشعار آخر.
وأعلن نتنياهو بأنه سيستخدم تعليمات الدفاع لحالة الطوارئ من العام 1945 من اجل فرض رقابة شاملة، والاعلان عن جمعيات يسارية معروفة كاتحادات غير قانونية، واعتقال رؤساء «المتآمرين» وتقديمهم لمحاكمة سريعة في المحكمة العسكرية الخاصة التي تم تشكيلها برعاية قوانين الطوارئ. وأعلن ايضا بأن وزير الامن الداخلي، امير اوحانا، سيعين من قبله مسؤولا عن «الشاباك».
في الشبكات الاجتماعية اندلعت عاصفة شديدة، لكنها بقيت افتراضية بسبب الإغلاق. التماسات للمحكمة العليا تم رفضها بشكل قاطع بسبب فقرة الاستقواء التي تم إدخالها في الدقيقة التسعين الى «قانون الصلاحيات الخاصة». أعلن بني غانتس عن أزمة ائتلافية خطيرة، لكن تم إرضاؤه بعد أن تعهد نتنياهو بـ «التصرف بشكل معتدل» والتشاور معه.
وبسبب عدم العثور على دلائل قاطعة لادعاء أن فقدان السيطرة على وباء الكورونا في بداية شهر تموز نبع من نوايا سيئة لنتنياهو، وليس بسبب انشغاله بأموره القضائية، فان الهستيريا العامة خدمت اهدافه. نقاش مشابه اندلع في الفيس بوك حول عدم المبالاة الغريب لنتنياهو ازاء الضائقة المتزايدة لمئات آلاف الإسرائيليين الذين وصلوا الى شفا الجوع.
انقسمت وسائل الاعلام حسب مواقفها. المراسلون وقنوات التلفاز المتماهية مع نتنياهو، بما في ذلك القناة الـ 13، قالوا إن الامر يتعلق بـ «خطوة مؤقتة ضرورية للدفاع عن الوطن ممن يريدون الشر له». وأن نتنياهو كان يجب عليه العمل قبل أن يغادر ترامب البيت الابيض. حافظت القناة الـ 12 على الحيادية، ومكنت المحللين فيها من الاحتجاج على تحطيم الديمقراطية، ولكنها حرصت على اعطاء الوقت ذاته لضيوف كرروا اقوال نتنياهو بأن هذا تحول الى تهديد وجودي.
أظهرت صحيفة «هآرتس» معارضة شديدة جدا لخطوات نتنياهو، على الاقل الى أن تم اتهام المحررين فيها بخروقات شديدة للرقابة وتم توقيفهم للتحقيق، هم وشخصيات معروفة من الإعلام الاجتماعي، ممن تم توقيفهم بتهمة اثارة التمرد.
الجمهور الإسرائيلي الموجود في البيت يتملكه الخوف من الوباء المتفشي والفوضى في مراكز المدن، وهو مصدوم من تأثير سنتين صعبتين لميلودراما نتنياهو، ورد باغلبيته بعدم مبالاة. لقد غفونا اثناء الحراسة، اعترف بذلك معظم أعضاء الكنيست. نتنياهو صحيح أنه وضع مسدسه علناً على الطاولة، وبعد ذلك رفعه من أجل إطلاق النار على الديمقراطية والتأكد من قتلها، هم وافقوا، لكن من كان يمكن أن يخطر ذلك بباله؟.  «هآرتس»