الغد
تزدحم المتاجر والإعلانات الرقمية بعشرات المكملات التي تعدّ بتحسين الصحة وإبطاء آثار التقدم في العمر، وبين بحث الناس عن حلول سريعة يبقى السؤال: ما الذي تدعمه الأدلة العلمية فعلاً؟
ورغم أن أي مكمل لا يمكنه أن يعمل كإكسير للحياة، فإن بعض الأنواع قد تقدّم فوائد ملموسة في الطاقة وصحة القلب والدماغ والمناعة والعظام، كما توضح مجلة «هيلث» في ت
تلفت المجلة إلى أن أحماض أوميغا–3 تُعد من أكثر المكملات الواعدة، إذ تشير دراسات إلى أنها قد تدعم الذاكرة وتقلل الالتهابات وتحسّن صحة القلب، خصوصاً عندما تُدمج مع فيتامين «دي» والتمارين. ولهذا يوصى عادة للبالغين فوق الأربعين بتناول جرعات معتدلة، مع الحذر لمن يستخدمون مميعات الدم.
ويبرز أيضاً مكمل يجمع بين فيتامين «دي 3» و«كاي 2»، نظراً لدورهما المترابط في دعم المناعة وتقوية العظام ومنع ترسب المعادن في الشرايين، لكنه يتطلّب إشرافاً طبياً لدى من يتناولون أدوية مميعة أو يعانون أمراض الكلى.
وتُعدّ مجموعة فيتامينات «بي» من العناصر الأساسية لإنتاج الطاقة وتعزيز المناعة وحماية الأعصاب، بينما يزداد نقصها مع التقدم في العمر، ويرتبط بنتائج صحية سلبية تشمل أمراض القلب واضطرابات الإدراك.
ويأتي المغنسيوم في السياق نفسه، إذ تتراجع مستوياته لدى كثيرين، فيما يلعب دوراً في النوم وتقليل التوتر وتنظيم الالتهابات، ما يجعله مؤثراً في صحة القلب والدماغ.
أما الإنزيم المساعد «كيو10»، فهو عنصر حيوي داخل الميتوكوندريا المسؤولة عن توليد الطاقة في الخلايا. وتنخفض مستوياته بشكل طبيعي مع العمر، وتشير الدراسات إلى أن مكملاته قد تساعد في دعم القلب وتقليل الالتهابات، مع ضرورة الانتباه لتفاعلاته مع أدوية الضغط والسكري.
كذلك تحظى الألياف الغذائية بأهمية كبيرة، سواء لدعم صحة الأمعاء أو خفض الالتهابات والمخاطر المرتبطة بأمراض القلب والسرطان، في وقت يعاني فيه معظم الناس نقصاً في استهلاكها اليومي.
وتبقى صحة العظام محوراً رئيسياً مع التقدم في العمر، إذ قد يساهم الكالسيوم في تحسين الكثافة العظمية وتقليل خطر الكسور، بشرط عدم الإفراط فيه.
في المقابل، يتجاوز دور الكرياتين حدود الرياضيين، إذ تشير دراسات إلى فائدته في الحفاظ على الكتلة العضلية وتقليل الساركوبينيا وربما دعم الذاكرة لدى كبار السن، رغم الحاجة للحذر في حالات أمراض الكلى.
ويبرز الكركمين، المركب النشط في الكركم، كأحد مضادات الالتهاب الطبيعية التي قد تساعد في الوقاية من الأمراض العصبية وتدهور القدرات الإدراكية وبعض أنواع آلام المفاصل.
وعلى الرغم من هذه الفوائد المحتملة، تؤكد الأدلة أن المكملات ليست بديلاً عن نمط حياة صحي. فاعتماد غذاء متوازن، وممارسة الرياضة بانتظام، وإدارة التوتر، والحفاظ على العلاقات الاجتماعية، وإجراء الفحوص الدورية، هي الركائز الأساسية لصحة جيدة وطول عمر. ويقول جون رينكر معبّراً عن هذا المبدأ: «المكملات إضافة… وليست بديلاً».