عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    11-Jul-2024

منتدون يناقشون "الفن والحرب" في "الرواد الكبار"

 الغد-عزيزة علي

 أقام منتدى الرواد الكبار، أول من أمس، ندوة بعنوان "الفن والحرب"، تحدث فيها الدكتور مازن عصفور، وأدارتها المستشارة الثقافية للمنتدى القاصة سحر ملص.
 
حضر الندوة لفيف من الجمهور المهتم بالشأن الثقافي والفني، إلى جانب مديرة المنتدى هيفاء البشير، التي قالت "نستضيف في هذا المساء قامة أكاديمية فنية كبيرة، وهو الدكتور مازن عصفور، ليحدثنا عن الفن والحرب... وكيف لهذين النقيضين أن يجتمعا معاً، ففي اللحظة التي يعبر الفن عن روح الجمال تأتي مناجل ومدافع الحرب لهدم كل ما هو جميل من أرواح وأماكن لتخلف آلة الحرب مكانها مدينة أشباح". 
 
وخاطبت البشير الحضور، قائلة "كما ترون كيف حولت آلة الحرب الصهيونية غزة من مدينة جميلة يغفو البحر على خاصرتها إلى مدينة أشباح تئن تحت أنقاضها صرخات الجرحى من النساء والأطفال والشهداء"، مبينة أن المنتدى يسير على منهج مواكبة الأحداث الساخنة وتسليط الضوء من خلال برنامجنا الثقافي، لذلك ارتأينا أن نستضيف في هذا المساء الدكتور مازن ليحدثنا عن الفن والحرب، فهو فنان ولديه رؤية في هذه القضية.
وتناول د.مازن عصفور العلاقة بين الفن والحرب ومن وجهة نظر فكرية وفنية وجمالية، حيث قدم نبذة موجزة عن دور الفن عبر مسيرته التاريخية في تشكيل رؤى الفنان وتفاعله مع محيطه ومجتمعة بوصفه مثقفا عضويا لا يمكن فصله عن همومه الفكرية والاجتماعية المعيشة، مستعرضا جوانب مختارة من المحطات الفنية المهمة التي عبر من خلالها الفنانون عن مسألة الحرب ووثقوا أحداثها سواء كان ذلك لأهداف إيجابية أو سلبية أو كانوا مؤيدون أو معادين لفكرة الحرب، وذلك طبقا للسياقات الاجتماعية والسياسية والفكرية التي عايشها هؤلاء الفنانون، والتي انعكست بدورها على طريقة تشكيل تعبيرهم الفني بصريا وفكريا ووجدانيا.
واستعرض عصفور، عبر "داتا شو"، مجموعة من اللوحات لفنانين عالميين، مثل لوحة "تمثال إله الحرب اليونانية اريس"، وهي كما أشار عصفور من منحوتات اليونان القديمة قبل الميلاد، ولوحة تظهر مشهد القتال بين المحاربين وذلك من خلال "منحوتات الحروب اليونانية القديمة في القرن 5 قبل الميلاد"، ولوحة بعنوان "فتح صلاح الدين للقدس 1187"، ولوحة "سقوط القسطنطينية" على يد محمد الفاتح 1453، فيما تحدث عن "الفن والحرب"، من خلال الفن الفلسطيني والعربي؛ حيث استعرض العديد من اللوحات لفنانين عرب منهم الفنانة تمام الأكحل، والفنان الراحل إسماعيل شموط، ولوحة "جمل المحامل" للفنان سليمان منصور، إلى جانب العديد من رسومات أطفال غزة أثناء القصف.
ومن أجل الربط بين السردية النظرية والسردية البصرية، قدم عصفور خلال المحاضرة شرحا وتحليلا ونقدا لنماذج من الأعمال الفنية ذات الصلة بموضوع الحرب بدءا من الفن القديم وانتهاء بعصر الحداثة، الذي وظف الفنانون خلاله فنونهم لمسألة كل وفق رؤاه ومقاصده المختلفة، مشيرا إلى أهم الأعمال الفنية ذات الالتماس المباشر مع موضوع الحرب، من خلال مجموعة من الحقب "الحقبة اليونانية القديمة"، التي رصدت الحرب بتركيب جمالي وفلسفي وأسطوري، يليه أعمال "الحقبة الرومانية"، التي ارتكزت على فلسفة البطولة العسكرية كمادة فكرية لهم.
ثم تحدث عصفور عن حقبة "الفن الديني"، التي تطرقت لفكرة الحرب لدى الفنون الدينية بعد نزول المسيح؛ حيث وظفت السلطة الدينية المهيمنة على الفن للترويج للحرب بدعوى تحرير أراضي القدس في الشرق، يلي ذلك تطور العلاقة بين الفن والحرب وفلسفة التعاطي معها فنيا في عصر النهضة في القرن الخامس عشر، ومرورا بعصر التنوير والرومانسية لاحقا، الذي وظف خلاله الفن في خدمة الحرب لأهداف تنويرية وتقدمية وتحريرية، كما فعل رواد الرومانسية، أمثال فرانسيسكو غويا وغيره.
أما الجزء الأخير من المحاضرة، فتحدث فيه عصفور عن علاقة الفن بالحرب في ظل أجواء ثقافية، فعصر الحداثة شهد توظيفا إيجابيا للفن تمثل بنقد وعرض الفن على فكرة الحرب، في الوقت نفسه الذي وظفته تيارات حداثية أخرى لأهداف سلبية واستعمارية، لافتا إلى ما حدث في ظل الحربين العالميتين وبسطوة من أفكار النازية والفاشية التي وظفت الفن لتحرير حروبها المدمرة.
أما في الحالة العربية، فقد تحدث عصفور فيما يتعلق بالأعمال الفنية التي جسدت قسوة الصراع الذي عانى منه العرب والمسلمون في مواجهة ما سلب من أرضهم ومقدساتهم، بدءا من الحروب الصليبية وتحرير القدس، وانتهاء بالحالة الفلسطينية الراهنة التي يسهم فيها الفن العربي في تجسيد الحالة فنيا، مثل رسومات أطفال غزة التي رسموها وهم تحت القصف.