عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    12-Mar-2020

مشاجرات تتحول إلى جرائم لغياب لغة القانون

 خبراء يعزون المشكلة إلى طول أمد المحاكمات وكلف التقاضي

 
طلال غنيمات
 
عمان – الغد-  قد يبدو غريبا أن تتحول ملاسنة إلى مشاجرة، لكن الأكثر غرابة أن تتحول المشاجرة إلى جريمة قتل تقشعر لها الأبدان، كما حصل في مشاجرة جماعية وقعت أحداثها الدراماتيكية بين مجموعة أشخاص مؤخرا في محافظة الزرقاء أفضت إلى مقتل شاب طعنا.
ووفق خبراء فإنه في ظل غياب لغة الحوار والقانون وتغليب لغة العنف، تحدث المشاجرات سواء الفردية أو الجماعية، وعادة ما يستخدم المتشاجرون الأدوات الصلبة أو الحادة وربما الأسلحة النارية التي غالبا ما ينجم عنها إصابات وضحايا.
أستاذ علم الاجتماع في جامعة البلقاء التطبيقية الدكتور حسين الخزاعي يقول، إن المشاجرات الجماعية لها أبعاد كثيرة حيث “يلجأ إليها الكثير من الاشخاص نزوعا للثأر أو لسرعة أخذ الحق خاصة في حالات العنف الشديد وعدم الرغبة في انتظار الحكم القانوني”.
وأشار الخزاعي إلى البعد الآخر في هذه المسألة وهو التفكك الاجتماعي وغياب القدوة (المصلحين) كما كان في السابق، وهو أمر أصبحنا نفتقده في هذه الأيام، لافتا الى بعد ثالث وهو “عدم وجود ثقة في الإجراءات القانونية المتبعة سواء في المركز الامني او في الإجراءات القانونية الأخرى والتي تتمثل في ضبط الجاني ومحاكمته، وعملية التكفيل مثل التوسط من قبل أشخاص متنفذين”.
أما البعد الرابع لتحول المشاجرات إلى جرائم فهو بحسب الخزاعي “غياب الثقافة القانونية وعدم اللجوء للشكوى بسبب عدم توفر القدرة المالية لتحمل تكاليف المقاضاة والمتابعة وتوكيل المحامين حيث يحتاج المشتكي إلى مبالغ مالية لدفعها عدا عن طول أمد إجراءات التقاضي”.
الخبير في الشؤون الأمنية الدكتور بشير الدعجة عزا من جهته المشاجرات الجماعية الى غياب الوعي القانوني لدى البعض من المواطنين حيث يلجأ الى العنف متجاهلا ان الجميع في دولة قانون ومتساوون أمامه، مضيفا انه يجب على كل شخص يتعرض لأي فعل يسبب له أذى التوجه إلى المركز الأمني المختص لاتخاذ الإجراءات القانونية بحق المشتكى عليه.
وبحسب الدعجة فإن عدم اللجوء إلى القانون من قبل المشتكي أو من قبل المجني وغياب لغة الحوار كثيرا ما يدفع الى العنف والشجار وهذا ما ترفضه كافة القوانين والانظمة، لافتا الى أن القانون والقضاء هما صاحبا الحق بإصدار الحكم من حيث العقوبة أو فض النزاعات.
وأضاف، ان جرائم القتل التي تحدث تفضي اليها المشاجرات الجماعية هي في معظمها مشاجرات بين مجموعة من أصحاب السوابق او المطلوبين، لافتا الى أنه قد ينتج عنها مقتل أشخاص غير معنيين في المشاجرة وغير مشتركين بها، وتكون عواقب ذلك وخيمة على كافة المشتركين في الشجار على حد سواء.
وكان الناطق الإعلامي في مديرية الأمن العام قال إن بلاغا ورد إلى مديرية شرطة الزرقاء مساء أمس حول وقوع مشاجرة بين مجموعة أشخاص على إثر خلافات بينهم، حيث أسعف أحدهم إلى المستشفى وما لبث أن فارق الحياة.
وأضاف، ان فريقا تحقيقيا من إدارة البحث الجنائي تولى التحقيق بالقضية وتمكن من خلال جمع المعلومات من تحديد ثلاثة أشخاص اشتركوا بالمشاجرة والبحث جار عن الآخرين لإلقاء القبض عليهم.
وحسب مصدر أمني مطلع، فإن كثيرا من المشاجرات تتحول الى جرائم قتل في حال رفض أي من طرفي النزاع اللجوء الى المركز الامني المختص لتغليب لغة القانون، مشيرا الى أن الاجهزة الامنية لها الإمكانيات البشرية والآلية لمنع تفاقم الأوضاع وهي الجهة القانونية الأولى التي لها الحق في الفصل في الخلافات بين الأشخاص.
وبين المصدر- الذي فضل عدم الكشف عن اسمه- أن الابتعاد عن الطرق القانونية من قبل طرفي النزاع سواء أكانا اثنين أو أكثر يعني انهم يستخدمون العنف كوسيلة لتحصيل حقوقهم بعيدا عن الاجراءات القانونية، وهذا يعني استيفاء الحق بالذات.
واضاف، ان معظم الذي يغلبون لغة العنف على لغة القانون هم غالبا من ذوي الأسبقيات، كما أن معظم الجرائم التي ترتكب بسبب المشاجرات تكون في الغالب جرائم القتل القصد.