الدستور
·أرى عتاب أمهات غزة وأسمع صرخاتهن وأقرأ في عيونهن: «أين أنت؟ لماذا تأخرت عنا سنة كاملة؟» أُطأطئ رأسي، ليس لدي إجابة. ماذا لو سألني أحفادي بعد سنوات: «أين كنت عندما كان يُذبح أقراننا؟ وكيف كنت تنام عندما كانت الأمهات يصرخن؟» هذا السؤال يوازي جميع القنابل التي أُسقطت على غزة، وأزيز الرصاص، وصوت المدافع. إنه سؤال لن أستطيع الإجابة عنه. سأفكر حينها وأقول: يا ليتني مت وكنت نسياً منسياً.
·الدولة التي تقتل الأطفال لتحقيق مكاسب سياسية أو تكتيكية تفاوضية، هي دولة قتلت أنبياءها، وأضاعت بوصلتها الأخلاقية؛ فلا دين لها ولا ذمة، ولا رحمة في قلبها.
·والدولة التي تقتل من يفاوضها هي عصابة لا أكثر. بحثت في كتب التاريخ، وفي جوجل، وحتى في محادثات ChatGPT، ولم أجد حادثة مشابهة، هذه أول حالة يسجلها التاريخ.
·يصفهم القرآن الكريم: «أوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ، بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ.»
·كلما أصابني الإحباط وتسلل اليأس إلى قلبي، ألجأ إلى سورة الضحى. فآياتها تذكرني بأن بعد كل ظلام يأتي الفجر، وبعد كل ليل يسطع النور. وما بعد العسر إلا اليسر، وإن الفرج قريب.
·69% من الصهاينة يؤيدون اغتيالات نتنياهو؛ إن الشر يتغذى على هذا القطيع المتعطش للدماء.
·لا يخدعك التصفيق، كما فرح نتنياهو بتصفيق الكونجرس الأمريكي. لطالما صُفق للطغاة على مر التاريخ، ولكن معظمهم لم يكملوا العشرين عامًا حتى انهار كل شيء من حولهم. التصفيق ليس معيارًا للنجاح أو الاستدامة، بل يمكن أن يكون سرابًا يخفي وراءه الانهيار والفشل.
·في غزة، قصف الصهاينة دور العبادة، لكن القيم بقيت راسخة. بينما في بقية العالم، بقيت دور العبادة قائمة، لكن القيم انهارت.
·الصهيونية ليست حكرًا على اليهود فقط، بل يمكن أن يكون شيخ معمّم صهيونيًا. إذا لم تصدقني، ادخل على مواقع التواصل الاجتماعي لتشهد بنفسك.
·لا يوجد عرق متفوق أو عرق ملعون؛ فالصهاينة يستغلون أكاذيب الحق المقدس والعرق المتفوق لتبرير الإبادة الجماعية التي تجري في غزة. الله سبحانه وتعالى يحاسب بالعمل لا بالنسب، فكل نفس بما كسبت رهينة.
·هنالك قصص أصبحت من قصص الرعب في غزة لن يجرؤ أحد أن يقصها، منها قصة الفتاة التي مد إليها البائع علبة الحلوى وقال لها: «خذي ما تريدين». نظرت الطفلة إلى أمها بغاية السعادة، فأومأت والدتها برأسها، ولكن الطفلة لم تمد يدها. فبادر البائع وأخذ من العلبة وأعطى الطفلة. بعدها سألت الأم: «لماذا لم تأخذي بيدك؟» فردت الطفلة: «لأن يدي البائع أكبر.» المتجر هدم، والحلوى فقدت بالحصار، والأم استشهدت، والطفلة قُطعت يداها.
· من تأملات الرومي : ذات ليلة كان هناك رجل يرفع يديه إلى السماء ويتضرع إلى الله بالدعاء بإلحاح شديد، حتى جفّ حلقه من كثرة التكرار. وبينما هو على هذه الحال، جاءه الشيطان وقال له: «لماذا تواصل الدعاء؟ ألا ترى أنك لا تتلقى أي إجابة؟» شعر الرجل باليأس، ووضع رأسه على وسادته ونام.
وفي منامه، رأى سيدنا الخضر عليه السلام يرتدي ثوبًا أخضر. فقال له الخضر: «لماذا توقفت عن الدعاء؟» أجاب الرجل بحزن: «لقد توقفت لأنني لم أسمع أي إجابة من الله.»
ابتسم الخضر وقال: يا هذا، لفظك باسم الله هو نفسه استجابة منه. الله هو الذي أعطاك القلب لتدعوه، واللسان لتسبّحه، والروح لتبثّ شكواك. لو لم يتذكرك الله، كيف كنت ستتذكره أنت؟ اعلم أن خوفك منه وحبك له هما دليل على وجوده وقربه منك.
تحت دعائك ‹يا رب› هناك إجابة خفيّة تقول ‹ها أنا ذا›. الله الذي أعطاك القدرة على أن تنطق باسمه يسمع دعاءك قبل أن تبوح به. فاستمر في الدعاء ولا تيأس، لأن الله أقرب إليك مما تتصور.»
·في غزة، حجارتها لها قلوب تشهد على صمود أهلها. أما نحن، فيصفنا القرآن الكريم: «ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُهُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً».
·في السابع عشر من شباط عام 1673، بدأ الكاتب المسرحي والممثل الفرنسي موليير أثناء تأديته لمسرحيته «المهووس بالمرض» بالتقيؤ دمًا على المسرح، ثم وقع مغشيًا عليه ومات. اعتقد الجميع أن هذا جزء من المسرحية وبدأوا في التصفيق له بحرارة، لم يصدق أحد أن الممثل كان مريضًا جدًا. أهلنا في غزة يدركون أن آلامهم ودماءهم هي جزء من مسرحية كبرى، ونحن الجمهور الذي نطالبهم بالمزيد شرط أن لا تمسنا النار. سينهار المسرح بنا قريبًا وسنموت مع موليير.