عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    06-Apr-2021

كم مصطفى حمارنة يحتاج الوطن؟* د. ذوقان عبيدات
الأول نيوز – ما دفعني لكتابة هذا المقال ما سمعت من حديث مصطفى حمارنة في السياسة والمجتمع اشتمل على عرض تحليلي لنشوء الدولة الأردنية، تناول فيه كل عوامل النشوء والمعارضة والمناورات السياسية المشروعة وغير المشروعة. لا يهمني ما تحدث به بمقدار ما يهمني أمران
 
أولًا: هو الجرأة في الطرح، فهو ليس معارضًا وليس في جيب الدولة، ولكنه قال ما لم يُقّل بعد، وبتلقائية شديدة وبثقة، فالأردن ونظامه لا يخشى وليس مهددًا داخليًّا، فالكل ضمن الدستور، ولذلك سيزدهر الأردن إذا فتح الأبواب والنوافذ، واحترم كل مواطن ومواطنة، وبعكس ذلك لن يُسعّد الأردن ولا نظامه، إن استقرار النظام يستند على الثقة بالمواطن وفتح أبواب الحرية واسعًا، ويتهدد إذا بقي حريصًا على أساليبه.
 
ثانيّا: التحليل الشامل لكل الأبعاد وخاصة صلة الدولة بالأمن والمخابرات، والهويات الفرعية، والمناهج المدرسية، والعشائرية، والكشف عن مفارقات لا لزوم لها. فهو الوحيد الذي لم ينافق هذه المؤسسات وهي مؤسسات رهيبة!!
 
فالعشائرية مثلًا ليست هي من يبني أو بنى الوطن، لم يستشهد الجندي ممثلًا عن عشيرته بل عن وطنه. ولم يناضل ولم يشارك في مظاهرة باسم عشيرته.
 
أما السرديات الشائعة للهويات الضيقة مهما كانت هي تضليل وتزوير للنتائج.
 
ثالثًا: إن التخوف الأمني من الإصلاح السياسي غير مبرر إطلاقًا، بل وصفه بأنه هو ما يهدد الأمن الشامل في الأردن، والمدهش حقًا ما لقيته محاضرة حمارنة من دعم من الشباب غير مسبوق لأي محاضر، فالأمن بمفهومه هو كرامة المواطن وحريته وليس على طريقة (السكوت من ذهب).، فالنهج يجب أن يتغير، وهذا كلام لا يحمل أي صفة سلبية ولا يصدر عن متطرفين.
 
رابعًا: إن النفاق تحت شعار: أنا ابن النظام، وأنا وطني، وأنا من خدم النظام، ونحن من بنى الوطن، ونحن كبار الوطن يعكس نظرة تخريبية للوحدة الوطنية.
 
وبالنتيجة نحتاج حوارًا حداثيّا وتنويريّاً لا يقوم على شباب عائلة وعائلة أخرى، ولا بيانات عائلية وعشائرية، وأي حراك يستند إلى أُسس عشائرية لا يشبهني ولا أفتخر به، نحن نعيش فترة تغير جذري، علينا أن نضع الأمور في نصابها: “هويتنا التي لا لُبس فيها”.
 
نحن أُناس عرب من الأردن، هذه هويتنا الجامعة، وباقي الهويات هي هويات فرعية، والمواطنة تعترف والوطن يعترف بهذه الهوية فقط، وباقي الهويات هي هويات شخصية لكل الحق أن يتمتع بها في علاقاته الشخصية.
 
أما الوطن والمجتمع فلا يعترف إلّا بالهوية الجامعة حيث تكافؤ الفرص آن الأوان أن نغير أساليبنا بما فيها أساليب التعبير عن الولاء، فالبيانات العشائرية والدبكات لا تغير أحد ولا تعبر عن موقف حقيقي.
 
ترى لو كان لدينا مصطفى حمارنة سياسي، وآخر اقتصادي، وآخر تربوي، وآخر إداري، هل ستكون أوضاعنا مؤلمة.