عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    24-Jul-2024

نبوءات آخر الزمان نتن ياهو خادم الأعور الدجال*إسماعيل الشريف

 الدستور

لقد نقلنا العاصمة «الإسرائيلية» للقدس، هذا للافانجيليين ( المسيحيين الانجيليين) – ترامب.
تتفق جميع الأديان السماوية على نبوءات آخر الزمان التي تشمل ظهور الأعور الدجال والسيد المسيح والمهدي المنتظر، ولكن تختلف نظرة الأديان إلى هذه الشخصيات. فالمسيح الدجال يُنظر إليه في اليهودية على أنه المسيح المخلص الذي سيقتل سيدنا المسيح، وهو بالنسبة لهم ليس دجالًا. بينما يؤمن المسيحيون والمسلمون بأن مسيح اليهود هو الدجال، وأن سيدنا المسيح سيقتل الدجال في النبوءة المسيحية، في حين سيقتل المهدي المنتظر المسيح الدجال في النبوءة الإسلامية.
في خضم الأحداث الأخيرة المتعلقة بطوفان الأقصى وما يجري في غزة من إبادة جماعية، كثرت الأحاديث حول نبوءات آخر الزمان. حيث ربط العديد من رجال الدين بين أحداث غزة وهذه النبوءات، وقاموا بإسقاط أحاديث نبوية على الأحداث الجارية.
تبدأ قصتنا منذ أكثر من أربعين عامًا، عندما التقى بنيامين نتنياهو بالحاخام مناحيم مندل شنيرسون، المعروف بلقب «ريبي»، والذي كان رئيس أكبر منظمة دينية يهودية في العالم تسمى تشاباد-لوبافيتش، ومقرها بروكلين في نيويورك. أذكر أن هذه المنظمة كانت محور تحقيقات الشرطة في بداية هذا العام بعد اكتشاف أنفاق تحت مقرها الرئيسي. في ذلك الوقت، كان نتنياهو سفير الكيان الصهيوني لدى الأمم المتحدة، وجاءت رسالة الحاخام لنتنياهو محملة برمزية كبيرة، حيث طلب منه أن يكون «منارة الضوء في بيت الظلام»، ويعتقد أن الحاخام كان يشير بذلك إلى الأمم المتحدة.
رأى الحاخام في بنيامين نتنياهو تجسيدا لنبوءة توراتية، حيث اعتبره الحاكم الذي سيمهد لمجيء المسيح (موشياخ بالعبرية). الموشياخ هو الحاكم النهائي والمخلص لليهود من نسل سيدنا داود، وتعتبر قصة الموشياخ ركنًا أساسيًا في العقيدة اليهودية. وقد ساهم الحاخام بشكل كبير في تربية نتنياهو والتأثير عليه قبل أن يدخل المعترك السياسي. وبعد أن فاز نتنياهو بمقعده في الكنيست ممثلاً لحزب الليكود، أعرب عن احترامه الكبير لريبي واعترف بتأثيره العميق عليه.
أراد الحاخام من نتنياهو أن يبدأ بالتحضير لخروج الموشياخ، وذلك من خلال جعل الدولة أكثر تطرفًا، والتوسع في الاستيطان، وسفك دماء العرب. كانت هذه الخطوات، بحسب رؤية الحاخام، من شأنها التعجيل بخروج الموشياخ. لذلك، فإن وصول نتنياهو إلى رئاسة الوزراء ومكوثه كأطول رئيس وزراء في تاريخ الكيان، رغم قضايا الفساد التي تلاحقه والمشاكل الكبرى التي يتعرض لها، لم يكن صدفة أبدًا. بل قد يكون أمرًا مخططًا له بعناية. الإبادة الجماعية التي يقوم بها تعزز هذا الافتراض، مما يشير إلى أن هناك خططًا محكمة وراء هذه الأحداث.
بسبب هذه النبوءة، هناك قواعد انتخابية من المتدينين ترى في نتنياهو الملك غير المتوج، والذي تتمثل وظيفته في تسليم السلطة للموشياخ. لذا، فإن أصواتهم تذهب له بغض النظر عن أي موانع أو قضايا تحيط به.
من يتابع نتنياهو سيرى تشابك الروايات التلمودية وروايات الكتاب المقدس في سياساته وأسلوب قيادته. فهو يستحضر قصص وشخوص التوراة ويسقطها على الحاضر، ويصور الصراع على أنه بين الخير والشر. وتتضمن خطاباته اقتباسات وتلميحات من الكتاب المقدس، مما يعزز هذا الربط بين الماضي والحاضر في رؤيته السياسية.
علينا ألا ننسى دعم الإنجيليين الأمريكيين، الذي ينبع من نبوءات إنجيلية ترى أن عودة سيدنا المسيح عليه السلام مرتبطة بتجمع اليهود في فلسطين وسفك دماء كثيرة. لذلك، نراهم يدعمون الصهاينة دعماً غير محدود ويؤيدون الإبادة الجماعية التي تحدث في غزة، منتظرين عودة المسيح الذي، بحسب اعتقادهم، سيقتل الموشياخ الذي يعتبره اليهود هو المسيح المخلص.
بغض النظر عن نبوءات آخر الزمان، فإن أفعال نتنياهو تشير إلى دلالة واحدة، وهي أنه شيطان بثوب إنسان، تفوق على جميع الشياطين مجتمعين معاً.