عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    28-Jan-2019

نصر الله کان یفضل أن یسکت - غرانوت عودید
إسرائیل ھیوم
 
الغد- بعد غیاب بارز، استمر اكثر من شھرین، وشائعات مجنونة في أنھ یعاني من سرطان فتاك ولعلھ لم یعد بیننا، ظھر امین عام حزب الله حسن نصرالله لاول مرة امس على شاشة ”المیادین“ اللبنانیة وبدا بالضبط مثل حسن نصرالله.
للحقیقة، یجب أن نعترف بان ظھور الامین العام العلني في المقابلة، نبرة حدیثھ ولغة جسده المعروفة لم تؤید الاستنتاج المتسرع بعض الشيء لمحلل التلفزیون السعودي الذي قال ان ھذا كان بدیلا لھ.
بالمقابل، لا شك أن مجرد المقابلة، مثل حملة التسویق الھستیریة لھا في شبكة ”المیادین“ التي
یملكھا صدیق نصرالله المقرب، تحت عنوان ”نصر الله یكسر الصمت“، والتي استھدفت غایة واحدة فقط: الاثبات بان نصرالله حي یرزق ویسیطر على الوضع. لقد فھم أحد ما في حزب الله بأن صمتا لأكثر من شھرین لمن عود مؤیدیھ على خطابات متواترة، قد یضر.
حتى لو لم یكن في صحة تامة- من الافضل أن یتحدث. ھناك الكثیر من الاسباب للافتراض بانھ لولا ھذا الاعتبار لكان من المحتمل أن یكون نصرالله یفضل اطالة صمتھ قدر الامكان.
فالتطورات في المنطقة ومحیطھا القریب في الاشھر والاسابیع الاخیرة لیست مریحة لھ، وما لیس مریحا – صعب شرحھ حتى لخطیب مصقع مثلھ.
بدایة كشف إسرائیل للانفاق. لیس أقل من خازوق علني وفعل مھین لاستراتیجیة المنظمة العسكریة، التي أملت في ابقاء المشروع الاكثر سریة من تحت الرادار. فكیف تشرح حقیقة أن عناصره، الذین لا یفترض أن یتواجدوا في جنوب لبنان وفقا لقرار الامم المتحدة 1701 یحفرون انفاقا ھجومیة إلى داخل اراضي إسرائیل، الانفاق التي في كل سیناریو حرب ستوقع الدمار والخراب على دولة لبنان. وكان الانتقاد ضده ”نصرالله یجر كل لبنان إلى نفق مظلم“.
لقد بذل أمین عام حزب الله امس جھدا جبارا لتقزیم ضرر الانفاق – ”موضوع ضخم أكثر مما ینبغي“، ”عامل مساعد ھامشي فقط لخطة حزب الله الشاملة لاحتلال الجلیل“ – وھزأ بالجیش الإسرائیلي ”الذي استغرقھ وقت طویل جدا لكشف الانفاق“. ولا كلمة عن السیطرة الاستخباریة التي سمحت لإسرائیل باكتشاف السر.
ایام غیر بسیطة لنصرالله. فالعزلة المتزایدة لإیران، حلیفة وراعیة حزب الله. نظام العقوبات الذي فرضھ الأمیركیون والأزمة الاقتصادیة في إیران مسا منذ الآن بالدعم المالي الذي تقدمھ طھران لنصرالله، واكثر من ذلك، یتبین أن المساعدة العسكریة الإیرانیة لحزب الله ستبقى تصطدم بالتصمیم الإسرائیلي لمنع ذلك بكل ثمن.
نصرالله، في اثناء صمتھ الطویل، راھن على أن الحظ بدأ یقف الى جانبھ. فقد أعلن ترامب عن اخراج القوات الأمیركیة من سوریة، ویبدو بالخطأ أیضا اضاف بان إیران یمكنھا الآن ان تفعل في سوریة ”كل ما تشاء“. واظھر الروس استیاء علنیا من استمرار الھجمات الإسرائیلیة ضد اھداف إیران وحزب الله في سوریة، والناطقة بلسان وزارة الخارجیة الروسیة قالت ان ھذا مس بسیادة دولة اخرى.
ولكن في ھذه الاثناء، حصل التحول. فالرئیس ترامب یفكر بجدیة بإبقاء القاعدة الأمیركیة المھمة في منطقة التنف المھمة، في ملتقى الحدود بین العراق، سوریة والأردن. والمعنى:
استمرار اغلاق الطریق البري الإیراني لتورید السلاح لحزب الله من العراق عبر سوریة إلى جنوب لبنان.
ونائب وزیر الخارجیة الروسي، بخلاف تام مع ملاحظة الناطقة بلسانھ، یقول لـ ”سي.ان.ان“ انھ لا یجب تعریف علاقات بلاده مع إیران كـ ”حلف“، واضافة إلى ذلك، قال ان روسیا ”لا تستخف بأھمیة الامن لإسرائیل.
لعل نصرالله كان یفضل مواصلة الصمت، ولكن الظروف فرضت علیھ خلاف ذلك. من ھنا الطریق قصیر للعودة إلى التھدیدات المعروفة. حزب الله، یقول، غیر معني بفتح حرب ولكنھ سیرد ردا غیر متوازن اذا ھاجمت إسرائیل اھدافا في لبنان، والجدید أنھ سیرد حتى لو ھاجمت إسرائیل اھدافا لحزب الله في سوریة. وھو یدعي أن لدى حزب الله ما یكفي من الصواریخ الدقیقة للمواجھة التالیة ویحذر نتنیاھو من خطوة عسكریة مغلوطة ”كي یروج لنفسھ في حملة الانتخابات“؛ ویھدد بان في الحرب التالیة ”كل فلسطین ستكون تحت التھدید“. من أجل ھذا لا حاجة لتكسر الصمت.