عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    02-Jan-2020

أمنيات..وزلازل.. ورعود..!! - رشيد حسن

 

الدستور - يطل علينا العام الجديد 2020..وقد  استقبله البعض بعبارة «عام العشرين..الله يعين» ..! وهي عبارة  تحمل في ثنايها فيضا من  التشاؤم  أكثر من التفاؤل.. وهو تشاؤم مشروع قياسا  على كوارث ومآسي  العام الماضي 2019.. فالقديم لم يرحل تماما ، بل أودع في تربة  الجديد الكثير مما حمل من امانٍ واحلام وفواجع  وكوارث  وزلازل ورعود وبروق..الخ.
لن يستطيع كائن من كان أن يتنبأ بما يحمله هذا العام ، ولكن  يستطيع قطعا أن يحلم ، وهو يردد .. لعل وعسى ..!! «قالعيب فينا وليس  في زماننا»..!! فنحن من يصنع التفاؤل.. ونحن من يحول اليأس الى رجاء، والاحباط الى  مستطاع.. ونحن الذين اذا ما قرنا الفعل بالقول خرجنا من  المتاهة ، ومن حالة الضياع.... بشرط ان لا  نضيع البوصلة ، الم يقل سبحانه وتعالى..» إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ « صدق الله العظيم.
وبالخروج من العموميات .. وبوضع النقاط على الحروف..
فاننا نميل الى الاعتقاد، قياسا على ما زرعه العام الفارط-كما يقول اخواننا في المغرب الشقيق- بأن العالم العربي سيشهد المزيد من الثورات  ، وان هذه الثورات لن تستثني احدا..  وستعبر الحدود الى العديد من دول الجوار.. ولن يكون مصيرها  كمصير ثورات ربيع 2011 ..الذي تحول الى خريف بفعل التدخل الاميركي ، وستنجح هذه الثورات كما نجحت ثورتا السودان والجزائر ، لان الجماهير اصبحت اكثر وعيا ، ولم تعد تثق بالمطلق قي الطبقات السياسية الحاكمة..
ومن ناحية أخرى فان هذا العام سيكون عاما  مصيريا  بالنسبة للقضية الفلسطينية ، اذ ستشتد المؤامرات الصهيو-اميركية .. ما يفرض على القيادة الفلسطينية –وقد فقدت هامش وزمام المبادرة- ان  تحطم اغلال اوسلو ، وتمزق ورقة الاعتراف ، وتجري انتخابات ديمقراطية.. للخروج من الانقسام ، والعودة  الى مربع المقاومة بكل تجلياتها وصورها المشرقة.. فهي الكفيلة  بافشال كافة المؤامرات ، وتجذير الصمود ، والكفيلة  بالخروج من ردة الفعل الى مربع الفعل ، والكفيلة  باعادة ثقة الجماهير الفلسطينية بقياداتها..وتوحيد الجبهه الداخلية كما كانت خلال انتفاضة الحجارة المجيدة..
وزيادة في التفاصيل ... فالعدو  يمر في ازمة داخلية  طاحنة ، ولن تستطيع الانتخابات القادمة  ان تخرجه من هذه الازمة ، بل ستكرس الانقسام والانشقاق وخاصة في معسكر اليمين المتطرف، والذي قد يلجأ الى شن عدوان اثم جديد على اهلنا في غزة ، وهذا كله واكثر منه .. من شانه ان يعطي القيادة الفلسطينية الفرصة  بان تمسك باللحظة التاريخية .. بزمام المبادرة ، وان تعمل على تعميق ازمة العدو .. بتفجير انتفاضة شاملة  تعم كل فلسطين.. فاستمرار الحال من المحال..والبقاء في مربع الانتظار والمراوحة يعني  الانتحار البطيء..
فهل سيكون العام الجديد .. عام  التغيير الشامل .. تحطم فيه الشعوب العربية، اغلال الطائفية والعبودية وتعانق الحرية ... وهو امر ليس سهلا  في ظل اصرار الانظمة  على التمسك بالواقع ورفضها التغيير ، لا بل تصر على التصدي لحملة لواءه.. بكل  قوة وعنف .. ما يعني  اننا  قد نشهد  رعودا وزلازل.... !!
ومن هنا.. يبقى الرهان على الشعوب.. فهي القادرة على الخروج من تحت الماء .. من ثلاجة الموتى.. ومعانقة الحياة من جديد .. وكتابة  تاريخ يليق بها ، فهي  من احفاد خير امة اخرجت للناس .
اذا الشعب يوما اراد الحياة    فلا بد ان يستجيب القدر
عام 2020 عام  امنيات  واحلام .. وعام  بروق  ورعود وزلازل..على ما يبدو..!!
حقق الله امانيكم..
وكل عام وانتم بخير.