عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    07-Feb-2025

سلامة يكتب: ظلال ترامب وبريق الحقيقة
عمون
 
أحمد سلامة
 
* الدخان والمرايا

لست من المعنيين المجادلة لنفي نظريات الرئيس الامريكي المبجل، فما يقوله حقه، وان استطاع فرضه فذلك انجاز له، وما هو حقنا ان نقول ما نعتقد انه الصواب وانه الحق

وللتذكير فقط فان قسوة وجبروت (بوش الابن) وحارق البخور له رامسفيلد وبريمر، في محنة العراق واكذوبة كولن باول في الزر النووي العراقي التي فرضت واقعا من الخيال ودمرت أمة العراق كلها إلى حين كانت أكثر مهارة وأكثر قسوة وقذارة على أمة العرب..

ليس جديدا علينا (استقواء الرئيس الامريكي) على أمة العرب!!

ممثل دعايات الصابون (رونالد ريغان) الذي امر بقصف منزل القذافي بوحشية وقتل ابنائه متحديا ارادة العالم كله.. كان هو الاخر يمارس مهنة الاستعراض بالقوة على أمة العرب ليوصل رسائل لغيرنا.. لكن الرئيس ترامب ارحم منهما حين عبط الدنيا كلها (الصين، اوروبا، كندا، المكسيك، الدنمارك، وغزة وبنما) عبطها جملة واحدة !!

لكن ما ميز اشتباكه مع غزة تلك الابتسامة الاستهزائية (بالرئيس وبنا) التي ارسلها نتنياهو في مشهد سريالي بغيض.. هذا الشخص اليهودي الذي حل ضيفا على بيت لا يعرف البياض الا في اسمه ولا يستطيع ان يزور مكانا سواه لانه مطلوب لعدالة المحاكم هذا اليهودي الذي تلاحقه قصص المحاكمات في مجتمعه وقد يسجن اية لحظة والمتهم بالتقصير بازاء مسؤولياته تسحب له الكراسي من الرئيس الجبار المتغطرس..

ولأن المشهد سرياليا في ظني انه لا قيمة لكل ما نطق به فيه من لدن الاثنين.. ولان فخامة الرئيس ذو القوة المتهورة الجبارة قد قال نظريته فنحن من حقنا ان نقول ما نراه انه نظرتنا الصائبة!!

لقد مارس الرئيس خدعة إعلامية، تستند الى مدرسة إعلامية قديمة وبالية اسمها (الدخان والمرايا) ولست ادري من نصحه بها، وملخصها
ان الخداع البصري الناتج عن الدخان المبثوث يتحول عبر المرايا الى حقيقة.. لكن التاريخ علمنا ان الدخان يظل دخانا وسرابا انى حشد له الرئيس المبجل ترامب من مرايا تخدع الواقع

الواقع ينبؤنا بعيدا عن الدخان الذي من مهماته ذر الرماد في عيوننا ليصبح هو مادة الواقع وليس الواقع نفسه… ما يلي:

اولا: نفهم دوافع الرئيس الامريكي المبجل الدينية وغير المستقيمة في ادماج اليهودية بالمسيحية على اسس سياسية بعيدة عن الدين النقي وما ينتج عنه من عداء ديني متطرف ضد كل ما هو اسلامي

والحق ان كل الحركات الدينية الاسلامية في تراثنا مرجعها التعصب المسيحي الاوروبي منذ الغزوة الصليبة الاولى في القرن العاشر..

نحن امة محمد الحقيقية البعيدة عن الروافض والخوارج والدواعش والسلفية الجهادية المحتدمة مع الغير لا نعرف التعصب ولم يكن التطرف قانونا في حياة امتنا… فمنذ ان ارسى القائد العبقري الفذ والحاكم العادل محمد صلوات الله عليه اركان دولته الاولى في المدينة المنورة معتمدا على وثيقة مدنية هي (وثيقة المدينة) ولم يلذ بالشريعة. فإنه قد اختط لامته ذلك الفهم المعتدل والرحيم في ادارة الدول..

وبهذا المعنى فوصية ابوبكر الخليفة النبيل لجيوشه الزاحفة في حرب الاسترداد الاولى لاجزاء الامة في مصر والعراق وبلاد الشام والمغرب العربي، ظلت شاهدا على تفوق العرب في معنى احترام الاخر على كل الامم بما فيها امريكا قلعة الديموقراطية التي باشرت الانحراف عن رسائل الإباء لحظة أن أمر ترومان بتدمير اليابان بالنووي ولم يعتذر امريكي واحد حتى الآن عن فعلته المعيبة ازاء تراثهم والانسانية.

إن إدماج المسيحية باليهودية على أسس سياسية محضة يشكل اعتداء صارخا على روحانية دم المسيح الذي خذله اليهود قومه ولسنا نحن والذي تم محاولة سحق رسالته السامية باقسى وسيلة في التاريخ وهي صلب (نبي) اعتقد ومن دون التدخل في روحانيات الاخر ان ذلك يشكل عدوانا سافرا على صلتنا الروحية كمسلمين بتراث عيسى وموسى عليهما السلام الذي امرنا نحن في مقدسنا الا نفرق بينهما وبين نبينا الكريم…

فكيف اذن بالمسيحية، هذا الدمج الذي اخذ البعض في واشنطن التبشير به كديانة جديدة (اليهودية المسيحية) هو من اوصل هوس الساسة هناك الى تبني قصص وحكايا المسيحية النقية بريئة منها؟؟

ثانيا: قلت حروب الاسترداد العربية لبلاد الشام والعراق ومصر والمغرب العربي من ايدي بيزنطة في القرن السادس الميلادي يثبت المؤرخ البيزنطي (جيبون) الذي حضر معركة اليرموك عام 636م واقعة الحوار الذي جرى في اليوم الثالث للمعركة من سهول عمراوة حتى وادي الواقوصة في شمال وطننا الاردني. ذلك الحوار الذي تدانى فيه الحصانان (حصان خالد بن الوليد) وحصان (ماهان الارمني) قائد جيش بيزنطة..

عرض ماهان على خالد مكافأة مالية شخصية والقبول بدفع جزية عن بلاد الشام خارج التوقع بالملايين وان يعودوا ادراجهم الى الجزيرة..
لقد كان جواب خالد بن الوليد ليس ردا على عرض ماهان بل ردا على عروض ترامب التي تخلو من اية حكمة وما سيتلوه من عروض كان رد خالد بن الوليد وفق المرجع البيزنطي (جيبون) (يا ماهان الشام دونها العروبة او السيف)!!

ومن تلك اللحظة تقررت هوية هذا المكان وإلى الأبد رغم كل المحاولات البائسة التي حاولها الغرب المهووس بالرجوع الى احتلالات بيزنطة.. القصة من هناك بدأت الشام كل اهلها كانوا عربا قبل الفتح وبيزنطة كانت احتلالية وكل الاحتلالات انقرضت وفي ظني ان يوما ما
سيدرك الامريكان رغم شدة تمسكهم بهوية احتلالهم لارض الهنود الحمر فان مشوار اندثار التفوق العرقي الذي يسعى الى تجديده (ترامب) قد تمت خلخلته حين امتطى اول رئيس اسود عتبة البيت الابيض..

لقد انتهى حلم الهوس والجنون باحتكار الحياة من لدن جنس على حساب البشرية!!

ارض الشام هي ارض عربية طال الزمان ام قصر تمادى الاحتلال ام انتهى لقد وقعت احتلالات اشد تعصبا من اليهود هنا واندثرت

ثالثا: مشروع (الهنغر) الاوروبي الذي صنع لسكان يهود على ارض فلسطين قد باشر رحلة الانتهاء في السابع من اكتوبر

المشروع اليهودي فكرة ربعها تلمودي والربع الثاني مصلحة اوروبية والثالث ضعف الكيان العربي والرابع طائرة تدمر كل ما دون تحتها واليهود .. امة مبدعة وذكية ولديها جينات تميزهم كما هم يحبون تسويق انفسهم بذلك..

وكانت لطمة اكتوبر قد اسست لحقائق جديدة في الشرق الاوسط، نعم لقد بدا بهذا النمط من التفكير العظيم الشهيد الاسطورة صدام حسين حين انهى بـ ٣٩ رمية من صواريخه نظرية الامن الكياني لليهود وتبعته حماس وحزب الله وهي ميليشيات تدينية فهمت العلم
واستباحت التفوق المزعوم لليهود

اجل كان الثمن باهظا لكنه اقل من اثمان نكبة ١٩٤٨م، وكان الفعل بيد اصحاب اللحى وليس بيدي قادة الطائرات المحلقة من ابناء يهود وحلفائهم..

لو ان الغرب يحب اليهود كما يزعم وانهم ليسوا فئران مثل العرب في مختبرات تجاربهم واداة لتنفيذ مصالحهم بابخس الاثمان لكان طرح الرئيس الامريكي على غير ما انتجته عبقريته التبجحية

العرب مكانهم كل شرق المتوسط وكل جنوبه وكما لا يصح ان يطالب الجزائريون باحتلال لجزء من ارض فرنسا لانهم هناك بالملايين فإن كل انسان يتخيل تهجير او ذبح الفلسطيني واستئصاله لمصلحة استتباب مشروع اخر يكون اما احمق او متوهم..

امة العرب تمر بحال من الضعف محزنة هذا صحيح لكن من قال ان المحزن ثابت.. إن أمة العرب بقادرة ان تفاجئ كل المتوهمين الرجوع محتلين لديارها بالنهوض من جديد..

التاريخ ليس حكايا تسرد، التاريخ نور الغد، حين وقع مارتن لوثر كينغ برصاصات بيضاء مريضة استكثرت على اللون الاسود ان يبوح بـ (حلم)
مجرد حلم له قتلوه بسببه وظن القتلة ان السود قد عادوا عن غيهم

لكن المسافة التي فصلت بين رصاصات الغدر البيضاء القاسية في عنصريتها واودت بحلم مارتن لوثر وبين ان قدم خليفته لحكم العالم من بيتهم الابيض ولم يغير اسمه ليتماهى مع لون بشرة اوباما لان البيت والقلب حين حل به اوباما كانا ابيضين..

والتاريخ يعلم ترامب قبل ان ننتبه نحن الى حقيقة واحدة المسافة بين فكرة التهجير والاقصاء وزوال مشروع الكيان كله اعني الكيان اليهودي هو في الزمن مثل الفرق بين رصاصة غادرة بحلم مارتن لوثر وادراك الحلم للبيت الابيض على يد اوباما وعلى يد البيض النبلاء

نحن اولى باليهود من انفسهم وسنحررهم عما قريب من مجانينهم وسيأتي يوم قريب يرجع اليهودي فيه الى صوابه يتاجر بالحبر والمطبعة اول المعرفة وسيقبل بسيادة العربي المسلم

السابع من اكتوبر سيادة الرئيس رسمت الحلم ولم يبق الا البلوغ وانت قل ما شئت من آراء ونظريات

والله غالب على امره
وهذه البلاد بلادنا
وسيبقى قول الخالد خالد (الشام كل الشام دونها العروبة او السيف)

وليخسأ الخاسئون