عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    08-Oct-2020

الفنان رديفا للجندي في مواجهة كورونا*بلال حسن التل

 الراي

سبعة شهور أو يزيد، منذ أن طرقت أبوابنا جائحة فيروس كورونا ثم اقتحمتها، واستوطنت بيوتنا و أجسادنا وفتحت مقابرنا على مصاريعها، دون أن نفعل شيئا جذريا يوقف تمددها بين ضلوعنا، تمهيدا لطردها والخلاص النهائى منها، بل على العكس من ذلك فعلنا كل ما يُمكنها منا، ويخرجنا عن درب السلامة الذي وضعتنا عليه في بداية هذه الجائحة قواتنا المسلحة تنفيذا لتوجيهات قائدها الأعلى، وأول ذلك اننا تراخينا بملاحقة من لا يلتزم بإجراءات الوقاية والسلامة العامة، ثم تراخينا بضبط معابر حدودنا، التي صارت معابر للفيروس الذي ينتشر الآن بين ظهرانينا انتشار النار بالهشيم، بسبب إهمالنا الذي لم يقتصر على تراخي المعابر، فقد تراخينا في كل شيء إلا شيء واحد هو التزاحم على الاستعراض، حيث اعتبر الكثيرون هذه الجائحة فرصة ذهبية للاستعراض وبناء النجومية الزائفة، مستغلين حاجة بعض وسائل الإعلام إلى ملء مساحتها وفراغاتها، بصرف النظر عن مستوى مضمون ما تنقله إلى الناس من مضامين صار الكثير منها ممجوجا، كما صار أكثرها متضاربا، أكثر من تضارب قرارات حكومتنا، التي دوختنا ما بين الحظر الشامل والحظر الجزئي،وبين الحجر المؤسسي والحجر المنزلي، وقبلهما بين حجر الخمس نجوم على نفقة الموازنة العامة وبين حجر الكرفانات والفنادق المدفوعة الثمن، وبين وداع المغادرين لأماكن الحجر بالورود وبطاقات الحب وبين زج بعضهم بالسجون، لأنهم لم يلتزموا بما تعهدوا به من الحفاظ على إجراءات الحفاظ على الصحة والسلامة العامة نظراً لتدني منسوب الوعي لديهم.
 
لقد حدث ذلك كله، دون أن ننتبه أن معركتنا الحقيقية مع هذا الفيروس معركة وعي، لا يفيد فيها كل هذا (اللت والعجن)، الذي يشارك فيه المختص وغير المختص، فتضيع الحقيقة في «زفة» يبحث فيها كل عن حصته من الشهرة، دون أن تقدم هذه الزفة الإعلامية إية إضافة لمنسوب وعي مجتمعنا، فمنذ بدء الجائحة ظلت الشريحة التي تلبس الكمامة نفسها، والتي تمارس التباعد الجسدي عينها، لأن معظم الذين يظهرون على الإعلام لم يكونوا قادرين على الوصول إلى غالبية الناس وإقناعهم بخطر الجائحة، وضرورة الأخذ بأسباب النجاة منها، لذلك علينا استدراك مافاتنا في معركة الوعي، بأن نخاطب الناس بما يصل إليهم عبر من يستطيع الوصول إليهم، فقد آن ان نرى ونسمع «اسكتشات» توعية من هذه الجائحة يقدمها القدير موسى حجازين (سمعة)، وحان وقت ان نرى إبداعات (لزعل وخضرة)، و ان نرى مشاهد درامية لنجوم الدراما الأردنية، وأن نسمع من يجدد لنا مضافة «أبو محمود» ومن يبعث «العلم نور» و «حارة أبو عواد» فهذه كلها أقدر على كسب معركة الوعي من كل الذين أصموا آذاننا وأزاغوا أبصارنا خلال الشهور الماضية، فكانت النتيجة أن أضعنا طريق السلامة، التي وضعتنا على أوله توجيهات قائد الوطن ونفذتها قواتنا المسلحة في بداية الجائحة، فهل نعود إلى هذه الطريق مرة أخرى بأن يكون الفنان الأردني رديفا لقواتنا المسلحة في كسب معركة كورونا؟