عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    18-Jan-2019

جلوق .. متجر عريق تجد فيه كريم العرايس ولزقات الكوكس وكالونيا الخمس خمسات

 

عمان-الدستور - محمود كريشان - سوق عالية .. ربما ان معظم الناس لا يعرفون اين موقعه في وسط البلد، رغم انه يقبع منذ سنوات طويلة في احدى اهم المناطق الحيوية في وسط المدينة، وتحديدا الطابق الأرضي في بناية الايتام بشارع الشابسوغ، مقابل مبنى بنك القاهرة، ويعتبر هذا السوق، احد اعرق الاسواق التي تختص بالأقمشة ومحال النوفتيه والاكسسوارات النسائية التقليدية، قبل ان تتبدد تلك المحال تباعا في ظل حالة الركود الاقتصادي ويتحول معظمها الى متاجر تختص ببيع البضائع التي يستخدمها الاسيويون الذين يعملون في الأردن.
إلا ان احد اهم تجار السوق حاليا  احمد رمضان جلوق؛ وهو من اصول شركسية، لا يزال متشبثا بمتجره العريق المخصص لبيع العطور العالمية القديمة جدا، ومستلزمات النوفيتيه مثل: امشاط شعر الرأس الأمريكية الأصلية القديمة والالبسة الرجالية والستاتية الداخلية ومقتنيات تتعلق بالتطريز والازرار، ومعظم مقتنيات هذا النوفيتيه هي من البضائع القديمة ذات الماركات العالمية والتي اندثر بعضها في ظل التطور والحداثة والتجديد المزعوم.
في هذا المتجر التراثي ستجد العماني المعتق الحاج احمد جلوق الشركسي لا يزال يحتفظ بعطور قديمة جدا مغلفة من مصنعها قبل سنوات طويلة، تحتفظ باريج عطرها الفواح مثل  CHARLIE  و  prophecy  و One Man Show  بالاضافة لكريمات البشرة والشعر ولوازم الغندرة والبودرة النسائية بماركاتها العالمية التقليدية، فلا غرابة ان تعثر في هذا المتجر العريق على عبوات صالحة من  كريم العرايس ولزقات الكوكس وكالونيا الخمس خمسات، و الحومرة  وكريم الشعر بريل كريم  في الحنجور الأخضر او الأحمر على حد سواء.
وهنا.. فان الذاكرة، بكل تجلياتها، تنهض من مخزونها ورصيدها الزمني، في هذه المساحة القليلة في هذا المتجر الطاعن في القدم، عندما تكتشف ان مالكه احمد الشركسي، يعرض في ارجاء المتجر وباتريناته الخشبية، بعض القوارير الزجاجية المهملة ليقوم باعادة تصنيعها باسلوب متقن، ليقطع جزءها السفلي ويشذبها ببعض الأدوات من مبارد وأزاميل وزراديات وورق زجاج وأصماغ خاصة، ومن ثم يقوم بتركيب الأجزاء العلوية المعدنية ولمبة الإضاة الزجاجية الشفافة وفتلة الكاز التي يحضرها من السوق جاهزة لتصبح سراجا او قنديلا تراثيا جميلا.
وفي هذا المحل قال جلوق: عشنا قديماً في ليالي عمان، وكان  سراج الكاز رفيقنا في إنارة المنازل أثناء لمة الأسرة وسهرات الجيران والمعارف وأيام الدراسة وقراءة الكتب وسرد حكايات وقصص التراث الشعبي المشوقة، إذ إنه أيام ذلك الزمن لم يكن هناك التلفزيون، ولا الراديو إلا في القليل من البيوت الميسورة او المقاهي في عمان القديمة والاحياء الراقية في محيطها مثل: اللويبدة وجبل عمان.
واضاف: كان استعمال الناس لسراج الكاز يتميز بحذر شديد، فأي حركة متهورة وغير هادئة عند حمل السراج أو الاصطدام به، ربما يؤدي الى كسر لمبة السراج الزجاجية الشفافة ودلق الكاز على الارض او الطاولة الموضوع عليها، او الجدار المعلق عليه السراج بالمسمار المعدني، والحرص الدائم عليه من خلال عملية تنظيف زجاجة الإضاءة من سواد الشحبار  بقطعة من القماش الندي، كذلك الانتباه لعدم رفع فتيلة السراج كثيراً لئلا يؤدي ذلك لحرق الفتلة بسرعة وتوسيخ الزجاجة بسرعة، ولكي لا ينبعث الشحبار بكثرة ويؤدي الى تعكير جو الغرفة بدخان السراج  ثاني أكسيد الكربون؛ ما يضر عملية التنفس ويبعث بالروائح الكريهة.