عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    05-Feb-2020

خطة ترامب والاختيار بين الضم والضم

 

هآرتس
أسرة التحرير
 
إن تأييد الرمز اليساري في أزرق أبيض، النائب عوفر شيلح، لخطة القرن للرئيس الأميريكي دونالد ترامب هو مؤشر يبشر بالشرور في نظر من أمل في أن يرى في أزرق أبيض بديلا سياسيا لحكم اليمين، وليس فقط خطة لتجنيد العمال.
ففي تصريحاته هذا الأسبوع أعرب شيلح عن تحفظ قاطع على تبادل الأراضي في بلدات المثلث وفي وادي عاره، ووصف هذا البند بـ “المنكر” ووعد إذا ما كان أزرق أبيض في الحكم فانه سيشطب عن جدول الأعمال، ولكن في نفس الوقت صرح شيلح بان “الرؤيا” التي عرضها ترامب وفريقه هي “رؤياي”. هذه الرؤيا وصفها كرؤيا “دولة فلسطينية مجردة إلى جانب إسرائيل، في ظل الحفاظ على مصالح إسرائيل الأمنية”.
مطلوب قدر لا بأس به من ادعاء البراءة لغرض العرض بهذا الشكل لخطة تلتف على خطاب بار ايلان من اليمين وتتبنى عمليا رواية الصهيونية الدينية. اما “الضفدع” الذي يزعم أن إسرائيل ستكون مطالبة بابتلاعه كي تحصل على كل ما طلبته دوما، اشترط الأميركيون بسلسلة مطالب لا يمكن لاي زعيم فلسطيني في الزمن القريب أن يقبل بها. الرؤيا قد تكون رؤيا دولتين، ولكنها عمليا اقرار أميركي بضم من طرف واحد، وعلى ما يبدو فقط بعد الانتخابات.
ليس شيلح فقط بل زعيم أزرق أبيض النائب بيني غانتس هو الاخر صرح الأسبوع الماضي بان “خطة السلام تعكس باخلاص المبادئ الاساسية الواردة في برنامج أزرق أبيض”، وهو سيعمل على “تنفيذ كل اجزائها”. صحيح أنه تحفظ من الضم الفوري واضاف بان “خطوات متهورة وعديم المسؤولية لا تنسق مع الأردن، مصر والدول العربية المعتدلة تعرض للخطر القدرة على تنفيذها”، ولكنه قال إن في نيته أن يطرح الخطة على الكنيست لاقرارها.
أول من أمس، الرقم 4 في أزرق أبيض، غابي اشكنازي، نثر هو الآخر الثناء على الخطة ووصفها كـ “فرصة لصنع التاريخ ولتصميم إسرائيل بشكل يتناسب ورؤيانا”. صحيح أن اشكنازي اضاف تحفظا: “بسط السيادة يجب أن يكون خطوة منسقة. لا يمكن عمل هذا دون حوار مع جيراننا” – ومع ذلك، مع مواقف مثل مواقف اشكنازي، شيلح وغانتس من يحتاج الجناح اليميني في أزرق أبيض؟
من المحزن أن نتبين بان البديلين السياسيين المركزيين اليوم في إسرائيل قد تبنيا خطاب الضم والسيادة، وان الجمهور سيكون مطالبا بعد شهر ان يحسم في مسألة من ينفذ بسط القانون الإسرائيلي على المستوطنات وفي غور الأردن. ومحزن أن نتبين بانه لا يوجد اليوم في إسرائيل قوة سياسية يمكنها ان توقف تقدمها في مسار الضم الخطير، الذي فتح باقرار من رئيس أميركي عديم المسؤولية. ان البديل الحقيقي لحكم اليمين يجب أن يقول بوضوح ان الضم هو اختيار بين دولة ثنائية القومية وابرتهايد، وان من هو غير معني بالامكانيتين ملزم بان يعارض الضم.