الرباط- “القدس العربي”: بعد تنظيمه لمائدة مستديرة نهاية شهر آذار/مارس الماضي، ناقَش خلالها فاعلون مهنيون وحقوقيون موضوع “الأخلاقيات المهنية في الإعلام المغربي”.
وكشف “المنتدى المغربي للصحافيين الشباب”، عن مذكرة ترافعية تهم “ميثاق أخلاقيات مهنة الصحافة” في المغرب؛ تضمنت تصوره حول “الواجبات والحقوق المفترَض أن يتمتع بها الصحافيات والصحافيون الممارسون في قطاع الإعلام”، يوضح بلاغا صادرا عن المنظمة غير الحكومية التي تُعنى بالدفاع عن حرية الصحافة في المغرب فضلاً عن تكوين الصحافيين الشباب.
إصدار هذه المذكّرة، يأتي، حسب بيان وصل “القدس العربي”، في سياق “مساهمة المنتدى في النقاش العمومي حول أخلاقيات مهنة الصحافة، الذي أطلقه المجلس الوطني للصحافة”، استناداً بالأساس إلى فصول الدستور المغربي والمرجعيات الدولية ذات الصلة”، مشيراً إلى التجارب المقارنة التي قدمت نماذج فُضلى يُسترشَد بها على مستوى القوانين المؤطّرة للعمل الإعلامي.
وأكدت المذكرة التي جرى تقديمها في ندوة صحافية عقدت نهاية الأسبوع الماضي في الرباط، أن “مقتضى جعلِ اختصاص تدبير ومراقبة أخلاقيات المهنة من اختصاص آلية التدبير الذاتي للمهنة، يعد من الممارسات الفضلى على الصعيد الدولي”.
وشددت على “ضرورة التقيد التام بالمعايير والمبادئ الدولية في أي ميثاق أخلاقي لمهنة الصحافة”، مضيفة أن “مُراد هذا التقييد هو حماية الصحافي كأصل ورقابته كفرع، والمجلس الوطني للصحافة بالمغرب كتنظيم ذاتي للمهنة يجب أن ينبني على هذه الفلسفة وليس العكس”.
واعتبرت مذكرة المنتدى المذكور، أن صفة قيادة الرأي العام التي يتمتع بها الصحافي تمنحُه امتيازات استثنائية تضمَنُها له المواثيق الدولية والإقليمية والدستورية؛ لعل أبرزها يتمثل في “حصانة خاصة للصحافي تسمح له بممارسة مهامه بشكل مهني ودون مضايقات أو قيود”، فضلا عن ضمان توفير بيئة تشريعية وسياسية واجتماعية وثقافية تُيسّر عمل الصحافي بشكل سليم، وحماية الصحافي من القوانين والممارسات، المعيقة لبحثه عن المعلومات وتلقيها ونقلها، في ظل حماية سرية مصادرهم، وكذا مواجهة كل السياسات والتدابير والسلوكيات المكرّسة للرقابة الذاتية للصحافي، والمقيدة لحريته في الرأي والتعبير.
بالمقابل، أتى المنتدى المغربي للصحافيين الشباب على إيراد عددٍ من الواجبات المقيّدة لعمل الصحافي، في تقديره؛ يبقى أهمُّها “عدم الدعوة للكراهية والعنصرية والعنف والتمييز” و”عدم المساس بالحياة الخاصة للأفراد”، بالإضافة إلى المساهمة في بناء مجتمع المواطنة ودولة القانون بإشاعته لثقافة المساواة وعدم التمييز والعدل والكرامة والدفاع عن الحريات الفردية والجماعية، وسيادة القانون، دون إغفال “احترام الممارس للمهنة للقوانين الجاري بها العمل، والترافع قصد تعديل القوانين المتعارضة مع القانون الدولي بشقّيْه، الحقوقي والإنساني”.
تجدر الإشارة إلى أن إنجاز هذه المذكرة حول “ميثاق أخلاقيات مهنة الصحافة بالمغرب”، هو ثمرةُ مشروع انخرطَ فيه المنتدى؛ ويتعلق بـ”تعزيز التنفيذ الفعال لإطار قانوني يضمن حرية التعبير وتكوين الجمعيات والتجمع في المغرب”، المموّل من طرف المنظمة غير الحكومية « Irex Europe » وتُنسّقه “جمعية عدالة من أجل الحق في محاكمة عادلة”، بشراكة مع مكتب المنظمة غير الحكومية «Article 19» للشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومكتب “اليونسكو” بالرباط.