عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    25-Mar-2020

جائحة كورونا - محمد سلامة

 

الدستور- رفعت منظمة الصحة العالمية تصنيف فيروس كورونا من درجة وباء إلى جائحة ، وبما يعني ازدياد خطورته وانتشاره، وقبل الدخول في تفاصيل أكثر، نتوقف عند كلمة جائحة ومعناها ولماذا جرى إطلاق هذه التسمية على هذا الفيروس المدمر. 
 
جائحة باللغة تعني المصيبة التي تصيب الرجل في ماله، ولها توصيف آخر مرتبط بأشياء أخرى، منها أن الفيروس ينتقل من حيوان إلى آخر ومن ثم إلى الإنسان، وينتشر بسرعة بين البشر والى أماكن متباعدة جغرافيا،  ويشترط أن يكون معديا حتى يطلق عليه اسم جائحة، وبهذا المعنى فإن فيروس كورونا هو أكثر من وباء كونه أصاب أرجاء المعمورة كلها وأوقع عشرات الآلاف من الموتى ومئات آلاف من المصابين اليوم. 
 
جائحة كورونا أصابت نحو (400) الف إنسان ووضعت نحو (2) مليار إنسان في الحجر الصحي، ناهيك عن اكثر من اثني عشر ألف ماتوا في مائة وأربعة وسبعين دولة حتى كتابة هذه السطور، وبما يعني انطباق وصف جائحة عليه، فهو أكبر من وباء متنقل بين البشر وأصاب معظم دول وشعوب العالم وليس مرتبط بجغرافية محددة بعينها. 
 
جائحة كورونا تشبه إلى حد كبير جائحة العولمة، فالأولى فيروس  طبيعي قاتل ومهدد لحياة البشرية، والثاني فيروس مصنع ( أمركة العالم) ويريد جعل البشرية كلها   لون واحد وثقافة واحدة  وتحت هيمنة واحدة، وقد تصدت البشرية لهما ،وواضح ان الهزيمة ستلاحق جائحة العولمة والكورونا معا حتى تجهز عليهما، وما بعد سنشهد استتباب العالم كله بلا عوارض مصنعة ولا جوائح مخفية. 
 
جائحة كورونا تمثل أخطر فيروس ظهر منذ مئات السنين، والخوف يتمثل في انهيار منظومات الصحة العالمية سواء في الدول المتقدمة أو النامية لأن الكارثة ستكون مدوية، خاصة أن انتشاره سريع، والخلية الواحدة للفيروس تنتج اكثر من عشرة آلاف فيروس جديد  في ساعات معدودات ويمكن أن تصيب آلاف البشر سريعا، كونها ( أي الجائحة) سريعة الإنتشار وبعدة وسائل .
 
جائحة كورونا تمثل أخطر فيروس يهدد البشرية جمعاء، وهناك من يتحدث عن شهر اكتوبر  القادم أو أكثر من عام حتى يتمكن العلماء من الوصول إلى لقاح فعال ضدها، وحتى ذلك الحين فإن عداد الموتى سوف يتواصل وذات الأمر عداد الإصابات  ومعهما سوف تستمر حالات الطوارئ ومنع التجوال وإجراءات أخرى إلى جانب توقف عجلة الاقتصاد وشل قدرات جميع الدول بما فيها المتقدمة. 
 
جائحة كورونا وضعت البشرية في محبس اختياري وغب الطلب توقع من تريده من كبار المسؤولين في الحجر الصحي أمثال أنجيلا ميركل ورؤساء دول، وتفرض حظرا للتجوال وتحرك الجيوش وتفتك بها في عقر دارها، وتفعل مالا يتصوره العقل، فهي اليوم سيدة الكون بلا منازع، وحتى يتم اكتشاف أدوية ولقاحات لقهرها فإنها تعربد علينا جميعا.