عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    14-Apr-2024

غزة.. خدمات مجانية*بلال حسن التل

 الراي 

لأن غزة صارت غير، منذ أن تحولت إلى أيقونة لكل السائرين على درب الحرية عبر بوابة الفداء والتضحية، من ابناء الإنسانية وشعوبها الذين يؤمنون بحق كل شعب من شعوب الأرض أن يعيش حرا مستقلا على أرضه، لا ينافسه أحد على شبر منها، ولا يقرر مصيره إلا ابناؤه وحدهم، بلا وصاية من أحد غير إرادتهم الحرة، بعد أن عاشت الكثير من الأمم ومنها أمتنا معنى وصاية الغير عليها، فتم السلب لثرواتها بعد أن تم سلب وتزوير إرادتها، وما رافق ذلك من تقسيم للبلاد والعباد، وإثارة عوامل التناحر بين ابناء الأمة الواحدة.
 
ولأن غزة استوعبت ذلك كله، فاختارت طريق المقاومة المسلحة، بعدما خبرت تجارب بعض ابناء أمتها، بالمقاومة السلمية، وماذا جنت فلسطين من سلام «أوسلو»، غير المزيد من الاستيطان والتهويد، والتضيق على الناس، لتهجيرهم طوعا أو كرها.
 
بعد أن استوعبت غزة ذلك كله اختارت طريق الفداء والتضحية، لذلك اختلفت عن الجميع في كل شيء حتى في أعيادها، فلم يتجمل ابناؤها في عيد الفطر المبارك بملابس العيد المزركشة، لكنهم زينوا أرضهم بدمائهم الزكية، يتساوى في ذلك قادة مقاومتها الإسلامية وسائر ابنائها، فعلى درب آبائهم بالتضحية والفداء يسير الأبناء، فما يميز حركة المقاومة الإسلامية أنها الحركة الأكثر تقديما للشهداء من قادتها ومؤسيسيها، وأبنائهم وكان آخر قوافل الشهداء من الابناء والأحفاد، هم ابناء واحفاد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية، الذين زفوا شهداء في أول أيام عيدالفطر المبارك، في عملية اغتيال آثم قام بها العدو الإسرائيلي، لكنها عملية قدم من خلالها العدو خدمة مجانية، فندت كل الأكاذيب التي تقول أن قادة المقاومة هربوا أسرهم من غزة، ليحموهم لتثبت الوقعات كذب هذا الافتراءت، ولتؤكد أن قافلة الشهداء ممتدة عبر الأجيال إلى أن يتحقق النصر الذي تتحرر به فلسطين.