عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    22-Jul-2020

نتنياهو يقدّم لإسرائيل عبوة اقتصادية ناسفة! - بن كسبيت
 
رب البيت جُنّ جنونه. لا يوجد تفسير آخر. بنيامين نتنياهو الحقيقي كان سيمزق إرباً بيبي المخطوف، الذي قررمؤخرا توزيع 6 مليارات شيكل لا توجد لدينا على مئات آلاف العائلات، التي لا تحتاج المال؛ بدلا من ان يستخدمه بشكل مركز وناجع لتحريك الاقتصاد.
بعد أن وزع حتى الآن 500 شيكل للطفل دون تمييز، و500 شيكل للشيخ دون تمييز، والآن 6 مليارات شيكل أخرى. هذه ليست خطة انقاذ، بل عبوة ناسفة. قريبا ستجد إسرائيل نفسها في عجز يصل الى نصف تريليون شيكل. أولادنا وأحفادهم سيضطرون الى اعادة هذا بفائدة مضاعفة.
يوجد في إسرائيل أكثر من 120 الف مليونير. ولكن هناك الطبقة الوسطى والوسطى – العليا التي ستجرف نصيبا كبيرا من هذه المليارات. هذا ظلم تام، هذا تخريب يضر فرص الخروج من الازمة، وهذا توزيع للرشوة على الجماهير.
لا يوجد في المالية مهني واحد سيؤيد هذه الخطوة. كل وزير مالية سابق سيشرح لكم انه بكبسة زر يمكن ببساطة تصنيف المال، لحسم اصحاب المداخيل العالية، التقاعدات في الميزانية، اصحاب الاستقرار التشغيلي، مئات آلاف موظفي الدولة، عاملي جهاز الامن، عاملي المشاريع الحكومية، ممن لا تلوح حربة من فوق رزقهم. لماذا لا ينقذ هذا المال اولئك الذين يختنقون حقا؟.
بنيامين نتنياهو الاصلي، من فترة ما قبل الاختطاف، يعرف بأن هذا المال، الذي سيوزع لهذا العدد الكبير جدا من الأفواه الجائعة، لن يحرك اي اقتصاد، كالمطر المفاجئ في الصحراء يتبخر فورا تقريبا.
ما كان بنيامين نتنياهو الأصلي ليتصور عمل مثل هذا الامر بما تبقى لنا من احتياطات. فهو يدس المليارات في المرحاض وينزل عليها الماء. أولئك الذين يصارعون، اليوم، في سبيل لقمتهم، لن ينقذوا. ومن يملكون سيبتسمون. وبدلا من خلق أماكن عمل، وبدلا من تحفيز ارباب العمل، وبدلا من تخفيض الضرائب على النشاط الاقتصادي بشكل حاد (هذا سيكلف المليارات، ولكنه حيوي حقا)، يحاول ببساطة إطفاء الاحتجاج الجماهيري المتسع بالمال النقدي. لقد فقد التفكر.
النقد الذي أوجهه منذ فترة طويلة الى بنيامين نتنياهو ينبع من حقيقة انه يختلف عن كل اسلافه «تقريبا»، ففي المعضلة بين القرار الكامن في مصلحة الدولة والقرار الكامن في مصلحة نتنياهو، لا توجد لنتنياهو معضلة. فهو سيختار بالتأكيد مصلحته ومصلحة عائلته.
القرار الحالي هو مثال ممتاز. هو يحتاج المساعدة، الآن. يفهم ما يحصل للجمهور، ويعرف أن هذا يصل الى قاعدته أيضا. وبالتالي فإنه لا يتردد. الدولة هي هو. بالضبط لذات السبب لا يعين مدير مشروع لـ»كورونا». كل شيء شخصي، كل شيء سياسي.
«معاريف»