عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    25-Jan-2019

من یومیات صوت انتخابي عائم - بن درور یمیني
 
یدیعوت أحرنوت
 
الغد- أنا صوت انتخابي عائم. لا یمین ولا یسار.
نتنیاھو أحیانا یسحرني واحیانا یخیفني. یائیر لبید نجح، جزئیا على الأقل، في الانقطاع عن الانقسام القطبي بین یسار ویمین – وھذا انجاز بحد ذاتھ، ولكن مذھبھ السیاسي ما یزال غامضا.
آفي غباي بالذات بدأ على نحو جید، ولكن ھنا وھناك یغرق في تأثیر جناح میرتس في حزبھ.
ورغم ذلك، فالحدیث یدور عن حزب صھیوني ماضیھ العظیم یؤثر على حاضره أیضا.
بیني غانتس خرج من الخندق مع بث دعائي یروي عن مقتل 1364 مخربا. وقد تعرض لھجوم واسع من الیسار، وكانت ھذه مناورة ممتازة لان ھذا بالضبط ما كان یحتاجھ كي یستقر في الوسط. الیمین یقول انھ یسار، والآن الیسار یقول انھ الیمین. ولكن في ھذه الاثناء ھذه مجرد دعایة. ینبغي أن ننتظر حتى ظھوره العلني الأول – وھناك فإنھ سیزن كل كلمة.
ھذا لا یعني ان لیس للمترددین مواقف. فھم لدیھم مواقف بالتأكید. في المواضیع الجوھریة، مثل
توسیع مشروع المستوطنات الیمین یخیفني. فھل ھذا یجعلني یساریا؟ للیمین، المعتدل على
الأقل، توجد ادعاءات جدیة جدا. في مواضیع مبدئیة، مثل الفاعلیة القضائیة، كنت ضدھا حتى قبل أن اعرف من ھو دانییل فریدمان. فھل ھذا یجعلني یمینیا؟ باختصار، مثل مترددین آخرین، مع مواقف مختلفة عن مواقفي – نحن بعیدون عن التقسیم المضني بین یسار ویمین.
كم مقعدا یساوي الصوت العائم؟ بقدر ما أنجح في تحلیل استطلاعات الرأي العمیقة، فالحدیث
یدور عن الكثیر من المقاعد. ربما ثلث الجمھور. عدد كبیر من المحللین والمفكرین یضحكون علینا. ”أناس بلا عمود فقري“. لا یوجد ھراء أكبر من ھذا. المترددون ھم أولئك الذین یفكرون، ینظرون، یفحصون الادعاءات بعمق، ولیس بشكل شخصي. المصممون ھم الأشخاص العالقون – في كل موضوع معین موقفھم معروف مسبقا. ھم منغلقون. ھم لا ینصتون. لا یوجد أي احتمال لأن یتعاطوا بجدیة مع ادعاء أحد ما من المعسكر المضاد. اما المترددون بالمقابل فھم الوحیدون المستعدون لان یعیدوا النظر في المسار. موقفي الأسبوع الماضي لیس بالضرورة موقفي ھذا الأسبوع. الحقائق قبل كل شيء، وبعد ذلك الھراء. لان الحقائق الجدیدة یفترض ان تغیر الآراء القدیمة.
ولما كنت عینت نفسي ممثلا للأصوات العائمة (تعیین مؤقت، فانا أتعھد بان اعتزل في اقرب وقت ممكن)، وبالتالي فلیسمح لي أن أقول اننا ننصت. ووجدنا، وانظر العجب، ان ھناك أیضا یمینیون ویساریون یحملون ادعاءات جدیة. الحقیقة المطلقة لیست في جیب احد. وھذا بالتأكید یستوجب التفكر. حیاة المصممین سھلة وبسیطة. حیاة المترددین اصعب بكثیر. ولكنھا مشوقة اكثر بكثیر.
إذن لمن سأصوت؟ صحیح حتى ھذه اللحظة لیس عندي أي فكرة. بالتأكید لیس لواحد من الأحزاب المتطرفة. وفي كل الأحوال، لا یوجد حزب یمثل ارائي في كل المواضیع المركزیة.
ھكذا بحیث انھ حتى الانتخابات سیظھر بین الحین والآخر ھذا المقال، ”یومیات صوت عائم“ ستكون فیھ بالأساس ترددات، مواقف من الانتخابات التمھیدیة في الأحزاب، من الدعایة الانتخابیة، من تصریحات قادة الأحزاب ومن المرشحین للكنیست، وغیرھا وغیرھا.
في نھایة المطاف – لن اصوت للحزب الأفضل، لانھ لا یوجد كھذا، بل للحزب الأقل سوءا.
ھكذا بحیث انھ مع انطلاق عمود الرأي ھذا، عندي رجاء من السیاسیین الذین یتحدثون المرة
تلو الأخرى عن ”القاعدة“: كفى. یكفي. ”القاعدة“ في جیبكم. نحن فقط، المترددین، سنقرر نتائج

الانتخابات. إذن رجاء، خذونا على محمل أكبر من الجدیة.