عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    18-Dec-2024

"السياسي الأمين".. محطات بارزة يوثقها ممدوح العبادي في كتاب

 الغد - احتفى منتدى مؤسسة عبد الحميد شومان الثقافي، مساء أول من أمس، بإشهار كتاب الدكتور ممدوح العبادي الذي جاء بعنوان "مذكرات الدكتور ممدوح العبادي.. السياسي الأمين"، بحضور عدد من المسؤولين وجمع من المثقفين والأكاديميين والمدعوين.

وشارك في حفل الإشهار رئيس الوزراء الأسبق المهندس علي أبو الراغب، المهندس محمد المعايطة والإعلامي بسام بدارين، وأدارت الحوار الرئيسة التنفيذية للمؤسسة فالنتينا قسيسية.
ونوه أبو الراغب في كلمته، إلى أن كتاب "السياسي الأمين" ليس مجرد "صفحات" نقلبها مع حنين "الاستذكار" وشوق الأيام الخوالي، بقدر ما هو "نافذة" لا تخلو من التشويق والسلاسة وتقنيات السرد البسيطة الصريحة من الممتع الإطلالة عبرها.
وقال: "إن ممدوح في الكتاب الذي يستعرض مسيرته أقرب إلى "لوحة شفافة" تنظر إليها من أي زاوية فتستنتج ما يناسبك ثم تهتدي للخلاصة التي تتقدم الكتاب، حيث صديقنا الذي تخرج عن غير رغبة منه طبيبا للعيون، مشيرا إلى أنه استطاع قهر الفقر والعوز واستطاع شق طريقه بالحياة عبر الاجتهاد والعمل الدؤوب والإبداع والإصرار على التميز، عندما بدأ نقيبا للأطباء ثم أمينا للعاصمة ولاحقا وزيرا ونائبا وناشطا مؤثرا في عمق المجتمع". 
من جهته، قال المعايطة: "نحتفي جميعا اليوم بإشهار كتاب السياسي الأمين، لأحد رجالات الوطن القلائل، الذين اعتلوا صهوة العمل العام والعمل السياسي، وكانوا أردنيين هوية وليس أردنيين مهنة، وشتان ما بين أن تكون أردني الهوى والهوية وتقدم مصلحة الوطن والأمة على مصلحتك الشخصية، أو تتخذها مهنة وتقدم المصلحة الشخصية على مصلحة الوطن.
وأضاف أنه بين صفحات هذه المذكرات نقلنا العبادي في هذا الوطن الصغير بحجمه والكبير بأحلام شعبه، من لوحة إلى لوحة، فهي قصة كفاح لعربي أردني استطاع أن يخلق من التحديات فرصة لخدمة وطنه وأبدع في ذلك.
وأشار إلى أن الكتاب يحوي العديد من اللوحات الغنية بمحتواها وأبعادها وهي لوحات التحدي، المواطنة، العمل الجماعي، السياسة والوطن والأمة، الإنسان والأمين.  
البدارين أشار إلى أن الكتاب أقرب إلى "رواية" أو "قصة طويلة"، فيها خليط من السرد والتسجيل المجرد ومع أن ممدوح يروي قصته بأناقة إلا أن النص يواجهك بعشرات الأبطال المؤثرين، لا بل البطل الأساسي هو "المكان" سواء أكان هنا قرب سقف سيل عمان أو هناك في مطاعم لندن الراقية.
وبين أن الكتاب "يأخذنا في جولات ممتعة ويحفز أسئلة محرجة وتتعرف عبره عن قرب إلى شخصيات مثيرة في بناء عمان أولا، والطبقة السياسية ثانيا.
وقال الدكتور العبادي في مداخلته: "كنت أرفض فكرة كتابة يوميات أو محطات أو مذكرات، لأن الفكرة باختصار لدي بأني رجل عاش حياة عادية، اللهم باستثناء أن أحلام جيله حملته على مقارعة الأيام بجرأة وجسارة، رافضا الاستسلام أمام أي تحد أو معركة".
وأضاف، "لقد وجدت نفسي طافحا بتفاصيل كثيرة تأبى إلا أن تفيض، وهي ذاتها التي أخذت بيدي من رأس العين إلى إسطنبول طالبا للطب، وبعدها إلى لندن متخصصا بطب العيون، ثم عائدا إلى ممارسة المهنة، مؤثرا مقاومة العادي والروتيني خلال عملي طبيبا في وزارة الصحة، ليستقر رحال العمل في مدينة الزرقاء طبيبا للعيون، في عيادة عودتني على النظر في وجوه الناس وتلمس حاجاتهم، ثم لتبدأ قصتي في حقل العمل العام".
وزاد الدكتور العبادي:" قد يكون الحظ هو ما حقق لي ذاتي، لكنه حظ ممتزج بالإصرار والتحدي أكثر"، مشيرا إلى أنه اشتبك مع الحياة السياسية من بوابة نقابة الأطباء". 
وقال: "سرت في طريق العمل العام، وجرفني العمل السياسي بعيدا عن عيادتي، وأدمنت ذلك، وكان أجمل ما في تلك الفترة أن البلاد بدأت بالتحول الديمقراطيِ، الذي حملنا صوب الانخراط أكثر في الديمقراطية كمشروع دولة، رغم كل إحباطاته والمتربصين به. وهناك عرفنا أن مترادفات "التكنوقراط" وتعريفاتها ما هي إلا سنن الحكومات العاجزة. لأن السياسي هو أساس العمل العام وهو محرك الأفكار، وهو المستبصر بخطورة المراحل وحاجات الناس وأوجاعهم، شرط ألا يكون فاسدا ولا مصلحيا ولا صاحب هوى في قرار أو مسيرة".
وكانت قسيسية، قالت: "في بداية حفل إشهار الكتاب، إننا نحتفل اليوم بسيرة ذاتية استثنائية للدكتور العبادي الذي ولد في رأس العين بعمان، ليأخذها معه في رحلة طاف بها العالم، اغتنى خلالها معرفة وثقافة، مشيرة إلى أنها ليست مجرد سيرة بكلمات على الورق، بل رحلة غنية بالعبر، مليئة بالتحديات ومفعمة بالإلهام.  
وبينت أن الكتابة عن الذات مغامرة جريئة، تحتاج إلى شجاعة استثنائية وصدق نادر، والدكتور العبادي اليوم يقدم لنا هذا العمل الذي يعكس عمق تجربته وحكمته في مواجهة الحياة.  
وفي نهاية الحفل، وقع الدكتور العبادي على نسخ من كتابه للعديد من القراء الحضور.
والدكتور ممدوح العبادي، سياسي وطبيب أردني، شغل مناصب وزارية وقيادية عدة، بما في ذلك وزير الصحة وأمين عمان.
ولد في عمان العام 1943 ودرس الطب في جامعة إسطنبول ثم تخصص في جراحة العيون في بريطانيا. شغل العديد من المناصب، منها عضو المجلس الوطني الاستشاري، نقيب الأطباء، ورئيس كتلة التجمع الديمقراطي في مجلس النواب الأردني.