المرحلة الأولى تنتهي بتبادل الأسرى.. وملفات عالقة تهدد خطة ترامب
عملية التبادل تشمل 1986 أسيرا فلسطينيا مقابل 20 للاحتلال
الغد-نادية سعد الدين
انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، أمس، عقب إتمام عملية التبادل التي شملت 1986 أسيرا فلسطينيا مقابل 20 أسيرا للاحتلال، بينما تطل الملفات العالقة التي تهدد المرحلة الثانية من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بسبب الخلافات حولها.
وأطلقت حركة حماس أمس سراح 20 أسيرا للاحتلال، مقابل إفراج الاحتلال عن 1986 أسيرا فلسطينيا، بينهم 250 أسيرا فلسطينيا من أصحاب الأحكام المؤبدة، فيما سيتم نقل 154 أسيرا فلسطينيا إلى مصر.
ويُدشن انتهاء تلك المرحلة ببدء المرحلة الثانية من المفاوضات، والتي حذرت حماس سابقا من أنها ليست بسهولة المرحلة الأولى، حيث تشكل قضايا حكم غزة ونزع سلاح المقاومة من أبرز التحديات التي تُواجه خطة ترامب، وسط إجماع فصائل المقاومة الفلسطينية برفض تسليم السلاح بشكل مطلق باعتباره أمرا غير وارد البتة.
وتنص المرحلة الثانية أيضا على مصير قادة حركة حماس في قطاع غزة، إزاء مطالب حكومة الاحتلال اليمينية بضرورة خروج مقاتلي الحركة من القطاع، بالإضافة إلى شمول المرحلة لتحدي استمرار انسحاب جيش الاحتلال من كامل قطاع غزة.
وأكد المتحدث باسم حركة حماس، حازم قاسم، أن حركته نفذت كامل التزاماتها ضمن المرحلة الأولى من خطة الرئيس ترامب، مشددا على ضرورة أن يواصل الوسطاء دورهم في مراقبة سلوك الاحتلال وضمان التزامه بتنفيذ بنود الصفقة، وخاصة ما يتعلق بملفات الإغاثة وإعادة الإعمار ووقف العدوان على الشعب الفلسطيني.
وقال قاسم، في تصريح له أمس، إن الإفراج عن عدد من أسرى الشعب الفلسطيني في صفقة التبادل يمثل أحد إنجازات صمود الشعب الفلسطيني في غزة، ويجسد وفاء المقاومة لوعدها تجاه الأسرى وذويهم.
وأكد أن وقف العدوان وضمان عدم تكراره كانا المحدد الرئيس في كل جولات التفاوض، لافتا إلى أن الحركة حصلت على ضمانات واضحة من الوسطاء بهذا الشأن.
وأضاف قاسم أن الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده سيواصل نضاله المشروع حتى انتزاع حرية جميع الأسرى، معتبرا أن ما تحقق يعد خطوة في طريق طويل نحو الحرية الكاملة.
وفي وقت سابق من يوم أمس، تمت مراسم عملية تبادل الأسرى في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس والاحتلال، عبر طواقم الصليب الأحمر الدولي، حيث أعلنت وسائل إعلام الاحتلال عن إطلاق سراح 20 أسيرا من قطاع غزة على دفعتين متتاليتين.
وبموجب المرحلة الاولى من الخطة؛ سيتم إطلاق سراح جميع أسرى الاحتلال الأحياء في قطاع غزة، مقابل أن تفرج سلطات الاحتلال عن 250 معتقلا من سجونها من أصحاب المحكوميات العالية والمؤبدات، 88 من سجن عوفر غرب مدينة رام الله، و162 من سجن وكتسيعوت في النقب، وسيتم نقلهم إلى قطاع غزة قبل ان يتم إبعاد بعضهم إلى مصر، إضافة إلى 1718 معتقلا من قطاع غزة اعتقلوا عقب بدء حرب الإبادة في 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023.
وأعلن مركز فلسطين لدراسات الأسرى، أن 137 أسيرا من عمداء الأسرى سيُفرج عنهم ضمن المرحلة الجديدة من صفقة تبادل الأسرى، في تطور وصفه بأنه إنجاز حقيقي على طريق تحرير الأسرى من سجون الاحتلال.
وقال مدير المركز، الباحث رياض الأشقر، أن الصفقة الحالية تعتبر صفقة تاريخية كسرت كل المعايير التي فرضها الاحتلال في صفقات سابقة، رغم استثناء عدد من الأسرى القدامى.
وأضاف أن الاحتلال، الذي كان يرفض إطلاق سراح أي أسير فلسطيني ويهدد باستعادة أسراه بالقوة، اضطر بعد عامين من الحرب والدمار إلى القبول بصفقة تُفرج بموجبها المقاومة عن مئات الأسرى الذين صنفهم الاحتلال سابقا بأنهم خطرون ولن يخرجوا أبدا من السجون.
بدوره، أكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس، عزت الرشق، أن غزة والمقاومة فرضت المعادلات بانتهاء الحرب وتبادل الأسرى.
وقال الرشق، في تصريح له أمس، إن صمود الشعب والمقاومة الفلسطينية في غزة، أخضع (رئيس حكومة الاحتلال بنيامين) نتنياهو وأجبره على القبول بما ظل يرفضه على مدار عامين من حرب الإبادة.
وأضاف إن غزة استطاعت أن تعزل الكيان الصهيوني، وتحوله إلى كيان منبوذ بعد أن كشفت حقيقته المتوحشة، كما وحدت غزة الرأي العام العالمي ضد المشروع الصهيوني الاستعماري، وكشفت خطره على السلم والأمن الدوليين وعلى استقرار المنطقة.
ويُشار إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة يستند إلى خطة الرئيس ترامب، تقوم على وقف الحرب، وانسحاب متدرج لجيش الاحتلال، وإطلاق متبادل للأسرى، ودخول فوري للمساعدات إلى القطاع، وذلك لإنهاء حرب الإبادة التي أدت لارتقاء أكثر من 67 ألف شهيد، و170 ألف مصاب، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 460 فلسطينيا بينهم 154 طفلا.