الدستور
يقولون إن (( إسرائيل اللقيطة )) تبحث عن الأمن، لكنها تعيش كمن يفتش عن وسادة بين جثث الأطفال. أمنها يشبه رجلًا يطلب الراحة النفسية على أنغام صراخ الضحايا. (( إسرائيل اللقيطة )) لا تجوع للخبز، بل تشتهيه مغموسًا في دماء الفلسطينيين، وتنام هانئة إذا شمّت رائحة بارود فوق مهد.
يا للعجب! دولة تملك مئات الرؤوس النووية، تخاف من حجر، وتستنفر من طائرة ورقية طارت من غزة بالصدفة. كأنها أسدٌ يسكن في حديقة حيوان، يخشى من «نونو» يبكي في الزاوية لأنه لم يأخذ مصّاصته.
(( إسرائيل اللقيطة )) تصنع السلام بنفس الطريقة التي يطبخ فيها الجزار شوربة العدس يبدأ بتقطيع الضحية ثم يضيف الدبلوماسية كمُطيّب. أما مفاوضاتها؟ فهي تشبه سرقة بنك يعرض على الضحية نصف الرشوة ليبلّغ عن نفسه.
وكلما قالت إنها ضحية، رأينا صواريخها تشقّ الغيوم، وتحوّل العصافير إلى رماد. دولة «الضحية النووية»، «الديمقراطية القاتلة»، و»الجيش الأخلاقي» الذي إذا أخطأ الهدف، يصيب الحضانة.
هم لا يكرهون العرب، فقط يحبونهم مشويين جيدًا، محترقين على شواية الصمت الدولي. وكلما أحرقت غزة، قالت: نحن في حالة دفاع عن النفس. كأن الذئب ينهش الخراف ثم يعتذر لأنه مصاب بفقر فيتامين «سلام».
أما الإعلام الغربي، فهو الماكينة التي تغسل دم ((إسرائيل اللقيطة )) وتغلفه بورق الورد، ثم ترسله للعالم على أنه «عدالة». قناة تبكي لأن جنديًا إسرائيليا انكسر ظفره أثناء القصف، بينما تُنسى عائلات كاملة دفنت تحت البيوت.
و(( إسرائيل اللقيطة )) تعرف الحقيقة: أن العرب لا يتفقون حتى على كُنية الشهيد، ولا على نُطق كلمة «تحرير». لذا، تواصل الغارات وكأنها تتلذذ، كمن وجد في الدم فُسحة فنية. شعب يُربي أولاده على الطائرات الورقية، بينما تُربي أطفالهم على أجهزة التصويب.
أقسمت (( إسرائيل اللقيطة )) أن تبقى متورمة بالشهوة لا تشبع من الدم، لأن الشهية مفتوحة طالما كان الشاهد ميتًا. هي الدولة الوحيدة التي تطالب بالحياة من خلال الموت، وتبحث عن مستقبل فوق المقابر.
لكن، صدقوني، التاريخ ليس أعمى هو فقط يُغمض عينيه قليلًا ليرى بشكل أوضح.