جو 24 : ارحنا بصمتك يا بشر وغادر المشهد السياسي بصمت رجاءً ..
جو 24 :
كتب محرر الشؤون المحلية -
قال رئيس الوزراء السابق بشر الخصاونة خلال مقابلة على "عربي كاست"، بثتها مساء الجمعة: "الأردن نظام دستوري، رئيس الوزراء به هو الأقوى إن كان رئيسا للوزراء يعمل في سياق هذا الفهم الدستوري وهذا الفهم القانوني، بالقطع هذه ليست مسألة نزال وسجال وإنما في إطار من التراتبية.."
التصريحات بنسختها الاولى والتي ظهرت ب "برومو" اللقاء ،اثارت جدلا وسعا على شبكات التواصل الاجتماعي ، حيث جاء فيها ان : مدير المخابرات لدينا اقوى من رئيس الوزراء ؟!!! .. وهي ذات التصريحات التي قيل انها مجتزأة ، وتم نشر النص الكامل الموضح بالفقرة اعلاه ..
وحتى لا نُظهر تحاملنا على الخصاونة ، فلنحاكم تصريحه الكامل وليس المجتزأ ، فماذا يعني قوله : رئيس الوزراء هو الأقوى إن كان رئيسا للوزراء يعمل في سياق هذا الفهم الدستوري وهذا الفهم القانوني ، ثم ما دلالة قوله : بالقطع هذه ليست مسألة نزال وسجال وإنما في إطار من التراتبية..؟!!!
في فترته الرئاسية الطويلة جدا ،والتي كثر شاكوها وقل شاكروها ، مارس الخصاونة - لسوء حظنا - ولايته العامة كاملة غير منقوصة ، حتى ان اجهزة الدولة جميعا وعلى رأسها المخابرات، اشتغلوا على خدمة تصوراته وتبني قراراته والاتساق مع توجهاته ، رغم اختلافهم مع بعضها او كلها ، هذه حقيقة نذكرها بكل تجرد ، حيث لم يحدث من قبل ان تمتع رئيس وزراء بحصانة كتلك التي تم ضمانها للخصاونة طوال السنوات الاربع العجاف من وجوده في الدوار الرابع ..
وسائل الاعلام المحلية باستثناء واحد توقفت عن انتقاد الخصاونة تجنبا للوقوع في المحذور ، مجلس النواب كان حراكه بردا وسلاما على الحكومة والرئيس ، في عهده تم توقيف العديد من منتقديه ، استطاع الخصاونة ان يجري ما يشاء ويشتهي من تعيينات واحالات وتنقلات في اجهزة الدولة ومراكز القرار ، ورغم العنت الشديد وسوء الادارة البائن بينونة كبرى لم يواجه بمعارضة رسمية قط ، ظل محصنا حتى يومه الاخير ..
اشارته لقوة مدير المخابرات بحد ذاتها ، يراد منها التلميح : بان ذلك اعاقه بشكل او باخر- يريد ان يلقي على بقية الاطراف مسؤولية فشله الذريع - ، والحديث في الشق الثاني عن النزال والسجال فتشي بان ثمة نزال وسجال وقع ،واظنه هنا قد جانب الحقيقة ، اما عن التراتبية فهو يعرف جيدا - وهو ابن الادارة العامة - حدود صلاحياته في ظل المنظومة القائمة ، وهو ما لم يضمن له سيطرة مطلقة وحرية تحرك واسعة وكاملة دون ضوابط ومحددات موضوعية او غير موضوعية ارادها وسعى اليها ورغب بها منذ اليوم الاول ..
لو كان رئيسا اصلاحيا ، لفهمنا تأففه ، ولو كان رئيسا ملهما وصاحبة رؤية وبرنامج نهضوي اقتصادي واجتماعي لفهمنا تذمره ، لكنه كان على النقيض من كل هذا ..
وفي الختام نقول ل بشر الخصاونة : لا تقلّب علينا المواجع ،فليس اقل من سكوتك ومغادرتك المشهد بصمت ..