الغد- تمتلك روبوتات الذكاء الاصطناعي الموجهة لعامة الناس مثل "شات جي بي تي" و"جيميناي" و "كوبايلوت" إمكانيات كبيرة يمكن استخدامها في الخير والشر، فمثلا يمكن أن تساعد الأطباء في تشخيص الأمراض بدقة أكبر، وتوفر للناس إمكانية الوصول إلى خبرات أكاديمية ومهنية بسهولة، وفق ما نشر على موقع "الجزيرة نت".
وبالمقابل يمكن أن يستخدمها الكثير من الهاكرز لاستهداف الأشخاص والشركات بفعالية أكبر وبتكلفة أقل من أي وقت مضى، وقد تكون واثقا من قدرتك على اكتشاف الهجمات الخبيثة، ولكن تتفاجأ بأساليب جديدة تبدو وكأنها قادمة من الخيال.
يعتمد الهاكرز على سرقة حسابات وسائل التواصل لخداع الناس، وأحيانا يقومون بإنشاء حسابات مزيفة تشبه حسابات حقيقية أو يخترقون حسابات حقيقية بهدف كسب ثقة الضحايا واستغلالها.
ويمكن لروبوتات الذكاء الاصطناعي اليوم مساعدة هؤلاء القراصنة في جمع الصور والمعلومات من حسابات التواصل مثل السيرة الذاتية والمنشورات والصور لإنشاء حسابات مزيفة تشبه الحساب الحقيقي، وبعد ذلك يرسلون طلبات صداقة إلى أصدقاء الضحية حتى يظنوا أنهم يتحدثون مع شخص يعرفونه فعلا.
وفي حال تمكن المخترق من السيطرة على حساب حقيقي، فإن هذا يمنحه فرصة أكبر لتنفيذ هجمات أكثر ذكاء، إذ يمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي تحليل المحادثات السابقة واكتشاف العلاقات القريبة وحتى تقليد طريقة الكتابة، مما يجعل الرسائل تبدو طبيعية ومقنعة وقد تحتوي هذه الرسائل على روابط خبيثة أو طلبات مالية أو حتى قصص طارئة مزيفة.
يستخدم مجرمو الإنترنت تقنيات ذكاء اصطناعي متعددة لإنشاء برمجيات ضارة ذكية أو لتقليد شخصيات مشهورة أو جهات معروفة، ورغم أن العديد من هذه الهجمات الاحتيالية تعتمد على أساليب الخداع التقليدية، فإن الذكاء الاصطناعي يجعلها أكثر إقناعا وأصعب في اكتشافها، وسنذكر أبرز الهجمات الإلكترونية التي يعتمدها الهاكرز في استهداف ضحاياهم.
شهد تطوير الروبوتات في القرن العشرين تقدمًا كبيرًا، وذلك بسبب التطورات في التكنولوجيا، مثل الإلكترونيات وأجهزة الاستشعار والذكاء الاصطناعي.
انتشرت في الآونة الأخيرة نسخ خبيثة من نماذج الذكاء الاصطناعي مثل "وورم جي بي تي" و "فرود جي بي تي" و "أونيون جي بي تي" التي يمكن استخدامها لإنشاء برمجيات ضارة واكتشاف ثغرات الأمان في الأنظمة وتقديم نصائح للاحتيال والاختراق والسيطرة على أجهزة الآخرين.
ويُعد نموذج "لوف جي بي تي" هو الأخطر لأنه متخصص في عمليات الاحتيال العاطفي، حيث يسمح بإنشاء حسابات وهمية على تطبيقات المواعدة المشهورة مثل "تيندر" و"بامبل" ويقوم بالدردشة مع الضحايا بشكل مقنع لخداعهم، ومن الجدير بالذكر أن هذه الأداة موجودة منذ أكثر من عقد من الزمن ولكن لم تُدمج فيها تقنية الذكاء الاصطناعي إلا بعد إطلاق "شات جي بي تي" بأشهر.
تُعد روبوتات الذكاء الاصطناعي وخاصة "شات جي بي تي 4" أدوات مفيدة في شرح الكود البرمجي واكتشاف الثغرات الأمنية فيه، ولأن هذه الأدوات وجدت لمساعدة المستخدمين، فسوف تعتقد أنك بحاجة لفحص كود برمجي خاص بشركتك أو تطبيقك بهدف حمايتها من الاختراق، وهو ما يستغله الهاكرز لتنفيذ اختراقه.
فعند تزويد "شات جي بي تي" بمثال يحتوي على كود معين، يمكنه تحديد المشكلات الأمنية ويعرض كيف يمكن للمهاجم استغلال هذا الضعف لتنفيذ أوامر خبيثة، وبعد ذلك يُقدم نسخة محسنة من الكود تُظهر كيفية معالجة هذه الثغرة وتأمين الموقع أو التطبيق. ومن الجدير بالذكر أن روبوتات الذكاء الاصطناعي المتقدمة -خاصة بالنسخ المدفوعة- قادرة على تحليل أكواد شديدة التعقيد وشرح طريقة عملها والكشف عن الثغرات بل وحتى توضيح كيف يمكن استغلالها.
مع ظهور الذكاء الاصطناعي ظهر نوع جديد وخطير من البرمجيات الخبيثة تعمل بشكل مستقل تماما. ففي السابق كان الهاكر يحتاج إلى أن يتحكم يدويا في البرمجيات الخبيثة بعد أن يتمكن من حقنها داخل شبكة أو جهاز الضحية، ولكن اليوم أصبح من الممكن أن تعمل بشكل تلقائي دون تدخل بشري. ومع وجود نماذج ذكاء اصطناعي مثل "شات جي بي تي" أصبحت البرمجيات الخبيثة قادرة على اتخاذ قرارات بنفسها، مما يُمكنها من تحديد موقع البيانات المهمة، ومعرفة موقع كلمات المرور المخزنة محليا، وحتى كيفية الاتصال بمصادر البيانات واستخراجها تلقائيا.
وبفضل قدرتها على معالجة كميات كبيرة من البيانات بشكل أكثر كفاءة من الإنسان، فإن استخدام البرمجيات الخبيثة الذكية يشكل خطرا أكبر بكثير مقارنة بالبرمجيات الخبيثة التقليدية التي تتطلب تفاعل الهاكر بشكل يدوي.
ونظرا لأن البرمجيات الخبيثة تعمل بشكل مستقل، لم يعد من الضروري أن يتحكم الهاكر في البرمجيات ويوجهها يدويا، وهذا يجعلها ليست فقط أكثر خطورة، بل وأكثر شيوعا أيضا، وهذا يعني أن المزيد من الشركات قد تكون عرضة للاختراقات العشوائية بدلا من أن تكون هدفا محددا.
يستخدم الهاكرز الآن روبوتات الذكاء الاصطناعي لنشر معلومات كاذبة على نطاق واسع وبسرعة كبيرة، إذ تقوم هذه الروبوتات بإنشاء تعليقات ومنشورات مزيفة على مواقع التواصل ومنتديات النقاش لنشر أخبار كاذبة بطريقة تبدو حقيقية ومقنعة.
وعلى عكس الحملات التقليدية التي كانت تتطلب وقتا وجهدا بشريا، يمكن الآن لأدوات الذكاء الاصطناعي أن تُدير العملية كاملة بشكل آلي، مما يجعل الأخبار الزائفة تنتشر بشكل أسرع وأسهل، كما تستطيع هذه الروبوتات إنشاء حسابات وهمية تتفاعل مع المنشورات وتنشرها لتعزيز مصداقيتها، وإذا انتشرت هذه الحسابات بكثرة فقد تتمكن من إقناع الأشخاص غير المطلعين أو المترددين بالانحياز إلى روايتها.