عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    17-Oct-2025

اليوم التالي كما قدمته حماس!*جميل النمري

 الراي 

آخر ما كان ينقص غزة في ختام عامين من العدوان والاجرام ان تدخل في حرب اهلية واعدامات ميدانية!!
 
مشهد الاعدامات لشباب امام الكاميرات كان اسوأ ما يمكن ان تقدمه حماس عشية وقف الحرب.
 
ليس بهذا المشهد يبدأ اليوم التالي الذي انتظره الجميع. ليس هذا المشهد الذي نقدمه للبشرية التي انفجر ضميرها غضبا على المجرمين وتعاطفا مع الفلسطينيين حيث تداعت السردية الاسرائيلية وانهار الكذب والتظليل امام الحقائق المنقولة صوتا وصورة ساعة بساعة من الميدان لجرائم الحرب والتدمير والابادة الجماعية.
 
اليوم التالي من جهة الفلسطينيين وحماس توجب أن يكون دعوة العالم للاطلال على غزة المدمرة وشعبها الشهيد، الاطلال على هذا الشعب العظيم ينهض من تحت الانقاض بإرادة جبارة لاستعادة الحياة. مشهد اليوم التالي يقول للعالم انه وقف فعلا في الجانب الصحيح من التاريخ ويجب ان يستمر الهتاف الذي دوّى في شوارع العالم «فلسطين حرة».
 
كان المشهد الصحيح لقوات حماس ان تظهر في الشوارع ولو بلابسها الحربي لتنظيم حياة الناس وتيسيرها. وحماية المرافق العامة المنهارة واعادة تشغيلها والسلاح يمكن ان يظهر فقط لمنع الفوضى ولمرافقة شاحنات المساعدات وحمايتها من عصابات السلب والنهب وليس لاطلاق النار في استعراض علني على افراد مقيدين راكعين عند ارجل المقاتلين.
 
نعم يتم اعدام الخونة والجواسيس في زمن الحرب. لكن الحرب انتهت ولا وضف لهذه الاعدامات التي راوغ بيان حماس في توصيف اسبابها بالضبط ونحن نعرف ان حماس ما كانت تنتظر ساعة خلال الحرب قبل قتل اي شخص تكتشف أنه مرشد لقوات الاحتلال. لكن المرجح ان الافراد الذين تم اعدامهم هم لأشخاص جاهروا بعداء لحماس أو مشتبه بمناصرتهم أو مشاركتهم في مجموعات مسلحة عشائرية معادية لحماس او مدعومة من الاحتلال. وهذا يطعن في مصداقية الاجراءات القانونية بل حتى في وجود مرجعية سياسية عليا للقرار.
 
يعني المسألة تتعلق بصراع السلطة مع خصومها في المبدان. وكأن رجال حماس ما ان وضعت الحرب اوزارها حتى التفتوا فورا الى الساحة الداخلية لتصفية الخصوم. هذا مع علمهم ان حماس بموافقتها على اتفاق وقف الحرب ستكون خارج السلطة ومنزوعة السلاح. وهكذا تكون التصفيات مجرد استغلال للفرصة المتاحة في المسافة القصيرة الفاصلة بين وقف الحرب والترتيبات الجديدة البديلة.
 
العجيب ان هذا الانتشار المسلح حصل بإذن من ترامب الذي برر بصورة ما وقوع الاعدامات وهذا لغز آخر فإما ان الرجل اشتبك مع تفاصيل التفاصيل لليوم التالي لوقف الحرب ورأى ببصيرته الثاقبة الحاجة لشرطة حماس هذه الايام لفرض الأمن وردع عصابات الاشرار. أو انه خبيث وضيع يريد هذا المشهد لليوم التالي لتدمير صورة حماس وغزة التي تحولت الى ايقونة الضمير الانساني وتبرير بقاء اسرائيل في محيط غزة واستخدام السلاح على طريقتها مع حزب الله لضرب حماس التي تقاوم نزع سلاحها.