الضفة على صفيح ساخن.. الاحتلال يصعد عدوانه بالاعتقالات واقتحام المدن
الغد
طوباس- واصلت قوات الاحتلال الصهيوني أمس تصعيد عملياتها العسكرية في مختلف مناطق الضفة الغربية المحتلة، بالتزامن مع تصاعد هجمات المستوطنين بحق الفلسطينيين وممتلكاتهم، وسط صمت دولي متواصل.
واقتحمت قوات الاحتلال صباح أمس مدينة طوباس وبلدة عقابا شمال الضفة الغربية، انطلاقا من حاجز تياسير، حيث انتشرت عدة دوريات عسكرية في الأحياء السكنية.
كما اقتحمت قوات خاصة للاحتلال مخيم الفارعة جنوب المدينة، وحاصرت منزلا داخله، قبل أن تدفع بتعزيزات عسكرية وسط تحليق لطائرات مسيرة في سماء المخيم.
ووفق بيان جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، أُصيب فلسطينيان بالرصاص الحي خلال الاقتحام، وتم نقلهما إلى المستشفى، كما اعتقلت قوات الاحتلال فلسطينيين اثنين بعد حصار المنزل.
وشنت قوات الاحتلال فجر امس سلسلة اقتحامات متزامنة شملت مدن قلقيلية وطولكرم وجنين شمالا، وبيت لحم جنوبا، واعتقلت عددا من الفلسطينيين.
وفي بلدة سعير بمحافظة الخليل، أقدم مستوطنون إسرائيليون على قطع نحو 300 شجرة زيتون ولوز تعود لعائلة فلسطينية، وقال المزارع عيسى شلالدة لوكالة الأناضول إن "المستوطنين استخدموا أدوات كهربائية لإعدام حقول العائلة، التي وصفها بأنها تحولت إلى خراب كامل".
كما اقتحم مستوطنون فجر أمس حي خلايل اللوز جنوب شرق بيت لحم، وتمركزوا أمام منزل أحد السكان وسط استفزازات ومضايقات متعمدة.
ويشهد الحي تصعيدا مستمرا من قبل المستوطنين تحت حماية جيش الاحتلال، من خلال مهاجمة منازل الفلسطينيين وتحطيم ممتلكاتهم وتخريب أشجار الزيتون.
وفي بلدة حوارة جنوب نابلس، أحرق مستوطنون أجزاء خارجية من منزل فلسطيني مأهول، ما أدى إلى وقوع أضرار مادية، بحسب ما نقلته وكالة الأبناء الفلسطينية (وفا).
اقتحام جماعي للأقصى
وفي القدس المحتلة، اقتحم 489 مستوطنا باحات المسجد الأقصى المبارك بحماية مشددة من شرطة الاحتلال، ونفذ المستوطنون جولات استفزازية وأدوا طقوسا تلمودية، استجابة لدعوات جماعات استيطانية تنضوي تحت ما يُسمى "اتحاد منظمات الهيكل"، استعدادا لاقتحام واسع يُخطط له يوم الاثنين المقبل بمناسبة "عيد العُرش" العبري.
إلى ذلك، تسبب اعتداء نفذه مستوطنون صهاينة، امس، في توقف عمل 3 آبار مياه يعتمد عليها سكان 19 تجمعا فلسطينيا قرب مدينة رام الله وسط الضفة الغربية.
وقالت مصلحة مياه محافظة القدس في بيان: "تسببت اعتداءات المستوطنين المتكررة على آبار المياه في منطقة عين سامية (شرق رام الله)، بتوقف ضخ المياه من الآبار الرئيسة، ما يهدد بحرمان آلاف المواطنين في أكثر من 19 تجمعًا سكنيًا من حقهم الأساسي في المياه".
وأشارت المصلحة التي تغطي محافظتي رام الله والقدس، إلى أن الاعتداء "تسبب في قطع خطوط التحكم في الآبار 2، 4، 6، ما أدى إلى توقفها بالكامل عن العمل".
ولفتت إلى أن طواقمها تعمل على مدار الساعة لإصلاح الأضرار، واستئناف ضخ المياه في أسرع وقت ممكن.
وناشدت الجهات الرسمية والدولية بـ "التدخل العاجل لوقف هذه الاعتداءات اليومية، وضمان حماية حق المواطنين الفلسطينيين في الحصول على المياه باعتبارها مصدر حياتهم الرئيسي".
وأشارت إلى أن "آبار عين سامية تعرضت خلال الأشهر الماضية لسلسلة اعتداءات متكررة، في وقت تواجه فيه طواقمها تحديات جسيمة للوصول إلى الآبار وإصلاح الأضرار، الأمر الذي يفاقم أزمة المياه ويهدد الأمن المائي لعشرات التجمعات الفلسطينية".
وعين سامية من أهم مصادر المياه الجوفية في منطقة شمال شرق رام الله، وتقدر الطاقة الإنتاجية الإجمالية لآبارها بنحو 12 ألف متر مكعب يوميا، وهي تمثل ما نسبته 17 بالمائة من الكميات اليومية الموردة من مصلحة مياه محافظة القدس، وفق وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية "وفا".
وتقع الآبار في السفوح الشرقية للضفة الغربية، وتشهد منذ ما قبل 7 تشرين الأول 2023 هجمات استيطانية كبيرة، لكن مع بدء حرب الإبادة في غزة سيطر المستوطنون الصهاينة على المنطقة وطردوا المزارعين الفلسطينيين منها، الأمر الذي أعاق مصلحة المياه بالقدس من أداء عملها.
ويوجد في "عين سامية" الواقعة في أراضي بلدة كفر مالك (شرقي رام الله)، 6 آبار مياه، تزود غالبية بلدات شرقي رام الله بمياه الشرب، منذ ستينيات القرن الماضي.
وبموازاة حرب الإبادة بقطاع غزة، قتل جيش الاحتلال ومستوطنون بالضفة، بما فيها القدس الشرقية، ما لا يقل عن 1047 فلسطينيا، وأصابوا نحو 10 آلاف و300، إضافة لاعتقال أكثر من 19 ألفا بينهم 400 طفل، بحسب معطيات فلسطينية رسمية.
وبدعم أميركي، يرتكب الاحتلال منذ 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 66 ألفا و97 قتيلا و168 ألفا و536 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 453 فلسطينيا بينهم 150 طفلا.
في المقابل، يواصل الاحتلال- بدعم أميركي- ارتكاب إبادة جماعية في قطاع غزة أسفرت حتى اليوم عن استشهاد 66 ألفا و97 فلسطينيا وإصابة 168 ألفا و536 آخرين، معظمهم أطفال ونساء، ودمار واسع في البنى التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة.-(وكالات)