الغد
وضعت السلطات البرازيلية الرئيس السابق جايير بولسونارو، الذي يُحاكم حاليًا بتهم تتعلق بالتخطيط لانقلاب، قيد الإقامة الجبرية يوم الإثنين، في خطوة قد تؤدي إلى تصعيد التوتر مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
أصدر القاضي في المحكمة العليا، ألكسندر دي موراييس، أمر التوقيف، مشيرًا في قراره إلى أن بولسونارو، الذي يُعرف بمواقفه اليمينية المتشددة، لم يلتزم بأوامر تقييدية قضائية فُرضت عليه الشهر الماضي.
ويواجه بولسونارو تهمًا بالتآمر مع عشرات من حلفائه لقلب نتيجة الانتخابات الرئاسية التي خسرها عام 2022 أمام الرئيس اليساري لويس إيناسيو لولا دا سيلفا.
كما حظر القاضي على بولسونارو استقبال الزوار، باستثناء المحامين والأشخاص المصرح لهم من قبل المحكمة، كما منعه من استخدام الهاتف المحمول سواء مباشرة أو عبر أطراف ثالثة.
وأكد ممثل عن بولسونارو لوسائل الإعلام أنه تم وضعه تحت الإقامة الجبرية بعد ظهر يوم الإثنين، وأن هاتفًا محمولًا قد صودر.
وفي بيان لها، أعلنت الشرطة الفيدرالية البرازيلية أنها امتثلت لأوامر المحكمة العليا بتنفيذ الإقامة الجبرية ومصادرة الهواتف، دون أن تسمي بولسونارو صراحة.
وكانت القيود المفروضة على بولسونارو قد جاءت على خلفية مزاعم بتواصله مع الرئيس الأميركي ترامب، الذي فرض مؤخرًا رسومًا جمركية جديدة على الواردات البرازيلية، في خطوة وصفها بأنها رد على "مطاردة سياسية" يتعرض لها بولسونارو، حليفه الأيديولوجي.
ويأتي أمر الإقامة الجبرية بعد أكثر من عامين من التحقيقات في دور بولسونارو في حركة التشكيك بنتائج الانتخابات، والتي بلغت ذروتها في أعمال شغب نفذها أنصاره في برازيليا في يناير 2023، وهي أعمال قورنت بهجوم أنصار ترامب على مبنى الكابيتول الأميركي بعد خسارته في انتخابات 2020.
وعلى عكس مسار التحقيقات المعقدة والبطيئة التي تواجه ترامب، تحركت المحاكم والسلطات البرازيلية بسرعة ضد بولسونارو، في خطوات تهدد بإنهاء مسيرته السياسية وتفكيك حركته اليمينية.
وفي محاولة لدعم والده سياسيًا، انتقل نجل بولسونارو، إدواردو بولسونارو – وهو عضو في البرلمان البرازيلي – إلى الولايات المتحدة بالتزامن مع بدء محاكمة والده، من أجل كسب دعم في واشنطن. وذكر أن هذه الخطوة أثرت على قرار ترامب بفرض الرسوم الجديدة على البرازيل.
وكان ترامب قد نشر في الشهر الماضي رسالة وجّهها إلى بولسونارو قال فيها:"لقد رأيت المعاملة الفظيعة التي تتلقاها من نظام جائر استهدفك. يجب أن تنتهي هذه المحاكمة فورًا!"
وفي نهاية يوليو، فرضت واشنطن عقوبات على القاضي دي موراييس، متهمةً إياه بإصدار أوامر اعتقال تعسفية قبل المحاكمة وقمع حرية التعبير.
ولم ترد وزارة الخارجية الأميركية فورًا على طلب للتعليق على وضع بولسونارو قيد الإقامة الجبرية.
لكن يبدو أن تكتيكات ترامب قد تأتي بنتائج عكسية في البرازيل، إذ زادت من متاعب بولسونارو وساهمت في تعزيز الدعم الشعبي لحكومة لولا اليسارية.
وفي مقابلة مع رويترز الشهر الماضي، وصف بولسونارو القاضي موراييس بـ"الدكتاتور"، وقال إن القيود المفروضة عليه "أفعال جبانة". - رويترز