الراي
أعلنت جماعة عمان لحوارات المستقبل في مؤتمر صحفي حاشد عن خارطة طريق لحماية الاردن،وضعتها الجماعة بعد سلسلة من جلسات العصف الفكري، بالتوازي مع سلسلة من المشاورات مع خبراء وأهل اختصاص عسكري وسياسي واقتصادي وصحي وتربوي ِ.... إلخ. وكل هذا الجهد الذي انتج خارطة طريق لحماية الاردن، ماهو الا مساهمة متواضعة فيما يحتاج اليه الاردن لمواجهة التهديدات التي تواجهه، والتي تحتاج الى جهد كل اردني واردنية.
اول ما اكدت عليه خارطة الطريق، هو ان حماية وطننا من الأخطار التي تهدده، لا تكون بالمسيرات والاعتصامات على قاعدة وكفى الله المؤمنين شر القتال، ولكن مواجهتها تكون بالعمل الجاد والمستمر لبناء جبهة داخلية مرصوصة الصفوف، كاملة الجهوزية، يكون فيها كل مواطن غفيرا، وهذا يعني ان نمتلك عناصر القوة الناعمة من خطاب ديني وثقافي تحمله وسائل اعلام قادرة ومهنية مؤثرة تعمل كلها لبناء روح معنوية عالية مقاتلة منتمية، وغياب هذه العناصر نقطة ضعف خطيرة عانينا ونعاني منها منذ عقود
ومع ضرورة امتلاكنا لعناصر القوة الناعمة وقبلها واهم منها ضرورة امتلاكنا لعناصر القوة الخشنة، وهذا يعني انه بالاضافة الى دعم قواتنا المسلحة وزيادة عددها وعتادها، ومع عودة خدمة العلم، التي لابد من زيادة مدتها الى اضعاف المدة التي تم الإعلان عنها، لابد من عودة الجيش الشعبي على ان ينخرط في صفوفه كل قادر او قادرة على حمل السلاح لأن قنابل العدو وصواريخه لا تفرق بين ذكر وانثى، وبناتنا جديرات بان يدافعن عن انفسهن ووطنهن، اسوة بالمجاهدات اللواتي عرفهن تاريخ أمتنا.من الضروري ان يخضع كل منتسب ومنتسبة للجيش الشعبي الى دورة تدريبية كل عام وان يعرف كل منتسب و منتسبة من هو قائده ومن أين يستلم سلاحه إذا لزم الأمر. وفي إطار امتلاكنا لعناصر القوة الخشنة فاننا ندعو الى تنظيم المتقاعدين العسكريين تنظيما فاعلا ليكونوا رديفا حقيقيا لقواتنا المسلحة يقاتلون معها اذا جد الجد وحان الحين.
من المبررات التي ارتكزت عليها جماعة عمان لحوارات المستقبل لوضع هذه الخارطة هو رصدها لحجم التهديدات التي تواجه بلدنا، على اكثر من جبهة منها حرب المخدرات التي تشن عليه من عدو طائفي يريد ان يضعفه وليجتاحه كما هو العدو الصهيوني الذي لا يفتئ يعلن عن نواياه التوسعية شرق النهر فيعمل وكأن الحرب واقعة غدا، وهو يستعد لها علانية وجهارا نهارا، ولن يردعه شيء الا بناء قوة الاردن، لأنه إذا وقعت الحرب فان العالم والرأي العام سيقف ليتفرج علينا، والعدو يمارس اجرامه بحقنا كما فعل ويفعل مع اهلنا في غزة، لذلك لابد من ان نعتمد على سواعدنا وعلى جبهتنا الداخلية.وهذا ما تهدف اليه خارطة الطريق التي اعلنتها جماعة عمان لحوارات المستقبل كجهد متواضع في خدمة بلدنا.